بمصحف وفانوس.. قبطيان يشاركان المسلمين فرحة رمضان (فيديو)
منذ نعومة أظافرهم تربوا على حب الغير دون التفرقة سواء مسلم أو مسيحي وأن جميعنا أخوة نعيش في وطن واحد، عاشوا على حب المسلمين والاحتفال معهم خلال الاحتفال بقدوم شهر رمضان، فكان الأب والجد يهاديهم فوانيس رمضان كهدية مميزة، ليفرحوا بليالي الشهر المبارك برفقة أحبائهم.
عندما كبروا كان الابن يتجول في الأسواق وتخطف أنظاره أشكال الفوانيس، وعن طريق الصدفة طلب منه صديقه المسلم تصميم فانوس''أركيت''، وبعد التجربة الأولى التي حازت إعجاب كل من شاهدها قرر الاستمرار في صنيعه ضمن أعماله بمشروعه الصغير، ليس ذلك فقط، بل استطاع هو وشقيقته أن يكونا أحد البارزين في الهدايا الرمضانية بمدينة أسوان.
مع ابتسامة نقية وكلمات مليئة بالحب والود يستقبل كيرلس راجي وشقيقته دولاجي الزائرين المتوافدين لشراء فوانيس الأركيت التي يصنعها كيرو وبوكس الهدايا احتفالاً بشهر رمضان.
''الدستور'' حاورت كيرو ودولاجي، للتعرف على مشروعهم الصغير واتقانهما تصميم هدايا رمضان وأبرز هدايا الكابلز ومدى الإقبال على الشراء.
يقول كيرلس راحي:"تعلمت فن الأركيت من بابا، بعدها تطورت مهاراتي عند دخولي الكلية، لأن التصميم في نفس مجال دراستي بس في الأساس أنا دخلت مجال الأركيت بالصدفة مكنش في دماغي أصلا انه يبقى مشروعي، بس اللي حصل أنه كان في واحد معرفة توفى، كان عندي صورة ليه ضاعت حاولت أدور عليها ملقتهاش لحد ما لقيتها روحت لازقها على خشب بمنشار يدوي وعملت لها قاعدة على المكتب علي طول وكانت دي البداية".
يواصل كيرلس الشهير بـ''كيرو''، 21 عاما الطالب بكلية الفنون التطبيقية حديثه لـ'' الدستور'':" بداية مشروعي الصغير ترجع إلى شقيقتي التي تعمل في المشغولات اليدوية والهدايا والتي تسوق منتجاتها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك'' حيث عرضت على تسويق مشغولاتها الأركيت ليوافق على فكرتها، لكنه كان يعتقد أنه لم يقبل على شراءه أحد، وبعد عرضه فوجئ بردود الأفعال والطلبات التي يتلقاها لعمل الماكيت بصور الأشخاص.
وأوضح لـ''الدستور'' أنه فكر بعدها في تطوير أعماله ليستطيع استمرار نجاح مشروعه الصغير، وبدأ يبحث عن وسيلة أخرى يستطيع من خلالها طباعة صور الأشخاص على الماكيت بدل من قص الصورة ولزقها وبعد البحث علم أن هناك ماكينات تستخدم للطباعة على الأركيت، لكن سعرها مرتفع، ما أدى إلى استمراره بنفس أعماله اليدوية حتى يتمكن من تجميع أموال شراء الطابعة وبالفعل تمكن من ذلك.
وذكر كيرو أن أول تجربة له لصناعة الفانوس الأركيت التي كان نجاحها سببًا رئيسيًا في إصراره على تصنيع فوانيس الأركيت الرمضانية وتميزه بهذا المجال والتي ترجع تفاصيلها إلى 3 سنوات طلب خلالها أحد أصدقائه المسلمين تصميم فانوس له بحجم ٣٠سم، وبعد الانتهاء من عمله يدويًا نال إعجاب صديقه بشكل كبير وكل الذين شاهدوه وقتها.
تابع لـ''الدستور'' أنه من هنا جاءت له فكرة تصميم الفوانيس:"قلت ليه لأ؟ ما اشتغل الشغل ده''، وانتج العديد من التصميمات وقتها بالتزامن مع الموسم الرمضاني، واستمر في المجال وطور من نفسه كثيرًا، وبدأ في طباعة الصور والأسماء على الفانوس وابتكار أشكال جديدة كل عام تختلف عن التي تسبقها، حتى أصبح معروفًا في هذا المجال.
واستكمل:''إحنا وصغيرين بابا وجدي كانوا بيجبولنا الفوانيس وكنت بحب أشكالها، ولما كبرت كان بيعجبني شغل الفوانيس جدًا في الأسواق بس دايمًا كنت بحس إن فيها حاجة ناقصة، واني لو اشتغلت اشتغلت هضيف عليه.
ويحكي كيرلس أن شقيقته دولاجي تساعده في جميع الأعمال حيث إنهم مع حلول الموسم الرمضاني بعد تصميمه للفوانيس تساعده في تركيب بعض الأحجام منهم، إضافة إلى إعداد بوكس رمضان الذى يعتبر أحد الهدايا الرمضانية الأساسية للكابلز الذى يتضمن فانوس ومصحف، وعرائس لشخصيات كرتونية أبرزها بوجي وطمطم وبسنت ودياسطي، وبلورة زجاجية مميزه بالعرائس الكرتونية (بكار ورشيدة
وأوضح أن أزمة كورونا أثرت قليلاً، لكن هذا الموسم يعد أفضل بكثير عن الموسم الذي يسبقه، حيث إنه يحظى بنسبة عالية من الإقبال على شراء الفوانيس الرمضانية خاصة بوكس الهدايا الرمضانية للكابلز، حيث تراوحت نسب الإقبال مابين ٨٠٪ للكابلز، و ٢٠٪ لشراء الفانوس العادي وأن الأحجام التي لاقت أعلى نسبة مبيعات الفوانيس هم الكبير والوسط.
وأشار إلى أن تسليم الاوردرات دليفري كان أحد الحلول التي ساهمت في توصيل منتجاته للمنزل في ظل أزمة كورونا، حيث أنه كان يعمل منذ ٤ سنوات بنظام الدليفري، ويصمم المنتجات في منزله والورش، وعرضها بصفحة شقيقته على موقع التواصل الإجتماعي، إلا أنه حتى يتمكن من زيادة نسب المبيعات والإقبال، قرر استأجر محال لعرض منتجاته برفقة شقيقته، نظرًا لأن هناك العديد من الزبائن يفضلوا رؤية المنتج على الطبيعة قبل شراؤه.
- بيع الفوانيس الرمضانية بالأسواق المحلية، وبعض المحافظات المجاورة
استكمل '' كيرو'' انه يصمم فوانيس رمضان ويبيع بالأسواق المحلية من خلال شراء التجار لكميات منها، ويتم شحنها أيضًا للمحافظات المجاوره حتى الوصول إلى محافظة المنيا، بالإضافة إلى أن الفوانيس تنال إعجاب العديد من الأهالي الموجودين خارج مصر، ويتم طلب اوردارات منها عبر موقع التواصل الاجتماعي '' فيسبوك'' ويتم شحنها لهم بواسطة شركات الشحن، موضحًا أنه يبعتها دون تركيب ومعها سي دي يشرح كيفية تركيبها أيضًا.
وقالت دولاجي راجي، 23 عامًا، خريجة كلية تجارة انجليزي، إنه مع حلول شهر رمضان الكريم بدأت في تزين مشروعهم الصغير بالزينة، لكي تضيف البهجه وتشارك المسلمين فرحتهم بحلول شهر الخير، ولتبعث إليهم شعور البهجة خلال توافدهم لشراء الفوانيس، إضافة إلى أنها عرضت الفوانيس التي ينفذها شقيقها عبر صفحتهم عبر موقع التواصل الاجتماعي ''فيسبوك ''، بجانب الهدايا الرمضانية المميزة التي يستلزمها بوكس الهدايا التي تنفذه.