فريد الأطرش.. الأعزب الذي أذاقنا الحب ومات كما عاش
خرج الطبيب من غرفة العمليات وعرقه يتصبب علي جبينه، وأمام فضول الصحفيين والقلق على وجوه أصدقاءه وزملائه في الوسط الفني أخذ الطبيب نفساً عميقاً وقال: لا أقدر أن أقول على ما حدث سوى أنه معجزة حيث إن القلب توقف تماما وكنا على يقين أنه في عداد الموتى عاد قلبه يدق من جديد.
لم يكن الطبيب يتكلم على قلب شخص عادي بل كان قلب الفنان العظيم فريد الأطرش.
فريد الأطرش صاحب 500 لحن وأغنية و30 فيلما ناجحين، وصاحب و3 جنسيات مصرية وسورية ولبنانية لكن إحساسه كان هو جنسيته التي استطاع أن يعبر به عن كل المشاعر.
من يتخيل أن صوت الكروان وصوت الحب "فريد الأطرش" هو نفسه من عاش أكبر مأساة في حياته بسبب الحب وعاش حياته كلها أعزب نتيجة سوء حظه مع النساء وكان دائما يوجد عائق بينه وبين إتمام الزيجات إما لأسباب عائلية أو شخصية انتهت كلها بالفشل والعزوبية.
كانت أول تلك النساء الفنانة سامية جمال، التي وقع في غرامها وحارب حتى تكون بطلة في الأفلام وليست مجرد راقصة من ضمن المجاميع، وفي فيلم حبيب العمر كتب لها في عقد الفيلم حبيب العمر لحبيبة العمر.
نتيجة نجاح وتألق الثنائي في أدوارهما سوياً قفلت الأبواب أمام المنتجين الآخرين ولم تكن هناك أي فرصة للشغل معهم مما أدى إلى الكثير من المشاكل ثم الانفصال وبعدها تزوجت سامية جمال وتقول سامية أن فريد كرهها بسبب تركها له والزواج من آخر وبعد أن كان يغني لها "حبيب العمر" غنا لها "أنا كنت فاكرك ملاك اتاري حبك هلاك".
وقع فريد الأطرش في غرام الملكة ناريمان طليقة الملك فاروق وطلبها للزواج إلا أن والدتها الست أصيلة تصدت لتلك الزيجة ورأت أن ابنتها طليقة ملك مصر غير مقبول أن تتزوج ثانية من مغني، ثم وقع في غرام شادية التي ماطل معها في إتمامه للزواج حتى تركته وتزوجت من الفنان صلاح ذو الفقار، حتى مات وحيدا وأعزبا بعد أن امتعنا جميعا بألحانه الرقيقة عن الحب.