كيف قضى الشيخ خليل الحصري على محاولات تحريف القرآن؟
يعد الشيخ محمود خليل الحصري واحد من أهم وأعظم الأصوات المصرية والعربية التي رتلت القرآن الكريم، وحصل على العديد من الألقاب اشتهر بها بين مريديه وزملائه، كما وصل للعديد من المناصب طوال تاريخه الحافل، منها شيخ عموم المقارئ المصرية وكذلك رئيس لجنة تصحيح المصاحف، إلا أن أحد العلامات الفارقة في تاريخ الشيخ الحصري أنه أول من وثق القرآن الكريم كاملًا صوتًا فى العالم وهي الواقعة التي لم تكن مصادفة وإنما جاءت لحفظ القرأن من التحريف.
ولد الشيخ محمود خليل الحصري في قرية شبرا النملة بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، بعدما انتقل والده من محافظة الفيوم إلى تلك القرية ليولد فيها محمود خليل الحصري.
أتم الحصري حفظ القرآن الكريم كاملًا في الثامنة من عمره، وانضم إلى المعهد الديني في طنطا بسن 12عامًا، وتعلم القراءات العشر بعد ذلك في الأزهر الشريف وأخذ شهادته، تم تفرع لدراسة علوم القرآن وكان لديه صوت عذب واداء يجذب من حوله للاستماع له منذ صغره
تقدم في عام 1944 تقدم لامتحان الإذاعة وحصل على المركز الأول بين المتقدمين للأمتحان، ثم عين بعدها بست سنوات قارئًا للمسجد الأحمدي بطنطا كما عين في العام 1955 قارئًا لمسجد الحسين بالقاهرة.
كان أول من سجل المصحف الصوتي المرتل برواية حفص عن عاصم وهو أول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، ترعى مصالحهم وتضمن لهم سبل العيش الكريم، ونادى بضرورة إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن في جميع المدن والقرى، وقام هو بتشييد مسجد ومكتب للتحفيظ بالقاهرة.
ولحفظ القرآن وتوثيقه بالصوت واقعة شهيرة، خلال زيارة الشيخ الحصري لأحد الدول العربية في عام 1961 وجد نسخ محرفة من المصحف الشريف، وطلب من أهل هذه الدولة جمع تلك النسخ من المصحف وعدم تداولها حتى يتم إرسال نسخ أخرى معتمدة من الأزهر الشريف في مصر، وفور عودته ذهب إلى وزير الأوقاف في ذلك الوقت واقترح عليه فكرة توثيق القرآن بالصوت ومن هنا جاءت فكرة إذاعة القرآن الكريم، وسجل القرآن كاملًا برواية حفص عن عاصم وتبعها بعدة روايات أخرى.