محمد المعتصم يكتب: سعدنا بـ"سعدي"
كل من تابع احتفالات موكب المومياوات الملكية يدرك أنها كانت مهمة مستحيلة لتخرج بهذه الدقة، كل من يهتم بالحضارة المصرية، أو الفنون أو الموسيقى أو هندسة الصوت والاضاءة والنقل والبث وغيرها يدرك أن أي تأخير في أي شيء في الاحتفالية - ولو لثانية - يمكن أن يربك المشهد بالفعل.
في الأوركسترا؛ لا اجتهاد مع النوتة الموسيقية، هي لا تعرف الارتجال، ولك أن تتخيل أنه لو تحركت سيارة في الموكب الملكي مثلا بسرعة أقل لأي سبب وقتها كان المشهد سيرتبك .. لكن هذا لم يحدث
كل شيء في الاحتفالية كان مدروس.
ربما لأن من يقف خلفه شخص اعتاد العمل في صمت، هو أكثر شخص يتعرض للنقد، وهو أكثر شخص يستجيب إذا ما وجده في صالحه ويتجاوز عنه إذا ما وجد للنقد أهداف أخرى.
عن محمد السعدي أتحدث
السعدي أو سعدي كما يناديه المقربون منه هو رئيس مجلس إدارة الشركة المنظمة لحفل نقل موكب المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير إلى متحف الحضارة.
كل من يعرف السعدي يدرك أنه شخص لا يترك شيئا للصدفة ويتابع كل التفاصيل مهما بدت للبعض غير مهمة، فمعظم الأخطاء الكبيرة تظهر من تفاصيل مهملة، لذا هو يتابع كل ما يتعلق بالعمل بنفسه.
60 كاميرا شاركت فى الموكب تم توزيعها بعناية فضلا عن لقطات مسجلة وموسيقى تعزف مباشرة في تفاعل مع الحركة التي تحدث في الشارع، وفنانين في على الشاشات ومبدعين خلف الشاشات يتحركون في تناغم شديد.
لم تحدث أي هفوة، ولم يظهر على الهواء أي مشكلة، الرجل كان يتابع كل شيء، كل كلمة في الاسكربت،
كل حركة من عصا المايسترو نادر عباسي، عينه على تفاصيل كل كادر.
لو حدث أي شيء لارتبك المشهد.. وارتباك المشهد كفيل بنصب عشرات المشانق ومئات الاتهامات للمسئول عن الاحتفال وهو السعدي.. اتهامات جاهزة وبعضها معلب،من هنا فإن نجاح الاحتفال يجعلنا نخصه بالشكر.
حقه علينا أن نفعل ذلك، وأن نشكر كل من يعمل ويبتكر ولديه ارادة مقاومة أعداء النجاح.
الخلاصة .. من حسن الحظ أننا مازلنا نمتلك شخصيات قادرة على العمل مهما كانت الضغوط، ومهما انتشرت مثبطات الهمم، لتعيق الخيال، لذا نحن سعداء بوجود "سعدي" بيننا.