قبل 12 عاماً: تحذيرات إسرائيلية من انهيار مُحتمل لجبل ريمون.. من تجاهها؟
منذ أكثر من عقد، وتحديداً عام 2008، حذر مراقب الدولة الإسرائيلي من المخاطر الجسيمة في مقبرة الحاخام شمعون بار يوشاي في جبل ميرون شمال إسرائيل، وبعد 12 عاماً، تحولت التحذيرات إلى حقيقة في كارثة راح ضحيتها 45 شخصاً وجرح العشرات، حسب تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم.
تقرير تحذيري عام 2008
كتب مراقب الدولة الإسرائيلي آنذاك، القاضي المتقاعد ميخا ليندنشتراوس، في تقرير نُشر في ديسمبر 2008: «هناك حاجة فورية لتغيير الوضع الحالي في جبل ريمون، ووقف الإهمال والإضرار بقدسية المكان، ومنع الأضرار التي لحقت بالمباني التاريخية، وضمان سلامة وحياة مئات الآلاف من الزوار».
لاحظ المراقب العام أن هذه العيوب كانت مستمرة لسنوات عديدة، ولم يقم أي شخص بإصلاحها، ولم يستمع أحد للتحذيرات، وأضاف أن "العيوب في نظام الإطفاء ومسارات الهروب التي تحذرمنها خدمات الإطفاء منذ سنوات تشكل خطراً على الجمهور ولم يتم تصحيحها من خلال الإدارات التي تدير المبنى".
كتب "ليندنشتراوس" بعد ذلك أنه يجب اتخاذ إجراءات فورية والاستماع للتحذيرات لتصحيح العيوب والتي تعرض حياة البشر للخطر، فمجمع "راشبي" غير معد على النحو المطلوب لاستيعاب آلاف الأشخاص الذين يأتون إليه كل يوم، خاصة في المناسبات الجماهيرية التي يحضرها عشرات ومئات الآلاف من الزوار"، فيما ذكر التقرير الذي أن هناك فشلًا منهجيًا في علاج المجمع الديني بجبل ريمون.
تجاهل توصيات حل الأزمة
في مارس 2009 ، أوصت الحكومة المدير العام لرئيس الوزراء الإسرائيلي بتشكيل جمعية أو أن تتولى الحكومة بنفسها المسئولية مقبرة الراشبي والمناطق المحيطة بها، لإصلاح العيوب الجسيمة بها تجنباً وقوع كارثة في جبل ريمون.
في عام 2011 تم نشرها تقرير متابعة تبين من خلاله عدم تنفيذ القرار، ورغم تحسين بعد الأمور، فإن الوضع كان لا يزال خطيرًا، وأيضًا تم تجاهل الأمر مرة أخرى من قبل الحكومة الإسرائيلية والجهات المعنية.
كما أُثيرت هذه المسألة مرة أخرى في نقاش في لجنة الداخلية وحماية البيئة في الكنيست فى أبريل 2018. في المناقشة، التي حضرها ثلاثة أعضاء فقط من الكنيست، تناولت مخاطر أحداث "لاغ بعومر" في جبل ميرون، وكما يبدو أنها لن تسفر عن شىء، حتى وقوع الكارثة في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة.