لماذا يعتبر «أحد توما» من الأعياد السيدية الصغرى؟.. الأنبا إرميا يجيب
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، بفترة الخماسين المُقدسة.
وقال الأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، في تصريحات له: “لماذا يعتبر “أحد توما” من الأعياد السيدية الصغري؟”.
وأضاف: "الأعياد السيدية هي مناسبات تخص السيد المسيح له المجد ، نحتفل بها كل عام. والأعياد السيدية الصغري سميت هكذا ليس لصغر أهميتها بالنسبة للأعياد الكبري، ولكن لاختصار طقسها".
وتابع: "أمَّا عن أحد توما لماذا هو عيد سيدي صغير؟ مع أن الرب ظهر لكثيرين بعد قيامته؟".
وأكمل: "السيد المسيح ظهر مرَّات عديدة يوم أحد القيامة وكلها في غياب توما (للمجدلية ولمريم الأخري - لبطرس- لتلميذي عمواس- لعشرة تلاميذ). ولما حضر توما وشرح له التلاميذ كل هذا ورفض أن يؤمن بالقيامة، وهؤلاء التلاميذ الذين سوف يكرزون بالقيامة غير قادرين على أن يقنعوا زميلهم بالقيامة ليؤمن، كما أن توما سوف يكون كارزا بالقيامة؛ فكيف يكرز بما لا يؤمن به؟، فكان لا بد أن يظهر الرب للتلاميذ في وجود توما لكي يزيل شكه ويؤكد قيامته للكل، إذن فأحد توما هو يوم البرهان الأكيد علي حقيقة القيامة والإيمان القاطع بالسيد المسيح القائم من الأموات أنه هو الرب والإله، من أجل ذلك نحن نحتفل بهذا العيد الذي فيه أكَّد الرب علي قيامته المجيدة وطَوَّب الرب الذين آمنوا ولم يَرَوْا (يو٢٩:٢٠).
وفترة الخماسين المُقدسة، التي تحتفل بها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حاليًا، تبدأ منذ يوم عيد القيامة المجيد، وحتي عيد العنصرة، وهي عبارة عن 50 يومًا مُتصلة من الأفراح داخل الكنيسة، حيث تكتسي بالستائر البيضاء، ويتغنى مرتلو الكنائس بالنغمات والمقامات الموسيقية المفرحة في القداسات الإلهية، والمعروفة بالنغمة "الفرايحي".
وينقطع المسيحيون خلال فترة الخماسين، عن الصوم نهائيًا، فلا يصام فيها أي يوم، حتى يومي الأربعاء والجمعة، اللذين يعتبران من أصوام الزهد ذات الدرجة الأولى في الكنيسة لا يُصام بهما مُطلقًا خلال فترة الخماسين المُقدسة.
وتكثر الاحتفالات بسر الزيجة المُقدس، خلال فترة الخماسين المًقدسة، نظرًا لارتباط الزواج بأيام الأعياد والإفطار التي لا يُصام بها في الكنيسة، حيث يُمتنع عن إتمام الأكاليل والزيجات وأيضًا الخطوبات خلال أيام الصوم في الكنيسة.
وأثرت ثالث موجات كورونا سلبًا على الكنيسة في تلك الفترة، حيث أعلنت الكنائس المصرية بصفة عامة الاكتفاء بحضور نسبة 25% من شعب الكنيسة، في القداسات والطقوس التي تُتمم خلال فترة الخماسين المُقدسة، وكذلك الزيجات، مع تعليق كل الأنشطة والرحلات والاجتماعات، ومدارس التربية الكنسية المعروفة كذلك باسم "مدارس الأحد".
كما علقت الكنائس المصرية، خدمة الافتقاد المنزلي خشية من نقل الخدام والكهنة للعدوى من منزل للآخر، مُكتفية بالافتقاد الهاتفي وعبر السوشيال ميديا، بالإضافة إلى الاكتفاء بأقل عدد ممُكن بالجنازات التي تُصلي في المدافن وليس في الكنائس، مع إغلاق قاعات العزاء، وتعليق صلوات اليوم الثالث.
على صعيد مُتصل، أعلن عدد كبير من الأديرة في مصر اعتذاراتها عن عدم استقبال أي زيارات أو رحلات نهائيًا لحين إشعار آخر، تفاديًا لنقل فيروس كورونا من الزائرين إلى داخل الدير ورهبانه.