تدريس «الهيروغليفية» أول انتصارات موكب المومياوات المكلية
أبهرنا العالم أجمع في احتفالية مهيبة لموكب المومياوات الملكية التي انتقل من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة، وخلال عملية النقل انطلقت المقطوعة الهيروغليفية من كتاب الموتى والتي كان لها صدى مدوي وهائل أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، وحاول والكثيرون البحث عن معناها رغم هذا الكم الهائل من الإعجاب.
ليكون أول انتصارات موكب نقل المومياوات هو قرار الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، أن يتم تدريس اللغة الهيروغليفية في المنهج الجديد للصف الرابع الابتدائي، وستكون من العام المقبل، ويكون التدريس في هذه اللغة مقتطفات وليس لغة منفصلة.
◄ خبير تربوي: معرفة الطالب باللغة الهيروغليفية معناها معرفة بالحضارة والثقافة والتاريخ وأمجاد الأجداد
قال الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، إن من أهداف تطوير التعليم تنمية الولاء والانتماء والاعتزاز بالأباء والأجداد والتراث، فنحن نعيش عصر مصر الحديثة في زمن الرئيس عبد الفتاح السيسي ويجب ألا نغفل عبق التاريخ والماضي لنعرف أن المصريين بناؤون ولهم تاريخ طويل.
وأوضح شحاتة، في تصريح لـ"الدستور"، أن معرفة الطالب باللغة الهيروغليفية معناها معرفة بالحضارة والثقافة والتاريخ وامجاد الأجداد، وليس الهدف من هذه المادة أن يكون هناك امتحان لها بل تكون معلومات تضاف إلى علم التاريخ وتقدم بالتدرج حسب اعمار التلاميذ من الصف الرابع الابتدائي وحتى الصف الثالث الثانوي ولا يمتحن فيها الطالب.
وأكد أن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، يهتم بالتعليم أكثر من اهتمامه بالامتحانات، حيث حول الوزارة إلى وزارة للتعليم وليس وزارة للامتحانات، لذلك قراءة الطلاب ومعرفتهم بهذا التاريخ والماضي ويتم وصل هذا التعليم بالأنشطة من خلال زيارة المتاحف لتكون زيادة دعم معلوماتهم وزيارة آثار مصر وتاريخ مصر، ويكونوا فخورين بحضارتهم وامجادهم عند مقابلتهم للسياح، خاصة أن السياح يعرفون اللغة الهيروغليفية ورموزها فمن العار أن يقف المصري ولا يعرف لغة بلاده ولا تاريخها.
◄ خبير أثري: نزرع التاريخ والآثار في قلوب الطلاب بلغة يسيرة ومنمقة
أشاد الدكتور أحمد صالح، مدير النشر العلمي بأسوان، بهذا القرار لدراسة اللغة الهيروغليفية اللغة المصرية القديمة، موضحًا أن الطلاب يدرسون اللغة الانجليزية واللغات العربية كلغات أولى في حين أن اللغة المحلية وهي الأصلية لا يتم دراستها لذلك فهذا القرار تأخر كثيرًا.
وأوضح أن اللغة العامية التي نتحدثها يوميًا تحمل الكثير من اللغة المصرية القديمة، لذلك يجب أن تدرس من الصغر بحيث يكون المواطنين على وعي بها منذ الصغر ويتم تدريسها مثلها مثل اللغات الأخرى الأساسية.
وأشار صالح إلى أن الشعب بأكمله أبدى إعجابه الشديد بالترنيمة والانشودة التي تم غناءها في احتفالية موكب نقل المومياوات الملكية، ولكنهم لم يفهموا هذه اللغة المنطوقة بل ما أعجبهم هو الموسيقى والشجن والناس والصوت فقط، "دا عبء علينا أن اغنية بتتقال بلغة بلدنا واحنا مش عارفين معناها كأنها لغة هندية أو صينية أو لغة غريبة علينا".
وأضاف أنه لا يكفي أن يتم تدريس اللغة المصرية القديمة فقط بل يجب أن يتم تدريس التاريخ بطريقة جديدة ويتم فيه شرح تاريخ الفراعنة بشكل مفصل وموضح، موضحًا مثال أنه عندما كان في زيارة إلى انجلترا طُلب منه شرح التحنيط إلى طلاب في الثانوية، فكانت مادة التحنيط المصري جزء من المنهج لهؤلاء الطلاب وكانت الاسئلة والمنهج الموجود أعلى في المستوى من المنهج الذي درسته بكلية الآثار.
واستكمل أنه يجب أن نزرع التاريخ والآثار في قلوب الطلاب بلغة يسيرة ومنمقة وقريبة منهم، ويتم تقسيم المناهج على الفصول الابتدائي والاعدادي والثانوي، بغض النظر عن التحاق الطلاب كليات الآثار عقب مرحلة الثانوية العامة، بحيث يكون لديه تاريخ من رصيد بلده، حيث لا يتم تشويه الحضارة.