انتصار عربي.. ماذا تقدم هيئة الدواء الموحدة في الدول العربية؟
في اجتماع الدورة العادية الـ54 لمجلس وزراء الصحة العرب بمقر جامعة الدول العربية، رحب المجلس بالمقترح المقدم من الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، بإنشاء هيئة الدواء العربية لتسهيل التشريعات المتعلقة بتسجيل الدواء داخل البلدان العربية الـ22.
وأكدت «زايد» أنه بالرغم من تداعيات جائحة فيروس كورونا إلا أنها أبرزت جليًا مدى الترابط والتضامن الإنساني بين الدول العربية، وأنه السبيل الوحيد لعبور المحن والأزمات، وعليه يوضح خبراء لـ"الدستور" أهمية هيئة الدواء العربية وكيف يقوم دورها بين الدول العربية.
توحيد نظم التعامل في الدول عربيًا لتداولها وتسويقها
قال الدكتور محمد عزالعرب، المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء: إن أهمية هيئة الدواء العربية في توحيد نظم التعامل في الأدوية وتضع النظم واللوجستيات والآليات والقواعد الحاكمة لاعتماد الأدوية، ومن ثم يتم التداول بين الدول العربية دون شرط أن يتم إجراء الأبحاث لكل دولة في الدواء الذي يتم تسويقه فيها لمواطنيها، طارحًا مثالًا عن دواء في الأردن عند استخدامه في مصر يجب أن يأخذ الدورة الاختبار نفسها في هيئة الدواء المصرية والعكس كذلك.
وأوضح أن كل دولة تقوم بإحضار عينات من الدواء، ويتم عمل الاختبارات عليه والتأكد من موازته لما يسمى DMF، وهو ما يحتوي على معلومات عن هذا الدواء، ومحتوياته وبيان آثاره العلاجية والجانبية وكل ما يتعلق بالدواء، وجميع الخصائص الصيدلانية لهذا الدواء قبل إقراره ومداولته في الأسواق.
وتابع «عزالعرب» أنه مع وجود هيئة الدواء العربية سيكون هناك قواعد محددة وشاملة لضمان والتأكد على كفاءة البنية التحتية لكل الدول للتأكد من فعالية الدواء، ومن ثم فالدواء الذي يأخذ الاعتماد هيئة الدواء العربية يتم اعتماده في كل الدول بنفس المعطيات ونفس المعايير.
واستكمل: "في هذه الحالة لن تطلب الدول إجراء هذه الاختبارات لأن دولة ما حصلت على اعتماد هيئة الدواء العربية بالفعل، وهو ما يسهل تداول الدواء بين مختلف الدول العربية بغض عن النظر عن بلد المنشأ".
- التناغم الدوائي بين الدول حلم لا بد منه
وقال الدكتور محيي حافظ، عضو غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات، إن فكرة الهيئة العربية للدواء تأتي على غرار الهيئة الخاصة بالدواء التابعة الخليجية تخص المجلس التعاون الخليجي وتسمى التناغم الدوائي.
وعن طبيعة هذا التناغم الدوائي، أوضح «حافظ» أنه يختص بتوحيد التراخيص الخاصة بالمصانع وإجراءات التسجيل الدوائية، وعملوا ما يسمى بالتسجيل المركزي "اللي سجل في السعودية التسجيل المركزي كأنه سجل في جميع دول الخليج".
وأشار إلى أن هذه الخطوة بدأت من أوروبا من خلال الوكالة الأوروبية للأدوية تضم كل دول أوروبا، واتفقوا على توحيد إجراءات الترخيص والتسجيل للدواء، كي لا تسجل كل الدول الأدوية في كل دولة بل يتم التسجيل لمرة واحدة مركزية وتحصل على شهادة واحدة، ويتم تداول الدواء في باقي البلدان.
وتساءل «حافظ»: "هل نستطيع عربيًا أن نتناغم في تسجيل الدواء؟"، مؤكدًا أنه إذا تمت هذه الهيئة العربية سيكون خطوة جيدة "دا حلم كبير حلمناه زمان ولم نتمكن من تحقيقه لوجود فوارق هائلة بين البلدان العربية من حيث الإمكانيات والقواعد والضوابط الحاكمة وآليات ترخيص المصانع، ومن حيث سعر الدواء في كل دولة خاصة أنه لا يوجد عملة موحدة بين الدول العربية تسهل العملية"، مؤكدًا أن إنشاء هذه الهيئة سيكون أمرًا جيدًا يسهل ترخيص وتسجيل الدواء ما يوفر الجهود والأموال.