مستشار النمسا يرحب باستضافة القمة المحتملة بين «بايدن» و«بوتين»
أعرب المستشار النمساوي سباستيان كورتس، عن ترحيبه الشديد بأن تكون فيينا مكانا للقمة المحتملة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وقال كورتس - في تصريحات اليوم السبت - "نحن على اتصال بالفعل بالجانبين الروسي والأمريكي لبحث مدى إمكانية عقد مثل هذا الاجتماع".
وأضاف أن بايدن اقترح عقد مثل هذا الاجتماع مع بوتين قبل أيام قليلة نتيجة تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا مؤخرًا، لافتا إلى أن النمسا "لن تلعب دور الوسيط".
وذكر كورتس أن عقد مثل هذه القمة هي أمر مهم بالنسبة للعالم كله وبالنسبة لأوروبا خاصة، مضيفا "بغض النظر عن مكان القمة إذا حدثت في فيينا فهذا شرف كبير لنا ".
رحب المستشار النمساوي بالتعاون مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة تغير المناخ وتعزيز التجارة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة هي الشريك الأكثر أهمية لنا .
ووصف كورتس التوترات في شرق أوكرانيا بأنها "مقلقة" معربا عن أمله في ألا يؤدي ذلك إلى التصعيد.
وفيما يتعلق بالعلاقة مع ألمانيا والمستشارة أنجيلا ميركل ..قال كورتس أن هناك الكثير من الاتفاق مع ألمانيا ولكن الآراء مختلفة في بعض المجالات مثل قضية الهجرة، مشيرا إلى أنه لا يوجد الآن أي رئيس حكومة في أوروبا لا يزال يؤيد قبول اللاجئين دون قيود.
أكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن واشنطن وموسكو تبحثان إمكانية إجراء قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مشددا على أن الاتصالات بينهما حيوية، وأنه حان الوقت لخفض التصعيد.
وقال بايدن، في كلمة ألقاها في أعقاب فرض الولايات المتحدة حزمة جديدة من العقوبات الواسعة على روسيا: "في وقت سابق من هذا الأسبوع تحدثت مع الرئيس الروسي بوتين حول طابع علاقاتنا والعلاقات بين دولتينا. كنت نزيها وأبديت احتراما، الحديث كان نزيها ومبنيا على الاحترام".
وشدد بايدن على أن الولايات المتحدة وروسيا "قوتان عظيمتان تتحملان مسؤولية كبيرة عن الاستقرار العالمي"، مضيفا: "الرئيس بوتين وأنا نتحمل مسؤولية كبيرة عن بناء العلاقات بيننا، أتعامل مع هذه المهمة بجدية بالغة، وأنا على يقين بأنه يتعامل معها بنفس الصورة".
وتابع: "الروس والأمريكان شعبان فخوران يحبان وطنيهما، وأعتقد أن الشعب الروسي، مثل الشعب الأمريكي، مهتم بمستقبل سلمي وآمن لعالمنا".
وأشار بايدن إلى أنه أبلغ بوتين خلال الاتصال بينهما في يناير بأن الإدارة الأمريكية تعمل على تقدير الدور الروسي المحتمل في الهجمات السيبرانية التي تتعرض لها الولايات لمتحدة، كما قال إنه أكد لنظيره الروسي خلال المكالمة الأخيرة أن واشنطن توصلت إلى استنتاج مفاده أن روسيا تدخلت في الانتخابات الأمريكية.
وصرح الرئيس الأمريكي، متطرقا إلى العقوبات التي صادق عليها اليوم: "أكدت بوضوح للرئيس بوتين أنه كان بإمكاننا الذهاب أبعد لكنني فضلت عدم القيام بذلك، قررت أن نتخذ إجراءات متكافئة".
وأضاف: "الولايات المتحدة لا تنوي إطلاق دورة جديدة من التصعيد والنزاع مع روسيا، نريد علاقات مستقرة وقابلة للتنبؤـ لكنني مستعد لاتخاذ إجراءات رد جديدة في حال مواصلة روسيا التدخل في ديمقراطيتنا. هذا واجب بالنسبة لي باعتباري رئيسا للولايات المتحدة".
ولفت إلى أن الولايات المتحدة وروسيا تمكنتا على مدار التاريخ الطويل لمنافستهما من إيجاد سبيل للتعامل مع التوتر في العلاقات ومنع تصاعده وخروجه من دائرة السيطرة، كما شدد على وجود مجالات للتعاون بين الطرفين، مذكرا باتفاقهما على تمديد عمل معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية 5 سنوات إضافية ما مكن من الحفاظ على "العنصر المحوري للاستقرار النووي".
وأردف: "عندما كنت متحدثا للرئيس بوتين أعربت عن اعتقادي أن الاتصال بيننا شخصيا وبشكل مباشر أمر حيوي للمضي قدما في بناء علاقات أكثر فعالية، وهو اتفق معي. لهذا السبب اقترحت عقد قمة ثنائية هذا الصيف في أوروبا لمناقشة كامل دائرة الخلافات بين بلدينا. فريقان من طرفينا يبحثان هذه الإمكانية الآن".
واعتبر بايدن أن هذه القمة يمكن أن تسهم في إقامة حوار استراتيجي حول الاستقرار في العالم لتطوير التعاون في مجالي السيطرة على الأسلحة والأمن، مبينا: "يمكننا التعامل مع التحديات العالمية الملحة التي يجب أن تعمل الولايات المتحدة وروسيا سويا لمواجهتها، بما في ذلك التهديدات النووية من قبل إيران وكوريا الشمالية، وإنهاء الجائحة، والأزمة المتعلقة بتغيرات المناخ".