صحيفة: شكوك داخل الأوساط الأمريكية من خطوات بايدن «المترددة» تجاه كوريا الشمالية
ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن سياسات الرئيس الأمريكي جو بايدن "المترددة" تجاه ملف كوريا الشمالية قوبلت داخل الأوساط الأمريكية بردود فعل مُتشكِّكة في صدق نواياها واتجاهاتها، بينما تأمل الإدارة الأمريكية في الحفاظ على "هدوء" العلاقات مع بيونج يانج من أجل التركيز على معالجة مشكلات أخرى أكثر إلحاحا بالنسبة لها.
وقالت الصحيفة -في مستهل تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني في هذا الشأن- إن كوريا الشمالية وصفت بايدن، قبل فوزه في الانتخابات الرئاسية، بأنه "أحمق ومنخفض الذكاء"، بينما وصف الأخير زعيم الشمال كيم جونج أون بأنه "سفاح". لكن في أعقاب إعلان البيت الأبيض اكتمال سياسة بايدن بشأن كوريا الشمالية، تزايدت الشكوك حول ما إذا كان الرئيس سيتراجع عن هذا الموقف العدائي ويتعامل مع الديكتاتور المسلح نوويًا بهدوء!
وأضافت الصحيفة أن "القليل من تفاصيل هذه الخطة قد أُعلِن أمام الرأي العام، غير أن العديد من خبراء السياسة الخارجية يعتقدون أن الرئيس الأمريكي قلَّل بالفعل من اهتمام واشنطن بكوريا الشمالية- بعد أن كانت أولوية لإدارة سلفه الرئيس دونالد ترامب- في ظل سعي بايدن إلى معالجة المشكلات الداخلية الراهنة وزيادة التركيز على الصين".
وتعتقد سو مي تيري، وهي محللة سابقة في وكالة المخابرات المركزية "سي أي إيه" -وكانت تُطلع الرئيسين السابقين جورج دبليو بوش وباراك أوباما على شئون كوريا الشمالية- أن سياسة بايدن تتمحور حول "مراقبة الأحداث عن بُعد ثم التحرك... إن الإدارة الأمريكية الحالية تسعى على الأرجح إلى إبقاء كوريا الشمالية هادئة حتى تتمكن من التركيز على أولويات أكثر إلحاحًا في أماكن أخرى".
وأبرزت "فاينانشيال تايمز" أن مسئولين من الإدارة الأمريكية أكدوا، بعد الانتهاء من مراجعة سياسات واشنطن القادمة تجاه بيونج يانج والتي استمرت لأشهر، أن بايدن "سيستكشف الدبلوماسية" كجزء من "نهج عملي ومدروس". وسارعوا إلى التقليل من التوقعات عمّا سيحدث خلال الفترة القادمة حيال هذا الملف، مشيرين إلى أن الرؤساء الأربعة السابقين فشلوا في إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن الأسلحة النووية.
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية أنتوني بلينكين قوله، يوم أمس الأول: "نحن لدينا سياسة واضحة للغاية تركز على الدبلوماسية. والأمر الآن متروك لكوريا الشمالية لتقرر ما إذا كانت تريد المشاركة أم لا على هذا الأساس".
كما أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذه المراجعة جاءت في أعقاب فترة مضطربة في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. فبعد تصعيد في العداوات واختبارات الأسلحة من جانب الدولة الشيوعية، خالف ترامب البروتوكول والتقى بالزعيم الكوري الشمالي ثلاث مرات. وبينما خفت حدة التوترات، فشل ترامب في تحقيق اتفاق طويل الأمد مع الشمال. ومع ذلك، سارع بايدن إلى إبعاد نفسه عن ترامب وأوباما.
وقالت جين بساكي، السكرتيرة الصحفي للبيت الأبيض،: "لن تركز سياستنا الحالية على تحقيق صفقة كبرى، ولن تعتمد على الصبر الاستراتيجي في الوقت نفسه"، في إشارة إلى قمة ترامب مع كيم وما وصفته بأنه سنوات من "تقاعس" أوباما عن كوريا الشمالية.
من جانبها، انتقدت بيونج يانج يوم الأحد الماضي نية بايدن حيالها، واعتبرتها سياسة معادية، وحذرت بأنه "مع مرور الوقت، ستجد الولايات المتحدة نفسها في وضع خطير للغاية".
وتوقعت سو كيم، المحللة السابقة في الـ"سي أي إيه" لشؤون كوريا الشمالية، أن يستأنف نظام كيم الاستفزازات العسكرية. وقالت: "هناك القليل من العوامل التي تمنع بيونج يانج من التراجع عن سياسة حافة الهاوية".
وفي الشهر الماضي، حذر تقييم التهديد السنوي لمجتمع الاستخبارات الأمريكية من أن كوريا الشمالية ستشكل "تهديدًا متزايدًا" لأمريكا. وقال إن كيم يعتقد أنه سيحظى بقبول دولي باعتباره قوة نووية بمرور الوقت و"ربما لا يرى أن المستوى الحالي من الضغط على نظامه كافٍ ويستوجب تغييرًا جوهريًا في منهجه".