دار روافد للنشر تطرح رواية «سِدرة» لـ غادة العبسى
صدرت حديثا عن دار روافد للنشر والتوزيع٬ رواية جديدة بعنوان «سِدرة»٬ للكاتبة الدكتورة غادة العبسي٬ وهي كاتبة وطبيبة ومطربة مصرية، تخرجت في كلية الطب جامعة عين شمس عام 2006 وحصلت على الماجيستير عام 2012.
سبق وصدر لغادة العبسي: ليلة يلدا - رواية - 2018. بيت اللوز -مجموعة قصصية - 2018. الإسكافي الأخضر- رواية - 2017. الفيشاويّ- رواية - 2016، أولاد الحور- مجموعة قصصية - 2014. حشيشة الملاك- مجموعة قصصية- 2013
وغادة العبسي عضو لجنة القصة - المجلس الأعلى للثقافة 2017 ــ 2018. حصلت علي عدة جوائز من بينها: جائزة أخبار الأدب لعام 2016 -فرع الرواية عن الإسكافي الأخضر. جائزة نادي القصة لعام 2015-2016 فرع القصة-المركز الأول عن قصة بيت اللوز.جائزة مجلة دبي الثقافية لعام 2015-2016 فرع الرواية
جائزة إحسان عبد القدوس للقصة القصيرة لعام2014- المركز الثاني عن قصة (وحياة قلبي وأتراحه).
-جائزة نازك الملائكة للإبداع النسوي لعام2014-وزارة ثقافة العراق-فرع القصة القصيرة عن قصة (مانوليا)-مركز ثالث.جائزة المسابقة المركزية لهيئة قصور الثقافة-دورة صبري موسى عام 2014 –مركز أول عن أولاد الحور (مجموعة قصصية). عملت كمطربة (صوليست) في دار الأوبرا المصرية من عام 1999 وحتى 2002.
ومن أجواء رواية «سِدرة» للكاتبة غادة العبسي نقرأ:"حوضٌ زجاجي يشبه في حجمه أول وآخر حوض سمك اشتراه لنا أبي، ولم أكن قد أكملت الثالثة من عمري بعدُ، حوضٌ لا تسبح فيه سمكتان برتقاليتان شائعتان، ولا السمكة السوداء التي باتت تُلصق فمها بالجدار الزجاجي وتخيفنا، بل هو حوضٌ تسبح فيه ابنتي الوحيدة، دون صحبة أو مؤانسة من إنسٍ ولا غيرهم من مخلوقات الله، حوضٌ مغلقٌ، لا نقدر أن نلقي فيه طعامًا من أعلى للسمك، فننثره بأناملنا ونراقب هبوطه البطيء في الماء حتى تلتقطه السمكات، ذلك الحوض تحديدًا لا يحتوي على أطعمة ولا أشربة، ولا حتى مثل بقية الرضَّع حديثي الولادة الذين سيأتون تباعًا بعدها لنفس المكان، فيُطعَمون لبنًا طيبًا من أثداء أمهاتهم عندما تسمح حالاتهم المرضية، أو من الألبان الاصطناعية المتوفرة، لا تقدر ابنتي "سِدرة" حتى على بلع الماء المُقطَّر.
حوضٌ مرتكنٌ إلى زاويةٍ في اليسار، وضعوها به قبل أن أراها أو ألمس وجهها أو حتى أُرضعها.. بعد انتزاعها من أحشائي، عكف الطبيب وقتها على تفريغ رحمي من مائه ودمائه، حائلٌ أخضر معلَّقٌ أمام عينيَّ، يحجبني عن العالم، يعصمني من رؤية أسلحتهم التي أجهزوا بها على بطني المنتفخ والذي يفوق بطون قريناتي الحَبَالى ربما بسبعة أضعاف، لَكم سمعتهن يهمسن بأني ربما أخبئ بداخله توءمًا أو أكثر، ولكم قرأتُ الحرمان في عيونهن.. في الشوارع والمحلات والمقاهي، وكنتُ لا إراديًّا أضمُّ بطني بيدي خشية أذى العيون الرامقة، كان ذلك بالطبع قبل أن أستوعب أنني بالفعل غير قادرة على المشي، أو النوم، أو حتى التنفس بعُمق بسبب حجم رحمي غير الطبيعي، الأمر الذي حيَّر طبيبي وجعله مرتابًا فيَّ ظانًّا أني آكل الحلوى والبيتزا والمعكرونة بالصوص الأبيض وعيش الغراب دون حساب، في الحقيقة كنتُ أحب الآيس كريم والشوكولا، وحسبتُ مرارًا أن جنينتي تشتاقهما، ولكن أيضًا كانا بريئين من هذه التهمة كليَّة.