متظاهرون لبنانيون يقطعون الشوارع احتجاجا على تردي الوضع المعيشي
واصل متظاهرون لبنانيون قطع الشوارع والطرق في عدد من المناطق اللبنانية احتجاجا على التدهور في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي، في ما لا يزال الجيش اللبناني والقوى الأمنية في حالة انتشار مع حرص على عدم استعمال القوة بفتح الشوارع المغلقة.
وقطع المحتجون عددا من الشوارع الرئيسية في محافظات مختلفة وكذلك مجموعة من الأوتوسترادات التي تربط بين المحافظات والمناطق، مستخدمين الإطارات المشتعلة وصناديق النفايات والأحجار وفي بعض المناطق سياراتهم الخاصة، على نحو ما جرت العادة منذ تجدد التحركات الشعبية الاحتجاجية قبل 8 أيام.
وانخفضت أعداد المحتجين المشاركين في عمليات قطع الطرق بصورة ملحوظة مساء اليوم، لتقتصر على العشرات منهم أو أقل في كل منطقة، وفي بعض المناطق كان المتظاهرون يقطعون الطرق ويقومون بالتجمع لبعض الوقت ثم المغادرة لاحقا مع ترك العوائق في منتصف الشوارع.
وأبقى الجيش اللبناني وضباط وعناصر جهاز قوى الأمن الداخلي (الشرطة) على ذات الاستراتيجية المتبعة منذ اندلاع الاحتجاجات، والقائمة على عدم الدخول في مواجهة أو احتكاك مع المتظاهرين والمحتجين وعدم استعمال القوة معهم في سبيل فتح الطرق المغلقة.
واكتفى الجيش والشرطة في بعض المناطق بالتفاوض الهادىء مع المحتجين ومحاولة إقناعهم لفتح الطرق المغلقة أو جانب منها، حيث كان التفاهم يقوم على أنه لا ينبغي ترك الناس عالقين في سياراتهم في الشوارع، الأمر الذي لقي تجاوبا في قليل من الأحيان من قبل المحتجين.
من جانبه، أطلق البطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي موقفا لافتا إزاء عمليات قطع الشوارع من قبل المحتجين، مبديا تفهمه وتأييده للغضبة الشعبية وتحركات المواطنين اللبنانيين الاحتجاجية على وقع التردي المعيشي، ومطالبا في نفس الوقت من المحتجين بفتح الطرق المغلقة تيسيرا على بقية المواطنين الراغبين في التنقل لقضاء احتياجاتهم ومصالحهم.
وقال البطريرك الماروني في كلمة له: "لا يجب أن يُعاقب الناس على الطرقات، فهم ليسوا من أوجد المشاكل في لبنان وهم ليسوا من عرقل تشكيل الحكومة وتقاعس عن حل الأزمات المالية والحكومية، بل هم يدفعون الثمن مرتين، ثمن حاجاتهم وثمنا يدفعونه على الطرقات. مرة جديدة أؤكد أنه علينا احترام الناس والمحافظة عليهم لكي لا يكفروا بالوطن، فنحن جميعنا نريد هذا الوطن".