سياسي ليبي: من مصلحة دول الجوار استقرار بلادنا (حوار)
أكد السياسي الليبي رمضان بوقرين، أن حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة يجب أن تعمل على دعم ملف المصالحة الوطنية وتوحيد الليبيين.
وقال "بوقرين" في حوار لـ"الدستور"، إن من مصلحة دول الجوار أن تستقر ليبيا أمنيا واقتصاديا حتي يتم التكامل والتعاون.
والى نص الحوار..
- برأيك كيف يمكن دعم ملف المصالحة الوطنية وكيف ستعمل عليه حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة؟
المصالحة الوطنية ليس بالملف السهل فهو يحتاج إلى لجنة من مشائخ واعيان القبائل والمدن الليبية يتولى مصالحة حقيقية بين الليبيين دون تغليب طرف عن اخر ويكون دور الحكومة والدولة جبر الضرر وتسوية كل ما ترتب عن حقبة مليئة بالحروب والاقتتال نتج عنها تجاوزات وتهتك في النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية ويبقى القضاء العادل الفصل في القضايا الخاصة بين الأفراد، أما كيف تعمل عليه حكومة الوحدة الوطنية هذا يبقى اختصاص اصيل لها لانعرف الالية بعد.
- كيف ستعمل حكومة الوحدة عل حل ملف النازحين والمهجرين بجانب ملف المعتقلين والأسرى؟
ملف المهجرين والنازحين هذا ايضا ملف معقد لان هناك مناطق وقبائل هجرت قصرا بالداخل وتم ايوائها في مدارس ومقار لشركات غادرت الوطن في ٢٠١١ م وعانت اثار البرد القارص في الشتاء والحرارة في الصيف غير الظروف الحياتية اليومية التي كانت تواجههم في مخيمات الايواء زد علي ذلك العبت وتدمير بيوتهم مثل ما حصل بتاورغاء علي سبيل المثال لا الحصر فهؤلاء محتاجين لترتيب مدنهم اولا بيوتهم مدارسهم وعياداتهم الصحية وكافة مرافق الخدمات، والجانب الاهم تأمين امنهم وحمايتهم.
والمشكلة الأخرى المهجرين بالخارج كلا منهم يعانى من جملة من المشاكل من تراكم ايجارات والتزامات اخرى في جوازات سفرهم وتسوية أوضاع سياراتهم، وكيفية تأمين رجوعهم وتمكينهم من استلام بيوتهم التى تم الاستيلاء عليها او تعرضت للسرقات والبيع بالباطل وتحت الضغط.
- كيف ستتعامل حكومة الوحدة مع ملف النفط والتوزيع العادل للثروات بين الليبين؟
التوزيع العادل للنفط بين الليبيين لا يمكن يتم الا بتوحيد كافة المؤسسات المالية والادارية وخلق منظومة مالية جديدة تتولى توجيه الصرف والانفاق يحظى بالشفافية العالية بتحديد اولويات في الصرف في ملفات محددة وواضحة والابتعاد عن الصرف العشوائي الذى تميزت بيه الحكومات المتعاقبة من 2011 الى 2021 التي اتسمت هذه المدة بكبر حجم المصروفات دون أن يري المواطن أي انجاز حقيقي علي الارض فترة تميزت بالفساد وهذا يتضح جليا في تقارير ديوان المحاسبة.
- هل تعتقد أن حكومة الدبيبة ستلاحق ملفات الفساد وعمليات السرقة التي مارستها حكومة السراج؟
ملاحقة الفساد طيلة الفترة الماضية بقدر ما هو مهم بقدر ما يخلق للحكومة الجديدة ارهاق ووقت يحتاج الي قوة ساندة حتى تستطيع هذه الحكومة الوصول الي نتائج في ملف الفساد. ولكن مع الوقت يجب ألا يمر هذا الملف دون حساب وعقاب.
- كيف ترى دور دول الجوار في دعم الحل السياسي بليبيا وهل سكون لهم دور الفترة المقبلة؟
دول الجوار هي دول تتأثر وتؤثر في الملف الليبي ومن مصلحة دول الجوار ان تستقر ليبيا امنيا واقتصاديا حتي يتم التكامل والتعاون في المجالات العديدة سوى الاعمار او التدريب والعلاج والامن ومن هنا لكل دول الجوار الدور الايجابي في مراحل الحوار السابقة والأن يجب أن يتطور إلى المساهمة في تثبيت الاستقرار والمساهمة في بناء الدولة من جديد في المساعدة لا التدخل في الشئون الداخلية، تعاون يقوم علي الاحترام المصلحة المشتركة التي تعود على ليبيا وجيرانها بالخير.
- كيف سيتم التعامل مع ملف المرتزقة والقوات الأجنبية الفترة المقبلة؟
ملف المرتزقة والتدخل الخارجي ملف لابد أن يكون من اولويات عمل الحكومة فلن تستقر ليبيا وعلي ارضها مرتزق واحد ولن تفلح الحكومة في عملها وهناك تدخل خارجي يؤثر علي قرارها الوطني وعليه الاتجاه يجب يتم الي توحيد الصف الوطني والاعتماد علي التأييد الداخلي من كل القبائل والمدن الليبية أي بمعنى توحيد الجبهة الوطنية ضد التدخل الخارجي ويتم ذلك بمؤتمر ليبي ليبي يرفض أي اشكال التدخل وانهاء الاتفاقات التي تمت وتجيز دخل دول بقوات داخل ليبيا.حتي يكون هناك دعم شعبي يساهم في تعزيز دور الحكومة.
ـ ما أبرز الملفات التي يجب أن تبدأ بها حكومة الدبيبة في رأيك؟
ابرز تحديات تواجه الحكومة هي انتشار السلاح التي تسيطر عليه مليشيات تتحكم بشكل مباشر في كل مؤسسات الدولة وهي الحاكم الفعلي لا يحكمها قانون وهذا تحدى اخر للحكومة لابد من رجوع رجال الشرطة والامن العام والقوات المسلحة الي مراكزها الامنية والسيطرة علي تسير الامن بشكل اختصاصي ومهني وعودة القوات المسلحة لمعسكراتها.وهذا يأتي بدعوتهم جميعا وتسليمهم زمام الامور وانهاء أي شكل غير قانوني واعتيادي في سائر الدول
- ما هى التحديات الخارجية التي ستواجه الحكومة الجديدة؟
تواجه الحكومة التدخل الخارجي من دول لها مصلحة في استمرار الازمة فاليوم مطلوب من الحكومة فرض سيادة ليبيا واعتبارها شيء مقدس فالقرار يجب ان يكون حر والارض الليبية والسماء خالية من اى انتهاك وتبقى المصالح والتعاون بندية واحترام هو اساس التعامل.
- الخطوات المقبلة التي يجب على البرلمان القيام بها؟
هناك دور مهم للبرلمان والمجلس الرئاسي ايضا وهو السير قدما في اتجاه الاعداد والاستعداد للانتخابات في موعدها وعدم اللجوء مرة اخرى للتمديد وزيادة المراحل الانتقالية، وممكن جدا أن يكون هذا المخرج الوحيد من هذه الازمة وصولا الي بناء الدولة بالشكل الذي يرتضيه الشعب الليبي بعد انهاء حالة التوتر وانتشار السلاح وقفل السجون اما غير ذلك سيكون هذا الجهد وهذه المسارات في مهب الريح.
- هل تتوقع أن تنجح حكومة الوحدة في إجراء الانتخابات في موعدها نهاية العام الحالي وما اهم العقبات التي تواجه هذا الأمر؟
أنا أتوقع إذا اولت هذه الحكومة اهتمام بملفات مهمة سيحالفها النجاح في هذا الهدف، ومن بين هذه الملفات التي يجب حلها قضايا المهجرين والنازحين وانتشار السلاح والمليشيات إطلاق سراح السجناء والبحت عن المفقودين والمضي قدما للمصالحة الوطنية، إلى جانب حل مشاكل المواطن اليومية التي أصبحت تعيش معه طيلة الفترة الماضية من نقص السيولة والكهرباء والأمن والدواء.