إدراج ثقافة الترشيد فى المدارس
خبير مياه ينصح بتعزيز التحول من ثقافة الوفر إلى الندرَة لمواجهة التحديات
دشنت الدولة ممثلة في وزارة الموارد المائية والري، خطة واستراتيجية وطنية لمواجهة التحديات الحالية وارتفاع معدلات الفقر المائى الشديد نتيجة لنمط التغيرات المناخية وزيادة الإستخدامات مع ثبات الحصة المائية في مقابل زيادة معدلات السكان، ووضع عدة برامج لتحسين كفاءة مياه الري وتدوير مياه الصرف الزراعي والصناعي، وإتباع تقنيات حديثة فى الزراعة، وذلك بقيمة 50 مليار دولار حتى عام 2037.
كما تسعى الاستراتيجية إلى تحقيق هدفين، حماية الأمن القومي وسياسة مصر الخارجية، من خلال برنامج الأمن المائي وبرنامج الأمن الغذائي، بالإضافة إلى أنها تستهدف بناء الإنسان المصري من خلال برنامج التحسين البيئي.
من جهته، أكد الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين، على ضرورة توفير بدائل عجز الموارد المائية المتاحة وزيادة الاستخدامات، مع ضَرورة لإدراج ثقافة عدم الإسراف في استخدام المياه من المنظور الديني والعِلمي ضمنَ المناهج الدراسية للمَدارس والجامعات حتى يَنشأ الأبناء على وعي بأهميتها، وكذلك مطلوب توفير رؤوس الأموال للاستثمار في مجال تحلية المياه، والتخلُّص من أي آثار سلبية لها لمُواجَهة الفقر المائي المصري.
وأشار الصادق لـ"الدستور"، إلى أهمية تفعيل دور الترشيد والتوعية بأهمية التحلية لمواجهة الفقر المائي، وأن التحلية لا تستخدم للشرب فقط بل يمكن أن تستخدم في الزراعة أيضا، كما أنه لا زلنا بحاجة إلى مفهوم جديد للتوعية بالقضايا المائية ترتكز على الفكر والعقل وتؤثِّر تاثيرا مباشرًا على تغيُّر سلوك المواطن المصري، والتحول من ثقافة وفر المياه إلى ثقافة ندرَة المياه، وكذلك مازلنا بحاجة إلى تدريب الكوادر البشرية والارتقاء بالمناهج التعليمية، والتدريب، وبناء قاعدة صناعية وتكنولوجية مصرية في مجال تحلية المياه، ومن حسن حظ أن تكلفة التحلية قلَّت كثيرًا بسبب التقدُّم التكنولوجي.
وأوضح أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية، الضرورة الملحة لمواكبة التطور الحادث في مجال تحلية المياه، ونقل أحدث التطبيقات المُمكِنة من الدول المتقدِّمة لخَفضِ تكلفة إنتاج المتر المكعب من المياه المحلاة ، بالإضافة إلى أهمية التطوير المؤسَّسي وتأسيس معاهد قومية عِلمية لبناء الكوادر المطلوبة القادرة على مُواكَبة التطور في صناعة التحلية، ووضع الحلول الإبداعية للمشاكل المتعدِّدة التي تَفرِضها صناعة التحلية، ومن هنا يتعظم دور الإعلام في نشر ثقافة التحلية.