خطاط بدرجة صيدلى.. رحلة كفاح محمد فى عالم الكتابة
تخرج محمد عبدالرازق، ذو الـ34 عامًا، فى كلية الصيدلة جامعة الإسكندرية، ونبغ فى عالم الكتابة من خلال تعلمه لأنواع الخطوط المختلفة، رغبة فى تلاشي كافة العقبات التى قد تواجه الكثيرين من الصيادلة عند صرف الأدوية للمرضى.
يروي محمد عبد الرازق أنه بدأ تعلم الخط العربي من صديق له أيام الدراسة، كما بدأ فى تعلم اللغة الإنجليزية منذ ما يقرب من عام ونصف عام، موضحا أن ذلك جاء بعد أن عانى كثيرًا من خطوط الأطباء عند صرف الروشتات للمرضي، ومن ثم قرر أن يتابع عدد غير هين من الخطاطين الأجانب لاكتساب تلك المهارة.
وتابع عبدالرازق، فى حديثه لـ"الدستور"، أنه حاول جاهدًا أن يكتب الروشتات بخط جذاب وسلس تشجيعًا للأطباء على اتباعه، حتى يمكن التغلب على الأسلوب المعقد فى كتابة الأدوية، وبالتالى صرف العلاج بشكل صحيح، معقبا "بالفعل تلقيت كثيرًا من الردود الإيجابية التى كان لها أثر طيب على نفسيتي".
واستطرد أنه "اشتغل على نفسه وبذل عظيم الجهد للوصول إلى مستوى تعليمي عالي فى عالم الكتابة"، مشيرًا إلى أنه كان يتابع كتابات وفيديوهات الخطاطين الأجانب، ومن ثم عمل على تقليدهم حتى تمرس بهذا الفن، بل وتفوق على العديد من الخطاطين بأنه بدأ في الكتابة بالقلم الجاف العادي، الأمر الذي يصعب على هؤلاء تنفيذه.
وتابع: "قالولي يعني هتوصل لإيه ومين هيشوفك أو هيسمعك! وكان بالفعل صعب حد يسمعني أو يشوفني عشان إحنا أصبحنا في زمن مش بيستخدم القلم والورق، كل حاجة بقت إلكترونية، لكن أنا بعشق جو الكتابة، صوت خربشة سن القلم في الورق، ريحة الحِبر، انحناءات الحروف نزولًا وصعودًا وكأنها فتاه تتراقص دلالًا على أنغام الموسيقىٰ بفعل آلَة موسيقية عظيمة اسمها القلم".
واختتم محمد عبدالرازق، حديثه لـ"الدستور" أن أصدقاءه وإخوته كان لهم دور فعال فى تشجيعه وتمسكه للتمرس فى عالم الكتابة، مضيفا أنه حلم حياته أن يصل شغفه هذا إلى العالم بأسره من الأطباء والطلبة، حتى يمكن رؤية جمال الحروف مترجمة على الورق كالرسم، كما يتمني أن تعتمد أنظمة المدارس على تدريس الخط الإنجليزي والعربي، معقبا: "عشان نقدر نشوف أطباء قادرين على كتابة روشتات مفهومة نقدر نحن كصيادلة صرفها دون أخطاء".