فى صالون ذاكرة الوطن.. أبطال أكتوبر يستعرضون أهم بطولات البحرية والصاعقة

أقيم مساء السبت بمركز طلعت حرب الثقافي بالسيدة نفيسة أمسية جديدة من أمسيات صالون (ذاكرة الوطن)، وذلك ضمن احتفالات قطاع صندوق التنمية الثقافية بذكرى انتصار العاشر من رمضان. 

في بداية الندوة  قال المؤرخ والكاتب محمد الشافعي - المشرف على الصالون- إن حرب أكتوبر كانت حدثا سيظل المؤرخون والكتاب يتحدثون عنه لنهاية الزمان كتخطيط وإستراتيجية، وكذلك الأعمال البطولية التي قام بها رجال القوات المسلحة - وخاصة  البحرية المصرية - لقيامها بغلق باب المندب لتأمين جبهات الصراع، مشيرا إلى أن البحرية المصرية نفذت خمس عمليات في ميناء إيلات وليس عملية واحدة، مستعرضا كل عملية منهم بالتفصيل.

وقدم "الشافعي" ضيفي الندوة وهما  اللواء مختار الفار، أحد أهم رموز الصاعقة المصرية والحاصل على دورة "رينجرز" بالولايات المتحدة والتي تعد أهم دورات القوات الخاصة في العالم، وهو من الرعيل الأول المؤسس للصاعقة المصرية عام 1957، كما قدم اللواء بحري أ.ح. محمود متولي أحد أبرز قادة القوات البحرية خلال حرب أكتوبر والمحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ورئيس الصالون الثقافي البحري.

وفي مداخلته قال اللواء مختار الفار إنه واحد من الجيل الأول للصاعقة التي أنشأها وأسسها الراحل جلال هريدي عام 1957، واصفا أهم مبادئ الصاعقة المصرية التضحية والفداء والعمل.

وأشار إلى  أن سلاح الصاعقة قام بتدريب العديد من الأسلحة داخل القوات المسلحة، مضيفًا أنه درب وحده 180 من الضباط من مختلف الأسلحة، بالإضافة إلى عدد من الجنسيات المختلفة.

ثم تحدث "الفار" عن اللواء علي عثمان - أحد أهم قادة الصاعقة المصرية - قائلا إنه قام بتدريبه ولكنه تفوق عليه، حيث خدم "عثمان" ضمن المجموعة 39 قتال مع الأسطورة إبراهيم الرفاعي،  ثم انضم إلى الوحدة 777 و999 وهي من القوات الخاصة، ومهماتها داخل خطوط العدو، وكان رئيس العمليات لها، كما تناول إستراتيجيات تدريبه للجنود والأفراد وتخطيطه للعمليات خلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر بناء على المعلومات التي ترد إليه، والتي يقوم بدراستها خلال شهور وأيام قبل القيام بالعملية، وفي حرب الاستنزاف حتى بلغ عدد العمليات النوعية ضد العدو داخل سيناء أرقامًا قياسية، كما تحدث عن عملية إنزال 200 فرد صاعقة للتصدي لدبابات العدو شرق منطقة  "البلاح" حيث استطاعوا إتمام العملية واستشهد الجميع وهم صائمون.

وعن اللواء بحري محمود عبدالرحمن فهمي قائد القوات البحرية قال اللواء الفار إنه قام بضرب مينائي رمانة وبالوظة لإلهاء جيش العدو عن العمليات التي يقوم بها أبطال الجيش المصري في ميناء إيلات.

من جانبه تحدث اللواء محمود متولي عن واحد من أهم قادة وأبطال حربي الاستنزاف وأكتوبر وهو اللواء يسري قنديل، مستعرضا سيرته الذاتية والمناصب التي تولاها، وأكد أن القوات البحرية المصرية لم تفقد قطعة بحرية واحدة خلال حرب عام 1967، حيث أحبطت الهجوم على كل الموانئ المصرية واستطاعت أسر 6 ضفادع بشرية إسرائيلية خلال حرب يونيو. 

وتحدث عن إغراق المدمرة إيلات يوم 21 اكتوبر وهو اليوم الذي اتخذ عيدا للقوات البحرية، وتدمير سفينة الأبحاث الإسرائيلية أمام بحيرة البردويل، كما ذكر بطولة القوات البحرية المصرية عندما كانت الغواصات المصرية تقف أمام حيفا وأشدود للاستطلاع دون أن يكشفها الجانب الإسرائيلي.

وعن بطولات الصاعقة المصرية في عملية تدمير الحفار الإسرائيلي "كنتنج" في أبيدجان بالسنغال عام 1970 بالتعاون مع المخابرات العامة ووزارة الخارجية، ذكر أنه بطولة حسني شراكي ومحمود سعد اللذين حملا لغمين وزن الواحد 120 كيلوجرامًا، وعن ميناء إيلات قال "متولي" إنه تمت الإغارة عليه بنجاح 3 مرات في فترات متقاربة، مستعرضا تاريخ الفريق محمود فهمي، وأنه كان صاحب رؤية إستراتيجية خلال حرب أكتوبر أن يضرب بكل الأسلحة المتاحة بالقوات البحرية.

أما عن الأهداف الإستراتيجية للقوات البحرية في حرب أكتوبر، أهمها منع البترول والإمدادات عن إسرائيل، والمعاونة في أعمال القتال خلال العمليات، والاشتراك في التمهيد النيراني وقصف الأهداف الحيوية للعدو، وتأمين النطاق التعبوي للقوات البحرية في البحرين المتوسط والأحمر.

وفي نهاية كلمته أكد اللواء متولي أن  التوازن الإستراتيجي في التسليح يهدف إلى ترسيخ السلام، واستطعنا أن نتحرر من القيود إلى الآفاق في التسليح.