وليد سيف يقدم إطلالة على السينما العالمية المعاصرة فى أحدث مؤلفاته
صدر اليوم عن سلسلة آفاق السينما٬ والتي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة٬ كتاب جديد بعنوان "السينما العالمية المعاصرة- ظواهر واتجاهات وأساليب"٬ من تأليف الدكتور وليد سيف رئيس قسم النقد السينمائي بأكاديمية الفنون ورئيس المركز القومي للسينما الأسبق.
وعن الكتاب قال وليد سيف في تصريحات خاصة لــ "الدستور": بعد مرور أكثر من عقدين من القرن الواحد والعشرين أصبح من الممكن أن نرصد بعضا من أهم الظواهر والأفلام فى مختلف بلاد العالم والتى حظت بتقدير النقاد وأهم الجوائز فى المهرجانات الدولية، والتى تعبر فى معظمها عن أهم الموضوعات وأفضل الأساليب التى انتهجها عدد من أهم فنانى العالم من مختلف الأجيال، تلك الأفلام التى ترسم صورة مبدئية ومؤشرات لملامح فن السينما فى القرن الحالى.
وتابع سيف:على الرغم من أن الفن مثل الحياة فى حالة سيولة دائما فيصعب أن نفصل ظواهره واتجاهاته وتقسيمها إلى عقود وقرون، إلا أن بداية القرن العشرين على وجه التحديد ترتبط ارتباطًا شديدًا ببداية ترسخ توظيف كاميرات الديجيتال فى تصوير الأفلام، مما استتبع أيضًا ما يرتبط بها من تقنيات الكومبيوتر فى المونتاج وماكساج الصوت والمؤثرات الخاصة وأثر هذه التقنيات على صناعة الفيلم وبالتالى فن السينما واتجاهاتها.
وذكر أنه، لا شك أن الهيمنة الأمريكية مازالت مسيطرة على صناعة السينما إلا أن ظاهرة الإنتاج المشترك والأفلام متعددة الجنسيات أصبحت فى غاية القوة والتأثير، بعد أن أدرك فنانون كثيرون أن البحث عن مصدر واحد لتمويل أفلامهم لم يعد كافيا، كما أن الجهات الداعمة لصناعة الأفلام انتشرت فى مختلف بلدان العالم من خلال شركات انتاج ومؤسسات ثقافية ومهرجانات سينمائية.
وقال على الرغم من ذلك استطاعت بعض دول العالم أن تتميز بوجه خاص وأن توجد لنفسها شخصية ومكانة على الساحة الدولية، وهو ما نلاحظه بقوة فى السينما الرومانية مثلا، أو ما نرصده من إبداع فنانين ينتمون إلى بلد معين حتى ولو كان انتاجهم الفنى فى بلد آخر، وهو ما نراه مثلا لدى فنانين مكسيكيين حققوا إبداعا فى غاية التميز والارتباط بجذورهم وفنون بلادهم وآدابها.
وأردف أنه على جانب آخر ربما وجد من الأفضل أن يرصد الأساليب التى برزت فى الأفلام التى حظت بأهم الجوائز فى المهرجانات العالمية الثلاث الأبرز والأهم والأعرق وهم كان وبرلين وفينيسيا، وذلك إضافة إلى جوائز سيزار للسينما الأوروبية ومهرجان السينما الأسيوية، وجائزة الأوسكار التى تقيم بشكل أساسى أفلام السينما الأمريكية التى تعد الأغزر إنتاجا، والأكثر تقدما.
مع كامل الاحترام للسينما التى تنتجها بلاد أخرى أضافت الكثير إلى تيار السينما الهادر، وهذا إضافة إلى ما تخصصه مسابقة الأوسكار من جوائز للأفلام غير الأمريكية، بل والتى استطاع أحدهاا أخير أن ينتزع الجائزة الكبرى للمسابقة.
وأضاف سيف: تعكس اختيارات الأفلام فى معظمها ما توافقت عليه آراء غالبية النقاد وما حصدته من جوائز فى مهرجانات كبرى، كما يعكس بعضها بالدرجة الأولى الذوق الشخصى لمؤلف الكتاب مع وضعه فى الاعتبار لقيمة فنية حققتها وجوائز مهمة حصدتها.
وشدد أنه ليس راضيًا تماما عن كل الأفلام المختارة للتحليل فى هذا الكتاب، مشيرا إلى أنه يرصد فى مقالاته بعض الملاحظات والانتقادات، ولكنها أفلام مهمة على أى حال بفضل الجوائز التى نالتها أو الشهرة التى حققتها أو تأكيدها على اتجاه او ظاهرة سينمائية.
وتابع “اضطررت لاستبعاد عدد قليل من الأفلام المهمة التى لم تتح لى مشاهدتها بأى وسيلة ممكنة، وفى المقابل هناك عدة أفلام اخترتها لإعجابى الشديد بها ولأنها تعبر عن أسلوبية متقدمة ورؤيا تقدمية حتى لو لم تتوج بجوائز كبرى، وإن كانت حظت بنجاح كبير ومشاهدات واسعة طبقا لموقع imdb”.
أسعى من خلال هذه القراءة لتقديم رؤية نقدية وحصاد لمشاهداتى وعضويتى فى لجان تحكيم عربية ودولية وأن أطلع القارىء العربى على أفلام معاصرة لا غنى عن مشاهدتها للتعرف على واقع السينما المتميزة فى العالم.
فلا غنى عن أى مهتم أو عامل فى مجال السينما عن التعرف عليها للإلمام بواقع فن الفيلم المعاصر وتلك الأعمال التى تشكل بصورة أو بأخرى الملامح الأساسية لسينما الفن التى نصبوا إليها جميعا من أجل الارتقاء بفن السينما فى بلادنا.
أرجو أن أقدم للقارىء من خلال هذا الكتاب إطلالة على السينما العالمية المعاصرة ومتابعة لأهم ظواهرها وأساليبها حتى نواكب أحدث ما حققته السينما من روائع وما طرأ عليها من متغيرات وما طورته من أساليب.