تقرير أمريكي عن كشف سوهاج: يجدد الثقة في البعثات الاثرية المصرية
أشاد موقع "المونتيور" الأمريكي بالاكتشافات الأثرية المصرية الأخيرة في محافظة سوهاج، معتبرا أن المدينة ما زال بها العديد من الآثار التي لم تكتشف بعد، مؤكدا على الثقة في البعثات الأثرية المصرية.
يأتي هذا فيما أعلنت كشفت بعثة أثرية لوزارة الآثار المصرية عن اكتشاف 250 مقبرة صخرية بمحافظة سوهاج، ما يفتح الباب لمزيد من الاكتشافات الأثرية في هذه المنطقة.
وكانت وزارة السياحة والآثار قد أعلنت يوم 11 مايو الجاري عن اكتشاف عدد كبير من المقابر الصخرية في مقبرة الحميدية بالجبال شرق محافظة سوهاج جنوب مصر.
وتأتي الاكتشافات التي حققتها بعثة أثرية مصرية تابعة للمجلس الأعلى للآثار في إطار مشروع للتوثيق الأثري وأعمال الترميم في المنطقة.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري، في تصريح صحفي، إنه تم اكتشاف 250 قبراً من أنماط متعددة تم نحتها على مستويات مختلفة في الجبل، مضيفا أن بعض هذه القبور عثر عليها في بئر أو عدة آبار للدفن والبعض الآخر بها منحدر ينتهي بحجرة دفن.
وأضاف وزيري، أن القبور تعود إلى فترات تتراوح بين نهاية الدولة القديمة ونهاية العصر البطلمي.
وتابع أن المكتشفات تضمنت قبراً يعود تاريخه إلى نهاية المملكة القديمة له مدخل يؤدي إلى رواق وعمود دفن في الجانب الجنوبي الشرقي من الموقع، وممر مائل يؤدي إلى حجرة دفن صغيرة، وللمقبرة باب مزيف به بقايا كتابات هيروغليفية. كما تم العثور على لوحات جدارية في القبر تصور صاحب القبر يقدم تضحيات وأشخاصًا يقدمون القرابين للموتى.
وقال مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية حسين عبد البصير لـ"المونيتور"، إن منطقة سوهاج التي تم فيها الاكتشاف الأثري مؤخرًا منطقة أثرية مهمة جدًا، ومن المتوقع اكتشاف المزيد من الاكتشافات الجديدة خلال الفترة المقبلة مع زيادة عدد البعثات الأثرية هناك.
وأضاف: "تعتبر منطقة مقبرة الحميدية من أهم وأشهر المواقع في سوهاج وتضم العديد من المقابر الصخرية، وكانت سوهاج تعتبر مركزًا محليًا للدفن في مصر القديمة، وتجدر الإشارة إلى أنها كانت بعثة مصرية عملت على هذا الموقع، وهذا يعكس الثقة الكبيرة بالبعثات المصرية وكفاءتها العالية".
وأشاد عبد البصير بمشروع التوثيق والترميم الأثري الذي طورته الحكومة المصرية في مقبرة الحميدية بسوهاج: "نعلم أن هناك أنواعًا متعددة للدفن في هذه الأماكن وهناك قبور لها دير خاص بها أو بها عدة أديرة، وهذه القبور تحتوي أيضًا على ممرات تنتهي بغرف دفن".
وقال محمد عبد البديع، رئيس الإدارة المركزية للآثار بصعيد مصر، في بيان، إن أعمال التنقيب في مقبرة الحميدية كشفت أيضًا عن العديد من الأواني الفخارية والنذرية (الأشياء المقدمة للموتى أو للآلهة).
وأضاف، أن بعض الأواني المكتشفة كانت تستخدم في الحياة اليومية والبعض الآخر للأغراض الجنائزية. وأضاف أن هذا بالإضافة إلى الأواني الصغيرة وشظايا مرآة معدنية مستديرة وعظام بشرية وحيوانية وألواح من الحجر الجيري الجنائزي تعود إلى نهاية الأسرة السادسة.
وقال عبد البديع، إن الاكتشاف الأخير يفتح الباب أمام اكتشافات أخرى: "يوجد في مصر العديد من المواقع الأثرية، لكن يجب تسليط الضوء على مناطق أخرى غير معروفة، لا ينبغي أن تقتصر البعثات الأثرية على المناطق الأثرية الشهيرة مثل سقارة أو الأقصر".
وأشاد المؤرخ وعالم المصريات بسام الشماع بمشروع التوثيق الأثري وترميم المقابر الصخرية بسوهاج. قال لـ "المونيتور": "لقد طالبنا بهذا المشروع على مر السنين".
وأضاف الشماع: "تم استخدام هذه المقابر لفترات زمنية تتراوح من نهاية الدولة القديمة إلى نهاية العصر البطلمي. سيسمح لنا هذا بفهم طقوس الدفن الدينية وعملية التحنيط، خاصة في ضوء القرابين المكتشفة وعظام الحيوانات والبشر، توضح الاكتشافات الأخيرة طقوس الدفن الدينية ومراحل الحياة والموت وعلاقتها بالفراعنة في ذلك الوقت".
وأشار الشماع إلى أن القبور حفرت على عدة مستويات في الجبل الشرقي بسوهاج، قائلا: “كانت المدافن في مصر القديمة تتركز في الغالب باتجاه الغرب، وهذا دليل على مرونة قدماء المصريين، عندما لم يجدوا جبالًا في الغرب لحفر القبور نظروا إلى الجانب الآخر باتجاه الجبال الشرقية”.