مقابل ألفىّ دولار شهريًا.. كيف تجند تركيا المرتزقة السوريين؟
عملت الحكومة التركية على تجنيد الكثير من الشباب والرجال السوريين وحولتهم إلى مرتزقة لخدمة مصالحها في ليبيا، إلى جانب حكومة الوفاق الليبية.
وسهّلت الحكومة التركية الطريق لهؤلاء عبر الإغراء والترغيب برواتب مالية عالية، مستغلة بالوقت ذاته الأوضاع المعيشية الصعبة، وغالبية الذين تحولوا إلى مرتزقة هم من الفصائل الموالية لأنقرة، وعلى رأسها فصائل الجيش الوطني، ومنهم أشخاص مدنيون جرى تجنيدهم لصالح الفصائل وتحويلهم إلى مرتزقة.
وروى الشاب "ر.م"، من منطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي، تفاصيل قصة ذهابه وقتاله في ليبيا كمرتزق تم تجنيده من قبل الجيش الوطني والمخابرات التركية.
وقال المرتزق السورى، فى تصريحاته للمرصد السورى لحقوق الإنسان: "أنا متزوج ولدى عائلة مكونة من 5 أفراد، كنت سابقا أعمل في أحد أفران الخبز ثم انتقلت للانضمام لصفوف الجيش الوطني براتب لا يتعدى 150 ليرة تركية- 20 دولارا أمريكيا- وتسبب النزوح وتشردي في انهيار وضعي المعيشي بشكل كامل، وهذا أجبرني على الذهاب للقتال في ليبيا".
وتابع المرتزق: "تجنيدي كان عن طريق أحد ضباط الجيش الوطني الموالى لأنقرة الذي أخبرني بتفاصيل الموضوع والراتب الذي سأحصل عليه، وهو 2000 دولار أمريكي شهريا، ذهبت حينها لأحد مقرات الجيش الوطني، وهناك تم تسجيل اسمي، وأخبروني بموعد الانطلاق، الانطلاقة كانت في شهر يوليو الماضى، انطلقنا من منطقة عفرين إلى مدينة غازي عنتاب التركية، عن طريق المخابرات التركية والجيش الوطني، كنا قرابة 100 مقاتل، ومعنا بعض الضباط من الجيش الوطني، وخضعنا هناك لدورة عسكرية قصيرة لمدة أسبوعين تقريبا".
ثم انطلقنا من مدينة "غازي عنتاب" إلى مدينة اسطنبول عبر طائرة ركاب تركية، ثم جرى نقلنا عبر طائرة نقل تركية أيضا إلى مدينة مصراتة الليبية، وصلنا وكان هناك عدة مقرات وقطع عسكرية مجهزة، بقينا مدة أسبوع تقريبا لم نخرج من الثكنات العسكرية دون معرفة السبب، ولم يتم نقلنا إلى مناطق القتال، وبعد مضي أسبوع تم نقلنا للقتال على الجبهات، إلى جانب قوات حكومة الوفاق الليبية، كان هناك العديد من الجبهات المشتعلة في طرابلس ومصراتة وغيرها.
وأكد المرتزق السورى مشاركته عدة مرات في المعارك، واستمر في ليبيا مدة 4 أشهر تقريبا، لافتا إلى أن غالبية المقاتلين السوريين من فصائل الحمزات وفرقة السلطان مراد وفرقة سليمان شاه وفيلق الشام، موضحا أن المقاتلين السوريين يوضعون على خطوط التماس الأولى والمناطق الساخنة في الاشتباكات، كما قتل وأصيب خلال المعارك أمامه عدة شباب ومنهم أصدقاء له.
وأوضح المرتزق أنه استلم راتبه بالكامل، ولكن بعد قبض المبلغ وهو قرابة 8 آلاف دولار، طلب منه أحد الضباط الذي نسق له عملية الذهاب مبلغ 500 دولار، كما أنه تأخر دفع المبلغ لمدة شهر تقريبا، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الشباب تخلف الجيش الوطني عن دفع مستحقاتهم أو دفع جزء منها فقط.
يذكر أن تعداد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، وفقا لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغ نحو 18 ألف مرتزق من الجنسية السورية، من بينهم 350 طفلا دون سن الـ18، وعاد من مرتزقة الفصائل الموالية لتركيا نحو 10750 إلى سوريا، بعد انتهاء عقودهم وأخذ مستحقاتهم المالية، في حين بلغ تعداد الجهاديين الذين وصلوا إلى ليبيا 10000، بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسية.
فيما بلغ تعداد قتلى المرتزقة من الفصائل السورية الموالية لأنقرة في ليبيا 496 قتيلا.