السودان: إثيوبيا تعمل على شراء الوقت وتتعنت في مفاوضات سد النهضة
أكدت مريم الصادق المهدي وزيرة خارجية السودان، السبت، أن إثيوبيا تعمل على شراء الوقت بتعنتها في مفاوضات سد النهضة مع مصر والسودان.
وقالت وزير خارجية السودان خلال لقائها، اليوم، وزير خارجية أوغندا ضمن جولتها الإفريقية بشأن سد النهضة، إن الخرطوم تدعم آلية تفاوض جاد حول سد النهضة بقيادة الاتحاد الإفريقي ودور أساسي للمراقبين.
وأضافت مريم الصادق المهدي أن السودان قدم كل التنازلات للتوصل لحل مُرضٍ للجميع في ملف سد النهضة.
من جانبه أكد وزير خارجية أوغندا في لقاء مع نظيرته السودانية دعم بلاده الاتجاه إلى حل تعاوني بشأن سد النهضة.
السودان ينتقد تنصل إثيوبيا من الاتفاقيات التاريخية
وكانت وزارة الخارجية السودانية أعربت، أمس، عن أسفها البالغ من الأحاديث المتكررة للمسئولين الإثيوبيين عن أن السودان يعمل على إلزام إثيوبيا بما تسميه "الاتفاقيات الاستعمارية" حول مياه النيل واتفاقيات الحدود بين البلدين.
وأكدت أنه من الأعراف المستقرة في العلاقات الدولية التزام الدول والحكومات بالاتفاقات والمعاهدات الدولية التي وقعتها الأنظمة والحكومات السابقة لها، مشيرة إلى أن التنصل من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية بإطلاق التصريحات الصحفية وتعبئة الرأي العام المحلي ضدها لأسباب سياسية محلية، إجراء يتسم بعدم المسئولية ومن شأنه أن يسمم مناخ العلاقات الدولية ويجعله عرضة للإرادات المنفردة ويشيع فيها الفوضى ويقوض أسس حسن الجوار التي تأسست عليها العلاقات السودانية الإثيوبية لقرون.
وأكدت الخرطوم أن الادعاء الإثيوبي بأن الاتفاقيات المعنية إرث استعماري لا يعتد به هو مغالطة صريحة للوقائع التاريخية، فلقد كانت إثيوبيا دولة مستقلة ذات سيادة وعضوًا في المجتمع الدولي وقت إبرام تلك الاتفاقيات.
وأوضح السودان أن مثل هذا التنصل الانتقائي عن الاتفاقات الدولية لأسباب دعائية وسياسية محلية نهج مُضر ومكلف ولا يساعد على التوصل لاتفاق متفاوض عليه ومقبول لدي كل الأطراف، مشيرًا إلى أن التهاون غير الرشيد في استخدام مثل هذه الدعاوى المضللة والتنصل عن الاتفاقات السابقة، يعني كذلك المساس بالسيادة الاثيوبية على إقليم بني شنقول الذي انتقلت إليها السيادة عليه من السودان بموجب بعض هذه الاتفاقيات بالذات.
وشدد السودان على أنه من الأفضل لمصالح إثيوبيا ولكل دول وشعوب المنطقة ذات الصلة أن تعول إثيوبيا على العمل المشترك القائم على المصالح المشتركة، وألا تستغرق في محاولات الهروب من مشاكلها الداخلية بخلق عداوات تختلقها مع السودان أو غيره من دول القارة.