الدكتور فضل.. قصة منظر التكفير الذي استضافه التلفزيون في «القاهرة كابول»
في حلقة أمس من مسلسل القاهرة كابول يستضيف طارق كساب الشيخ "فوزي" أو الدكتور فضل الاسم الحركي لــ"سيد إمام الشريف" المنظّر الفقهي والفكري لتنظيم القاعدة الإرهابي وحين يسأله كساب عن الشيخ رمزي، قائد تنظيم القاعدة عما يميزه عنكم فيرد: “قلة العلم، كان ما بيننا أنا والشيخ زكريا والشيخ حلمي مكنش بيسلك أبدا كنا بنقرقشه وناخد وراه شوية ميّه سواء في الفقه أو في الشريعة، بعد كده خلع مننا وسافر إلي كابول حيث النجومية كلها.. أصل هناك عمامة وبندقية وجو هناك يسلك، وعندما يعاود كساب ليسأله: ”يعني مفيهاش غيرة عشان هو هناك عمامة وبندقية وجو وإنت هنا يعني؟
يرد فوزي (الدكتور فضل): لا لا خالص غيرة إيه، هو لو جه دلوقتي هيبقي تحتي أنا أكثر خبرة وأعلى منه رتبة"، ويعاود كساب سؤاله: "لكن مازال بينكما مراسلات، يرد فوزي: من ساعة ما سكتونا ولجمونا وإحنا بنعمل "مراجعات" بنبرة تهكم وسخرية.
ويكشف هذا الحوار أكذوبة ما يسمي بالـ"المراجعات" الشهيرة بين الدولة والقادة التاريخيين لتلك الجماعات التكفيرية علي خلفية مذبحة الأقصر 1997 ومن أبرز تلك المراجعات الوثيقة الشهيرة التي قام بها مفتي الجهاديين الدكتور سيد إمام الشريف واسمه الجهادي عبد القادر بن عبد العزيز واسمه الحركي دكتور فضل يعد الشريف شخصية رئيسية في الحركة الجهادية العالمية، وكتابيه "العمدة في إعداد العدة" و"الجامع في طلب العلم الشريف" يعتبرا مرجعان جهاديين في مخيمات تدريب قاعدة الجهاد في أفغانستان، وقد وردت تقارير تفيد بأنه أول أعضاء المجلس الاستشاري الأعلى في القاعدة٬ وكان الشريف قد حكم عليه غيابيا بالبراءة في قضية إغتيال السادات.
في أكثر من لقاء إعلامي مع فضل أعلن أن كتابه العمدة في إعداد العدة تعرض للتحريف من قبل أيمن الظواهري وإخفاء لبعض أجزائه حيث نشره أيمن الظواهري قديما تحت مسمي كتاب الهادي إلي سبيل الرشاد ونسبهُ إلي سيد إمام، لكن بعد تحريفه وهذا من أحد أهم أسباب الخلاف بين سيد إمام الشريف وبين أيمن الظواهري، لكن انتشر الكتاب الأصلي لسيد إمام بعد ذلك وأصبح معروفا مشهورا بين الناس واختفي تدريجيا كتاب الهادي الذي حرف فيه الظواهري كتاب الجامع.
هذه المراجعات التى أعلنت خطأ الجماعة ومنهجها فى الخروج على الحاكم والنظام ومقاومته بقوة السلاح، ودعت إلى وقف العنف بشكل نهائي، والعودة إلى العمل الدعوى فقط، استناداً إلى تأويلات جديدة معتدلة للأحكام الفقية فيما يتعلق بفكرة الحاكمية والطائفة الممتنعة وغيرها من المفاهيم التى كانت الجماعة تتبنى بشأنها في الماضي تفسيرات متطرفة أدت بها إلى مواجهة مسلحة مع النظام.
لم تكن هذة المراجعات سوي فترة إلتقاط أنفاس وتجميع للقوة مرة أخرى حيث ثبت بالدليل القاطع ان الجماعة لن تتنازل عن حلمها تحت أي ظرف من الظروف أو تحت أي ضغط، في تكوين دولة الخلافة٬ فلم تختلف خطتهم الأنية في المراجعات عن خطتهم السابقة وقت السيد قطب والذي أسس لخطاب تكفيري مستندا الى رؤى ونظرات أبو الأعلى المودودي٬ بل وعندما خرج سيد إمام من السجن ممن أفرج عنهم عقب ثورة 25 يناير وفي إحدي لقاءاته الإعلامية علي قناة العربية نت٬ في برنامج الحدث المصري 2013 قال سيد إمام: أن الجهاد فرض علي المصريين منذ 1810وحتي الآن٬ تلك الفترة التي بدأ فيها محمد علي إدخال القوانين الوضعية لمصر٬ وأن ما نعيشه الآن سببه الحقيقي سكوت المصريين علي تغيير المنكر.
وتابع الشريف ردا علي سؤال حول اعتراضه علي تنفيذ عمليات جهادية أثناء وجوده في أفغانستان: "لم أعترض، لأن الجهاد حرام أو غلط٬ فالجهاد واجب ومازال واجبا، لكن لم يكن هناك "استطاعة" والجهاد في هذا الوقت معناه تدمير جماعة الجهاد"!
يسأله الورواري: ولو فيه استطاعة؟ فيجيب: "آه طبعًا قلتلهم اعملوا جماعة وادعو الناس٬ عشان تعرف الواجب عليها٬ بالبلدي ليه نشيل الشيلة دي وحدنا، الجهاد واجب ع الراقصة والخمورجي، فهما لم يخرجا من الإيمان٬ وعليهم واجب الجهاد كل باستطاعته٬ هذه أعمال تخصصية بمعني ان اللي يعرف في الدين يقول واجب أو مش واجب٬ وبعد كده يجيي الراجل المتخصص في الشئون العسكرية يقولك إزاي تنفذ الواجب ده؟ قال ابن تيمية إذا سقط الجهاد للعجز وجب الإعداد له.
بدأت جماعة الجهاد مرحلة إعداد، ووضع التصور لها شخصية عسكرية متخصصة هو المقدم عصام القمري الذي أراد أن يمزج بين العسكريين والمدنيين، فجنّد التنظيم عسكريين داخل الجيش ومدنيين تدربوا تدريبا عسكريا مكثفا خصوصًا علي المدرعات وبدأ هذا الأمر في أفغانستان٬ لكن الاستعجال والتعجل أجهض كل هذا "ما الذي كشفه؟
يقول سيد إمام: عصام القمري قبل اغتيال السادات كان لديه تصور لهذا الموضوع، بمعني القيام بتحرك من عسكريين مدعومين بمدنيين، كان يريد تدريب 100 فرد مدرعات و200 فرد شرطة عسكرية وحوالي 400 فرد أعمال مشاة متخصصة٬ ومن 100 إلى 200 صاعقة ومعظم هذه التدريبات حصل عليها الأخوة في أفغانستان: "كان هناك واحد كويتي جاء لمصر 1980 اسمه محمد حبيب بنعويف" والتقي مع كل الحركات الإسلامية الموجودة في القاهرة٬ أو الموجودة في مصر بوجه عام.
وقال لعصام القمري: "الكلام اللي قولته أحسن مشروع إسلامي سمعه من الخليج إلي المغرب٬ وعصام القمري طلب منه دعم مالي والراجل وعد بالدعم المالي٬ وكان هذا الدعم يدخل إلي مصر تحت غطاء شركة توكيل سيارات وأشياء زي كده٬ لكن حين وقعت أحداث81 وقتل السادات أوقفت الدنيا وخربت كل حاجة".
ومما يؤيد الرأي القائل بأن تلك المراجعات لم تكن إلا من باب فقه الضرورات الذي تعتنقه جماعة الجهاد التي أقدمت علي المراجعات ما أشار إليه سيد إمام في نفس اللقاء الإعلامي:"مفيش حركات جهاد قوية، كلها ضعيفة٬ وعشان تعمل جهاد محتاج بنية تحتية وهي غير موجودة الآن٬ الحركة الجهادية بوجه عام حركة ضعيفة مشتتة".