من البداية للنهاية.. التفاصيل الكاملة لواقعة «كفن عين شمس»
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» خلال الأسبوع الماضي، فيديو يظهر قيام 3 من عائلة «الريس»، يحملون أكفانا بيضاء داخل صوان ويتم تقديمها لآخرين من عائلة «المرغنية»، بينما يجلس أحد الأشخاص ويسبهم بألفاظ خادشة ويدعى عدم قدرة أي شخص على إغاثتهم.
استنكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي ما تم بالفيديو مطالبين بالتحقيق في الواقعة، ونسرد خلال التقرير التالي ما تم من جهات التحقيق بعد تداول الفيديو.
بيان الداخلية
البداية كانت ببيان رسمي لوزارة الداخلية، أول أمس، أنه في إطار جهود أجهزة وزارة الداخلية لكشف ملابسات ما تبلغ لقسم شرطة عين شمس، بمديرية أمن القاهرة من 3 أشخاص - مقيمين بالقاهرة، بتضررهم من 5 أشخاص - مقيمين بدائرة القسم، لقيامهم بتاريخ 9 مايو حال تواجد المُبلغين داخل الفيلا الخاصة بالمشكو في حقهم لعقد جلسة صلح بين العائلتين دون إخطار الجهات الأمنية أو القسم)، بالتعدي عليهم بالسب والتهديد بالإيذاء وإكراههم على تقديم أكفانهم تحت تهديد الأسلحة النارية، وتصويرهم بهواتفهم المحمولة، بسبب وجود خلافات سابقة بينهم محرر بشأنها عدة محاضر، وسابقة قيام المشكو في حقهم باحتجاز أحد أقارب المجنى عليهم لذات الخلافات بينهم، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية والعرض على النيابة العامة والتي قررت إخلاء سبيلهم للتصالح.
وأعلنت الأجهزة الأمنية أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال بلاغ المجنى عليهم وبالعرض على النيابة قررت ضبط وإحضار مرتكبي الواقعة، وعقب تقنين الإجراءات تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط 8 من المتهمين وجارى تكثيف الجهود لضبط باقي المتهمين.
تحقيقات النيابة العامة
كشفت النيابة العامة في بيان لها اليوم تفاصيل ماجري بالواقعة، والتي انتهت بضبط وإحضار ل14متهم وحبس 9منهم.
وكشفت التحقيقات عن أن أحد المتهمين وآخرين من ذويه استعرضوا القوة على عاملِينَ بمركب نِيليِّ يملكه المجني عليهم الثلاثة، وروعوا مَن فيه وأتلفوه، فأُبلغت الشرطة بالواقعة وأُخطرت «النيابة العامة» بها، فأمرت بضبط المتهمين وإحضارهم، ولعلم أحد المتهمين بذلك خطَفَ وآخرون معه عاملًا بالمركب بدافع الانتقام، فحاول وسطاء إنهاء النزاع بين الطرفين ولكنهما رفضا الصلح بينهما، وبعد إخطار الشرطة بذلك هددت عائلة المتهمين عائلة المجني عليهم بإيذائهم هم وذويهم وقتلهم وحرق المركب، وألقوا الرعب في نفوسهم وأجبروهم بذلك على التنازل عن المحضرين المحررين بشأن واقعتي الشجار بالمركب والخطف، فحاول وسطاء الصلح بينهم مرة أخرى حتى اتفق الطرفان على تحديد يوم التاسع من شهر مايو الجاري لعقده، وفي هذا الموعد توجه المجني عليهم الثلاثة في رفقة وسطاء إلى مسكن المتهمين، ففوجئوا فوْرَ وصولهم بإشهار المتهمين وآخرين معهم أسلحة نارية وبيضاء في وجوههم، واقتيادهم من السيارة التي كانوا يستقلونها نحو مسكنهم وتهديدهم بإيذائهم، وقبل إدخالهم المسكن أَحضَرَ المتهمون ثلاثةَ أكفان وأجبروا المجني عليهم على حملها وتقديمها إلى ثلاثة من المتهمين مِمَّن كانوا طرفًا في الشجار الواقع بالمركب سلفًا، وصوروهم أثناء ذلك بقصد إهانتهم واستعراض القوة والسطوة عليهم، كما تعدوا عليهم بالسب والتهديد بالقتل والإيذاء وأرغموهم على تقبيل يدي وقدمي والدة المتهمين المقدمة الأكفان إليهم وطلب العفو منها، ثم أشهروا في وجوههم مرة أخرى بنادق آلية وخرطوشا ومسدسا وهددوهم بالقتل، وأطلقوا سراحهم بعد فترة من احتجازهم نزولًا على طلب أحد الوسطاء، وعلى إثر ذلك تُدُووِل مقطعٌ مُصوَّر تضمن تقديم المجني عليهم الأكفان للمتهمين بمواقع التواصل الاجتماعي بعدما نشره أحد أفراد عائلتهم تنكيلًا بالمجني عليهم، فرصدته «إدارة البيان بمكتب النائب العام»، وبعرضه على النائب العام أمر بسرعة التحقيق في الواقعة.
تفاصيل استجواب النيابة للمجني عليهم في واقعة كفن عين شمس
وسألت «النيابة العامة» المجني عليهم الثلاثة وأحد الذين اضطلعوا بالوساطة بينهم وبين المتهمين، ووردت تحريات الشرطة بصحة ارتكاب المتهمين الواقعة وحددتهم، فأمرت بضبط 14 متهمًا وأُلقي القبض على 9 منهم- من بينهم والدة ثلاثة من المتهمين ظهروا بالمقطع- واستُجوبوا فيما نُسب إليهم من خطفهم المجني عليهم الثلاثة بالتحايل والإكراه، واحتجازهم، واستعراضهم القوة واستخدامهم العنف والتهديد ضدهم بقصد ترويعهم وتخويفهم بإلحاق الأذى بهم لفرض السطوة عليهم، وإرغامهم على ما قاموا به في المقطع المصوَّر المتداول، وكان من شأن ذلك إلقاء الرعب في نفوسهم وتكدير أمنهم وسكينتهم وطمأنينتهم وتعريض حياتهم وسلامتهم للخطر والمساس بحرياتهم الشخصية واعتبارهم، فضلًا عن حيازة المتهمين أسلحة نارية آلية مششخنة وغير مششخنة وأسلحة بيضاء، وكذا اعتداؤهم على حرمة حياة المجني عليهم الخاصة بتصويرهم في مكان خاص بغير رضائهم ونشرهم التصوير، فأنكر المتهمون ما أُسند إليهم من اتهامات وادعوا بأن مجريات ما حدث خلال المقطع المصور كان متفقًا عليه فيما بينهم وبين المجني عليهم، وقد أمرت «النيابة العامة» بحبسهم احتياطيًّا على ذمة التحقيقات.