من ضرر بالثروة السمكية لمصدر رزق للصيادين..
معايشة لصيد «استاكوزا النيل» بأسوان: تنتعش صيفا.. ونصدرها للصين (فيديو)
وضع''جوبية'' في أماكن متفرقة بنهر النيل، مصنوعة من الخيوط المتينة بها فتاحات دائرية تتراوح بين 6 لـ8 فتحة، هكذا يصطاد أهالى مركز إدفو بمحافظة أسوان، سمك '' استكوزا النيل'' المعروف بـ '' العقارب'' أو '' الذهب الأسود'' لديهم.
توجهت '' الدستور'' لمعايشة رحلة صيد '' استكوزا النيل'' التي ظهرت خلال السنوات القليلة داخل مركزى أدفو وكوم أمبو فقط، على الرغم أن تواجدها بمثابة ضرر للأسماك، لأنها تتغذى علي الزريع، لكنها كانت بمثابة نجدة أو غيث نزل في وقته لإنقاذ الصيادين من حالة ركود كبيرة يعيشونها.
مع وقت بزوغ الشمس، أو حلول العصر بعد انخفاض درجة الحرارة نسبيًا، تبدأ محمد وأحد أقاربه الذي تعلم على يده مهنة الصيد، يستقلا زورق صغير مصنوع من الخشب له مجدافين،يتوجها إلى أماكن متعددة بالنيل يضعا بها الجوبيات المخصصة لصيد '' استكوزا النيل''، أو'' العقارب'' كما يلقبونها، وبعد تفريغها داخل العلبة البلاستيكية الموضوعة على واجهة القارب، يتم تقطيع سمكة صغيرة الحجم أو أي نوع من الخضروات، داخل الجوبية ووضعها كطعم للصيد.
-رحلة صيد الاستاكوزا
يقول محمد إبراهيم، صياد بمركز إدفو، 33 عامًا، إنه يعمل في المهنة منذ حوالى 20 عام وهو في سن 13 عامًا، تعلمها على يد أحد أقاربه، إن صيد استاكوزا النيل يبدأ فجرا، أو بعد صلاة العصر لانخفاض درجة حرارة الطقس، ويتم بـ "جوبية"، وهي مصنوعة من الخيوط ولكن تشمل ما يتراوح بين 6 لـ 8 فتحات ضيقة لكى لا تتمكن الاستاكوزا الخروج منها، و تدخل لتناول الطعم من بينهم وعند نزولها فى القاع عند منطقة الخزان لا تتمكن من الخروج مرة أخري.
-ُطعم تتغذي عليه استاكوزا النيل
وأضاف: نجمع كميات من الاستاكوزا بشكل يومي، التى يبدأ موسمها فى فصل الصيف، لكن ذروة الموسم من إبريل حتى يوليو، وتتغذي على الجزر، البطاطس، والبطاطا، أما الأسماك كطعم يجعلها تأتي إلى الجوبيه حتى يتمكنوا من اصطيادها، مشيرًا إلى أنها دائمًا تكون موجوده في المناطق القريبة من البرعلي سطح المياه، أنهم يضعوا الجوابي الخاصة بها في مناطق بعيدة عن الموجود بها السمك البلطي التي يصطادونه حتي لا تتلف كميات الاسماك.
-سعرها
وتابع: يتم جمع كميات الاستاكوزا في سيارة لنقلها لمصنع في العبور بالقاهرة، وأخرى ترسل وهي علي قيد الحياة إلي الصين، ويتزامن معه ارتفاع اسعارها، ولكن حاليًا اسعارها منخفضة، يصل سعرها 35 جنيهًا، و مضيفًا أن القيمة الغذائية للاستاكوزا أقل قيمة، قائلاً:"القيمة الغذائية تحدد السعر ونسبة الفسفور بتفرق".
- ظهور الاستاكوزا في نيل إدفو
يقول ممدوح سيد أحمد، صياد، 42 عامًا، إنه التحق بالعمل فى الصيد في عمر 8 سنوات، وارثا المهنة عن والده، وبدأ ظهور استاكوزا النيل بإدفو منذ 8 سنوات، ولكنهم فى البداية لم يكونوا على دراية أولديهم أى معلومات عنها، نظرًا لأنها تعتبر مضرة بالثروة السمكية،و كانوا وقتها عندما يأتوا للحصول على كمية الأسماك، يجدونها ملتفه حولها وجميع الأسماك تالفه عبارة عن هيكل عظمي وميتة ، قائلاَ:" كنا وقتها نلاقي الشبكة مصطاده كمية كبيرة من الاستاكوزا ونلاقى السمك ميت، بس مكناش عرفينها كنا نمسكها نموتها او نرميها فى الميه ونقول حسبي الله ونعم الوكيل".
وتابع: عند افتتاح المصنع وشراء السمك من الصيادين علموا وقتها أن لها فائدة ، بل أنهم بعد فترة اكتشفوا أنها جاءت بمثابة نجدة، خاصة فى الوقت الحالى مع نقص كميات الأسماك نظرًا لعدم اطلاق هيئة الثروة السمكية لزريعة جديدة منذ فترة، قائلاً:"الصيادين لولا الاستاكوزا دي حاليًا تشحت"، مشيرًا إلى ان بدأت اسعار بيعها بـ جنيه واحد، ولكن ارتفع مع مرور السنوات ووصل الموسم الحالى 35 جنيهًا، وفى موسم التصدير يبلغ 70 جنيهًا، وذلك سعر شراؤها من التجار فقط.
-معدل تكاثرها
تتكاثر بشكل سريع، بمعدل مرتين، ويعدل الكمية التي تنتجها خلال المرة الواحدة مليون، وتصل الكميات التى يتم تجميعها من الصيادين بشكل يومي من 200 لـ300 كيلو، فالاستاكوزا التي يتم اصطيادها بنهر النيل فى إدفو، تعتبر أجود الأنواع، ويطلق عليها "الخام"، و سعرها مرتفع أيضًا، أسود اللون، مقارنة بالموجودة فى مناطق الأخرى صفراء اللون وجودتها أقل.
- مراحل تصنيعها وتصديرها
أوضح "ممدوح" أن الاستكوزا تظل فترة تصل لـ 48 ساعه على قيد الحياة، لانها عقب موتها تسمم نفسها تلقائيًا، فيتم اصطيادها صباحا وتظل حية حتى وصولها للمصنع، وبعدها تمر بعدة مراحل أولها الفرز يبدأ بوزن من 30 جرام أو أكثر يتم شراؤها أما أقل من ذلك يتم استرجاعها، لذلك الوزن الأقل يتم القاؤه في النيل مرة أخرى ، ثم يتم أعدادها فى الغلايات، ووضعها فى أطباق فيلين وأرسالها إلى الصين ، كوجبة جاهزة.
واختتما حديثهما لـ'' الدستور'' بمناشدة محافظ أسوان اللواء أشرف عطية، بإطلاق زريعة، لزيادة الأسماك ،وتمنيا تلبية طلبهما للمساهمه في رفع المعاناة عن الصيادين.