خبير شؤون دولية: زيارة فيلتمان تشكل رؤية أمريكا لملف سد النهضة
أعتبر الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية والخارجية في الجامعة الأمريكية، أن زيارة المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان، مهمة في هذا التوقيت، حيث أنه سيجري اتصالات مع الدول الأربعة المعنية بالموضوع، والتي انطلقت من مصر.
وأكد "فهمي"، أن الموقف المصري تم بلورته وإيصاحه عبر حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ومعه عدد من الورزاء ورئيس المخابرات المصرية، مما نقل رسالة تأكيدية، أن هناك أضرارًا تلحق بمصر؛ بسبب الإصرار على مشروع السد، كما عكست صورة مفادها أن مصر مضت في طريق المفاوضات.
تابع: "كما أكدوا على أن مصر لاتزال تتمسك بالمفاوضات من قبل الاتحاد الأفريقي، وبالتالي موقف مصر مهم في هذا المسار».
وأوضح الخبير في الشؤون الخارجية، أن زيارة المبعوث الأممي مهمة لعدة اعتبارات، إذ أنه سيسمع ويقدر ولكن لن يقدم رؤية إلا بعد عودته لبلاده، ولكنه سيقرأ المشهد عن قرب، وفي هذا الصدد فمصر قدمت رؤية أثبتت أن لديها موقف وسند سياسي وقانوني سبق وأن عرضته، ولكنها أكدت عليه في وجود رئيس الدولة، وبالتالي جاء الخطاب الرئاسي المصري مهم ومباشر.
كما لفت إلى أنه لابد من أن يتم مراجعة الموقف من الجانب الأمريكي، قائلًا:" فلازلنا في مرحلة المراجعة والتقييم، ربما بعد أن يتم فيلتمان جولته يعود برؤية أو موقف تكون رؤية واشنطن التي سبق أن اتضحت في عدة نقاط".
وقال "فهمي":" في كل الأحوال مصر عرضت رؤيتها، والإدارة الأمريكية عليها مسئولية كونها حليف استراتيجي لكل من مصر وإثيوبي، وبالتالي رسالة مصر وصلت، والكورة حاليًا في ملعب الإدارة الأمريكية لكي تقرر موقفها، وإلا فإن الأقليم بأكمله سيهدد، كما قال الرئيس سابقًا بتحديده الخط الأحمر لهذا الملف الشائك".
وكان وصل إلى القاهرة، مساء الثلاثاء، جيفرى فيلتمان المبعوث الأمريكى الخاص للقرن الأفريقي، قادمًا من بلاده عن طريق تركيا في زيارة لمصر، تستغرق أربعة أيام في إطار جولة تشمل زيارة إريتريا وإثيوبيا والسودان لبحث آخر التطورات بالقرن الأفريقي.
واستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأربعاء وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، والسفير الأمريكي بالقاهرة جوناثان كوهين".
وشهد اللقاء التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية في منطقة القرن الإفريقي، في مقدمتها تطورات ملف سد النهضة، حيث أكد فيلتمان أن الإدارة الأمريكية جادة في حل تلك القضية الحساسة؛ نظرًا لما تمثله من أهمية بالغة لمصر وللمنطقة، والتي تتطلب التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة.