الشيخ ممدوح عامر: الخطأ في قراءة القرآن سُنة.. وأعشق أم كلثوم (حوار)
لا يسمعه أي شخص إلا ويبكي من عذوبة صوته، وقوته في الوقت ذاته، حتى أن البعض شبهه في قراءته للقرآن الكريم بالشيخ محمد صديق المنشاوي، الشيخ ممدوح عامر، تمكن من إتمام حفظه للقرآن الكريم في الـ5 من عمره، وأصبح أصغر طفل يقرأ القرآن في المآتم وغيرها من المناسبات، كان مميز عن غيره من الأطفال برغم فقدانه لبصره، فكان يتمكن من الدراسة عن طريق شرائط الكاسيت، حتى انه تعلم لعبة الدومينو وقيادة السيارات، التقت "الدستور" الشيخ ممدوح عامر، للحديث عن بداية رحلته للقرآن، والصعوبات التي مر بها، وكيف تجاوزها، وطقوسه في شهر رمضان المبارك، وغيرها من الأمور، وإلى نص الحوار..
- بدايًة.. حدثنا عن نشأة وتكوين الشيخ ممدوح عامر؟
أنا من مواليد قرية "الحلاوجة" بمحافظة البحيرة، تمكنت من حفظ القرآن الكريم في سن الخامسة من عمري، حينها كنت في الكُتّاب وكنت أحفظ 15 سطرًا في وقت الظهيرة ومثلهم في وقت العصر، وهكذا يحدث يوميًا حتى أتممت الحفظ، وتم تكريمي من قِبل رئاسة الجمهورية، في سن الـ7 سنوات، بسبب حفظي وقراءة القرآن في هذا السن دونًا عن أطفال القرية ممن في عمري، والتحقت بالصف الثالث الابتدائي مباشرة بقرار من الشيخ جاد الحق علي شيخ الجامع الأزهر وقتها، ومن ثم التحقت بمعهد قراءات دمنهور، وكنت الأول على الجمهورية في مراحله الثلاثة سواء تخصص القراءات و علوم القرآن ثم التحق بكلية علوم القرآن وتخرجت منها، لأصبح قارئ للقرآن الكريم تحقيقًا لرغبة والدي.
- "رغبة والدك هي أن تصبح قارئ للقرآن".. وماذا عن رغبتك الشخصية؟
كنت أود أن أصبح مذيعًا وإعلاميًا، لكن رغبة والدي هي ما نفذت وبدأت القراءة في سن 7 سنوات، بعدما وضعني والدي وسط قراء القرآن ومحبيه.
- ومتى تحب قراءة القرآن الكريم؟
أحب قراءة القرآن ليل نهار، ولكن انسجم بالتلاوة عندما أكون بمفردي لأختلي بنفسي، وأكون فى حالة مناجاة مع الله سبحانه وتعالى بعيدًا عن أى مؤثرات خارجية.
وماذا عن الصعوبات التي تجاوزها الشيخ ممدوح عامر؟
فكرة إنني فاقد للبصر منذ الصِغر تلقيت العديد من السخرية "بلغة الأيام دي تنمر"، لصِغر سني أيضًا وأقرأ القرآن، وكنت أحبط للحظات ولكن بمجرد سماع صوتي ينصت الجميع، وأن الأطفال ممن كانوا في عمري يرفضون اللعب معي لتصورهم إنني لن استطيع مجاراتهم، وهذا أثار القوة والإصرار والعزيمة لدي لأصبح مثلهم في كل شئ وحتى اللعب، وتحديت الجميع.
هل لك أن تتذكر أول أجر حصلت عليه من قراءتك للقرآن الكريم؟
بالطبع، عام 2002 كان أول أجر حصلت عليه 40 جنيهًا، وحينها كانوا عشرين وعشرين جنيهًا فكة، وبجانبي قارئ قبض 250 جنيهًا ووقتها سألت نفسي ممكن أن أحصل على هذه الأموال، وأحمد الله على ما وصلت له الآن.
ماذا فعلت بهذا الأجر الذي حصلت عليه؟
"دلعت موبايلي كان 3310"، فحينها كان معي هاتف اشتريت له جراب خاص وميدالية بتنوّر.
- وهل لك أن تخبرنا بالأجر الذي تحصل عليه حاليًا؟
"مبحبش اتكلم في الفلوس والله ولا أقول أجري، دي حاجة بيني وبين الله اعتقد مش هتهم حد من القراء".
- في أحد التصريحات قلت أن أموال القارئ مكتوب عليها "البقاء لله".. ماذا تعني بهذا؟
"لأنها لا تستمر طويلًا، بتبقي من الله وبتروح لله".
- وما مدى صحة أن الشيخ ممدوح عامر أغلى أجر دونًا عن القراء الآخرين؟
"انا مبحبش اتكلم عن الفلوس"، ولكن للتوضيح هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، لأنه غير معروف الأسعار الخاصة بقراء القرآن الكريم، فكلٍ منّا نحن القراء يختلف سعره من مكان لآخر، ومن بلد لأخرى ومن أسرة للثانية، لذا دائمًا أردد أن "الفلوس بتاعة ربنا".
- البعض يرفض فكرة قراءة القرآن الكريم من قِبل أشخاص لا يتقنوه.. فما رأيك؟
الخطأ في قراءة القرآن للضعفاء هو سنة من سنن القرآن، فقال الله تعالى "الذي يتتعتع في القرآن وهو عليه شاق له أجران"، ربنا بيجازي الذي لا يعرف قراءة القرآن بفصاحة بحسنات، والذي يقرأ بفصاحة له أجران، لذا أرفض تمامًا ممن يحكموا على الناس دون دراية وعلم.
وماذا عن طقوس الشيخ ممدوح عامر في شهر رمضان المبارك؟
انا أظل طوال الليل ما بين صلاة التراويح وقراءة القرآن، وصلاة التهجد، أو هناك تسجيل، ومن ثم قراءة الورد، ومن ثم نتسحر وأصلي الفجر وأذهب للنوم، واستيقظ ليجري يومي هكذا يوميًا حتى نهاية الشهر الكريم.
ومتى ظهرت يد الخالق للشيخ ممدوح عامر بقوة؟
يد الله دائمًا معي، وظاهرة، ولكن فتح الله عليّ يظهر عليّا في قراءة آيات ومواضع معينة، ويدخلني في معيته وقتها، وفي شهر رمضان روحانياته كثيرة.
- وما هي السور القرآنية التي تشعر "عامر" بأنه في معية الخالق؟
سورة الواقعة وذلك لأنها شاملة جميع المراحل التي يمر بها الإنسان منذ ميلاده ورحلته والصعوبات والفرح وكل شئ في رحلة الإنسان حتى وفاته، وعروس القرآن سورة الرحمن.
- وماذا عن الأغاني في حياة الشيخ ممدوح عامر؟
أنا شاب وبسمع أغاني عادي جدًا، بيعجبني أوقات لحن، وكلمات، ولكن أنا بميل للمطربين القدامى، ماليش في الجداد قوي بصراحة.
- ومن المطرب المفضل لدى الشيخ ممدوح عامر؟
أنا من عشاق أم كلثوم، ووديع الصافي.
- في تصريح سابق قلت إن "قارئ القرآن مثل الفنان".. فما المقصود بهذا؟
لم أقصد في الفن والغناء، إنما في الربط بين الأداء والموهبة، فقارئ القرآن الكريم يجب أن يكون لديه موهبة حقيقية بجانب صوته الجميل والمميز، فقراء القرآن الكريم يمثلون أوجه القوى الناعمة في مصر، ويعتبر سفراء مصر في مختلف أنحاء العالم، وبالتالي لا يجب أن يكونوا عشوائيين لتتأكد المقولة التي تقول: "نزل القرآن في مكة وقرأ في مصر".
- ولماذا وصفت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد –رحمه الله- بقارئ العالم الأول؟
وسأظل حتى موتي أصفه بقارئ العالم الأول فلا أحد يملك صوته رحمة الله عليه، والمزج في صوته بين الرخامة والحنية، أي أن صوته موسيقي لا يحتاج إلى نغم أو مقامات لتجميله ليطرب الآذان، لذا لقبه العالم بصاحب الحنجرة الذهبية.
- وأي من قراء القرآن الأقرب لقلبك؟
الشيخ محمد صديق المنشاوي، البعض وصف قراءتي للقرآن بأنني أشبهه، وبهذا تكون تحققت دعوتي من الصِغر بأني أصبح مثله في عالم قراءة القرآن الكريم، وأحمد الله ليل نهار على هذه النعمة الذي أنعم عليّا بها.
- هل هناك سورة قرآنية معينة مفضلة لدى جمهور الشيخ ممدوح عامر يتلوها باستمرار؟
بالطبع، الجمهور بيحب يسمع صوتي جدًا لأنه كما قلت سابقًا بيحسوا إنه الشيخ المنشاوي هو الذي يقرأ بشكل حي أمامهم دون تسجيل أو دون حائل بينهم وبين صوته، إلا أن الجميع بشكل مستمر يحبون الإنصات ويطالبوني بشكل مستمر بقراءة سورة "النمل". فأنا أحب قراءاتها بـ 5 مقامات مختلفة.
- وهل كانت سببًا في شهرتك عبر السوشيال ميديا؟
لا أخجل من قول هذا، هذه السورة الأقرب لقلبي وهي السبب في شهرتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، خاصًة الآية القرآنية " "وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ".
- وماذا عن أبرز المواقف التي حدثت أثناء تلاوتك للقرآن الكريم ولا يمكن نسيانها؟
موقف كوميدي بالنسبة ليّ في الحقيقة، في إحدى المرات التي أقرأ فيها القرآن وفي نهاية السورة وجدت رجل مسك بندقية آلي وضرب نار في الهواء وهو بيقول ياشيخ لا توقف القراءة، وقتها فقدت أعصابي من الرعب، ووقفت شوية حتى تمالكت نفسي مجددًا، وقرأت له مخصوص.
- وأي الأمنيات التي تمنى "عامر" أن يستجيب الله له بتحقيقها في الشهر الكريم.. ولماذا؟
"أتمنى أن أحصل على نفحة الشهر الكريم فأن أصبح مذيعًا بإذاعة القرآن الكريم وإذاعة البرنامج العام، "انا فاكر لمّا زرت ماسبيرو ودخلت الاستوديو اللي فيه البرامج الإذاعية قبلت الميكرفون من فرحتي، وأدعو الله ليلًا ونهارًا أن أقرأ القرآن الكريم في الكعبة الشريفة.