«الولاية حقي».. صرخات نسائية ضد قانون الأحوال الشخصية
أطلق عدد كبير من الناشطات النسويات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج "الولاية حقي" في حملة جديدة تطالب فيها النساء بالولاية على أنفسهن وعلى أطفالهن، بعد تسريب نسخة من مشروع قانون للأحوال الشخصية أحيل للبرلمان نهاية الشهر الماضي، لكنه تأجل النظر فيه إلى حين إجراء "حوار مجتمعي" بشأن بنود أثارت جدل كبير بين نواب المجلس.
جاءت دعوة الهاشتاج من مؤسسة "المرأة والذاكرة" وهي مؤسسة مكونة من مجموعة باحثين مهتمين بتغيير صورة المرأة النمطية في الثقافة المصرية السائدة وقد نشرت العديد من النساء قصص عن معاناتهن من واقع عدم قدرتهن على اتخاذ قرارات تتعلق بهن أو بأبنائهن لأن هذه القرارات حكر على الرجال فقط حسب قوانين الاسرة.
وقالت المؤسسة في بيان لها: "نوجه دعوة للنساء المصريات، لكل من اصطدمت بتعليمات أو قوانين في تعاملها مع مدرسة أطفالها، أو مؤسسات الدولة، أو البنوك، أو المحاكم، لأن ليس لديها حق الولاية على نفسها وأولادها، بمشاركة حكايتها ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي لكي نسلط الضوء (....) ولكي نصحح المسار من أجل إصدار قانون أحوال شخصية يليق بمصر والمصريين.. يالا نحكي حكاياتنا".
قصص معاناة
كتبت رحاب، عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي: "منذ 10 سنوات فتحت حساب لابني القاصر وأودعت مبلغ مالي وحولته لوديعة باسمه كما خصصت مبلغ يستقطع من دخلي الشهري يتم تحويله كل شهر على حسابه وكنت أنوي تسليمه الحساب عند بلوغ السن القانوني، لكن كانت المفاجأة أنه بعد إيداع المال، لم يكن لي حق التصرف في إدارة هذا المال الذي أودعته بنفسي وأن والده له حق التصرف إلى أن يبلغ سن الرشد".
وروت هبة، قائلة: "جوزي أجنبي واتجوزنا في أمريكا، حاولت أسجل عقد جوازنا في مصر عشان بس ما اتهانش لو روحنا أوتيل ولا أجرنا شقة.. طلبوا مني شهادة تثبت ديانته وحالته الاجتماعية ومفردات مرتبه من سفارة بلده، وما عرفناش ناخد معاد قريب في السفارة رجعنا للموظف وقالولنا خلاص يكتب شهادة على نفسه بالمعلومات وأبوكي يمضى عليها، قولتله أنا ممكن أمضي، رفض، قولتله أنا اللي هتجوزه وعندي 33 سنة وقتها قالي ما ينفعش لازم أبوكي، روحت السفارة المصرية اسألهم لو ينفع أتجوز في السفارة قالولي ايوه بس أبوكي يطلعلك شهادة قيد فردي، سألته إيه الشهادة دي قالي يعني شهادة بتقول إنك آنسة ومش متجوزة وطبعا الشهادة دي بتتطلب من الست بس، بعد سنين من الشغل والدراسة والهجرة عملتهم لوحدي ماقدرتش أسجل جوازي، حسيت فجأة إني طفلة عاجزة عن التصرف".
وحكت مي عن معاناتها، عبر هاشتاج "الولاية حقي": "هو يعنى إيه أب يخرج من حياة ابنه بقاله سنة ونص ومايعرفش عن ابنه حاجة وأنا كل مايجيلي سفرية بره مصر أسبوع مينفعش أخده معايا عشان لازم موافقة باباه.. طب لما هو مشافوش بقاله سنة ونص وطبعا مابيدفعش مليم، أنا قعدت خمس شهور بروح المحكمة كل أسبوعين عشان أطلع ورقة ولاية تعليمية انقل بيها ابني من المدرسة القديمة اللي أبوه مدفعش مصاريفها!".
فيما قالت رشا: "عشان أقدم لابني فى مدرسه ما، اتطلب مني أطلع له كارنيه التأمين الصحي، رحت المكتب الموظفة رفضت إني أعمل كارنيه وفقا لمكان سكني كما هو مدون فى بطاقتي وقالت لي لازم بطاقة الأب.. وللأسف معرفتش أطلع كارنيه، ولما سألتها طب لو أنا منفصلة عن زوجي وابني تعبان، المفروض أعمل ايه، قالت لو مطلقة لازم تجيبي القسيمة كإثبات، طبعا طرأ على ذهني مباشرة الستات الفقرا الغلابة اللى إجوازها سايبينهم لا متطلقين ولا متجوزين هيعملوا إيه..."
فيما عبرت شيماء البربري، عن غضبها قائل: "الأم متعرفش تسجل اسم ابنها فى السجلات الرسمية ولا تعرف تخلص ورقة لطفلها ولا حتى تقدر تفتح دفتر توفير لاولادها، الغاء الشخصية القانونية للنساء بغض النظر عن عمرها ومستواها التعليمي وطبقتها المادية أو الإجتماعية وبيستبدلها بسلطة أي رجل في عائلتها على نفسها وعلى أولادها متجاهلًا عن عمد الواقع المجتمعي للنساء والمسئوليات الكبيرة والظروف الصعبة التي تعيشها النساء والتي لا يغفلها عاقل طبعًا، واقع محزن".
شهادات الرجال
ودون عدد من الرجال شهادتهم عن معاناة أمهاتهم مع الولاية وقال احمد عبد الفتاح: أبويا وامى انفصلوا وانا تقريبا عمرى ٤ سنين، أبويا اختفى تماما من حياتنا وعاش بره مصر ومشوفتوش تانى الا لما بقى عندي حوالى ١٨ سنة وطول الوقت ده أمى هي الوحيدة المسؤلة عنى وعن أخواتى الاتنين، وأنا تقريبا ١٢ سنة جت لي فرصة سفر للمشاركة في معسكر كشافة بره مصر فكان لازم اطلع جواز سفر، وقتها أكتشفنا أن أمى - الي هي ولية امرى الوحيدة إلى اعرفها طول عمرى - متقدرش تطلع لي الباسبور وانه لازم ابويا، بس أبويا بره مصر معرفش اصلا فين يبقي جدي لابويا أو عمى - والي كنت للوقت ده برضه معرفهومش اصلا، المهم قدرنا نوصل لعمي عشان يجي معايا يطلع لي باسبور وكانت ده أول مرة أقابل فيها عمى".
وأضاف: "أمى عمرها ما حسستني ان عندها مشكلة في تربيتنا رغم كل الصعوبات الي شافتها طول عمرها كانت بتستحمل وتتصرف لحاد لما ربت ٣ شباب لوحدها تماما، بس رغم كل تضحياتها ده فالقانون كان طول الوقت واقف ضدها مش معاها، من أول اجرائات الطلاق للنفقة للولاية... الخ، عشان كده انا شخصيا حاسس جدا بكل كلمة اتكتبت على #الولاية_حقي ومتضامن مع كل ست أختارت رغم كل الصعوبات الي بتشوفها كل يوم انها متستغناش عن أولادها وتربيهم وتعافر كل يوم عشان تكمل بيهم".
فيما دون إبراهيم، عبر الهاشتاج: "هذا حق أصيل للمرأة ويجب على المجتمع المدني في مصر تحويل الشعار لقوانين تعيد للمرأة كافة حقوقها".
غضب نسوي
فيما علقت المذيعة والناشطة النسوية، رباب كمال، حول هاشتاج "الولاية حقي": "الإعلام المجتمعي يلعب دورا كبيرا حين يكون موجها لزيادة الوعي والتدوين، وحين يخرج من إطار المعارك الجانبية إلى قضايا الوعي والحراك، حين يشمل قضية النساء في كافة طبقاته، ويسعى لتعديلات تشريعية مستحقة".
كما غردت الناشطة النسوية ملك الكاشف، عبر تويتر: "مش موافقة ان اللي يتحكم في مصيري وتحركاتي ودراستي وامضتي وحضانتي يكون هو نفس الشخص اللي بيتقدم ضده كل يوم شكاوى تحرش واغتصاب ولأني كاملة الأهلية واقدر اتخذ قراراتي واتحرك وادرس واكون حاضنة".
أيضا لفتت الناشطة النسوية، عزة سليمان، إلى أنه "الأم لايمكن تكون ولي علي أطفالها ولابد من الرجوع ل النيابة الحسبية في حالة وفاة الزوج، عكس الأب الذي اعتبره المشرع ولي طبيعي علي أطفاله ولا يسال من قبل النيابة الحسبية،حتي لو المال مورويث من الام المتوفية".