«الارتياح ممنوع».. أطباء يحذرون من الموجة الثالثة لكورونا حال التساهل
على الرغم من تناقص الإصابات بفيروس كورونا في مصر مقارنة بباقي الدول، فإن ذلك لم يمنع المخاوف من دخول البلاد في موجة ثالثة من الوباء، الذي أودى حتى الآن بحياة 10495 شخصًا، بحسب إحصاءات وزارة الصحة المصرية، خاصة بعد بدأ المنحنى الوبائي في الازدياد مرة أخرى، مما جعلنا نتسائل هل نحن على أعتاب موجة ثالثة في الأيام المقبل؟.. وفي السطور التالية يحاول الأطباء والخبراء التوصل لإجابة.
في البداية قال الدكتور أشرف حاتم، رئيس لجنة الصحة في مجلس النواب المصري، لـ" الدستور"، أن علينا دق ناقوس الخطر في شأن احتمالية دخول مصر في موجة ثالثة من انتشار الفيروس، فتناقص أعداد المصابين في الفترة الأخيرة لا يمنع من حدوث موجة ثالثة، ودلل على ذلك بالدول الأوروبية التي شهدت في نهاية العام الماضي انخفاضًا في الإصابات دفعها للتفكير في السماح باحتفالات رأس السنة، ثم عادت الأعداد للارتفاع مرة أخرى، فشددت الحكومات من إجراءات الإغلاق للسيطرة على الوباء.
وأوضح رئيس لجنة الصحة في مجلس النواب المصري، من خلال متابعته لأعداد المصابين المترددين على عياته أو الاستشارات الهاتفية، أن معدل المصابين انخفض بنسب تتراوح بين 50 و60 % وهو ما يعني أن مصر قاربت على الانتهاء من الموجة الثانية، لكن في المقابل لا يجب أن ينظر لهذه المؤشرات باطمئنان فنقع في فخ التساهل والإهمال مرة أخرى، فقد وجدنا أن القرارات التي اتخذتها الحكومة خلال الفترة الماضية بفرض غرامة فورية على عدم ارتداء الكمامة لها أثر بالغ في تقليل الاصابات.
- أمجد حداد: نشهد حاليا انحسار الموجة الثانية
أوضح الدكتور أمجد الحداد، استشاري أمراض الحساسية والمناعة، أن الموجة الثانية بدأت في الانحسار، وأوضح أن الحديث عن وجود موجة جديدة له معنيين الأول هو تحور الفيروس وهو ما شهدته عدة بلدان خلال الأسابيع الماضية وشكل رعبا لعدد من الدول، جعلها تغلق حركة الطيران واستقبال المسافرين مرة أخرى، والمعنى الثاني تغيير الإجراءات المتبعة لمواجهة تفشي المرض.
وتابع استشاري أمراض الحساسية والمناعة، أن ما أدى لانحسار الموجة الثانية تطبيق الغرامة الفورية لغير الملتزمين بارتداء الكمامة في المواصلات والأماكن العامة، ما أجبر الكثيرين على ارتدائها، إلى جانب قرار وقف الدراسة في المدارس والجامعات وهو ما حد من احتمالية نقل الفيروس، بالإضافة إلى التزام الكثير من المواطنين الناتج عن الخوف بسبب وجود حالات وفاة بسبب كورونا في محيط العائلة والأصدقاء.
- الفيروسات التنفسية مشكلة شهر أبريل
وأوضح حداد " أن احتمالات تراخي المواطنين وعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية قائمًا لا سيما أن المواطنين ينظرون لأرقام الإصابات اليومية بارتياح لطالما لم تكسر حاجز الألف، هو ما قد يؤدي لحدوث موجة ثالثة وهو ما بات متوقعا في إبريل المقبل، بسبب نشاط الفيروسات التنفسية الناتج عن تغير الفصول واختلاف درجات الحرارة، مع وجود توقعات بنشاط فيروس كورونا مع باقي الفيروسات التنفسية.
و دعا "الحداد" الدولة إلى الاستمرار في تشديد الرقابة على الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وعدم التهاون في تطبيق الغرامات على غير الملتزمين، ومنع التجمعات والاستمرار في حملة التطعيمات، مؤكدًا أن تلك الإجراءات ستخفف وتيرة الموجة الثالثة للوباء عند حدوثها، أو قد تمنع وقوعها من الأساس، مؤكدًا أهمية التطعيمات لكبار السن الذين يعدون الأكثر عرضة لتدهور حالاتهم عند الإصابة.
- أطباء أوبئة ومناعة: توقعات ببدء الموجة الثالثة في أبريل
في سياق متصل تحدث الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، عن احتمالية الموجة المترقبة في أبريل المقبل، قائلا أن هناك حالة عامة من الارتياح بين المواطنين بعد انخفاض الإصابات، دون النظر لأن الوضع في أروبا وأمريكا مغاير تمامًا، فالولايات المتحدة التي تجاوزت النصف مليون وفاة الأيام الماضية بدأت تشهد الموجة الثالثة بقوة، وبات معروفًا ان البلاد الأقل حرارة تسبقنا بخطوة، وبالتالي لو زاد التراخي في التعامل مع الوباء ستزيد الإصابات مرة أخرى.
ولفت "عنان" إلى خطورة تزامن شهر رمضان مع أبريل المتوقع فيه حدوث الموجة الثالثة، بما يعنيه من زيادة التجمعات العائلية، وما قبله من إقبال المواطنين على الأسواق لشراء احتياجاتهم، مشيرًا إلى أن تلك الفترة العام الماضي كانت "كارثية" فيما يتعلق بانتشار الفيروس، مشيرًا إلى أن التجمع في "المولات" والأسواق أخطر من التجمعات العائلية، لأن الشخص قد يخشى على صحة والديه، ويتجنب زيارتهم في حالة شعوره بأي أعراض، لكنه قد لا يتجنب النزول إلى السوق كما شاهدنا عند توقف الدراسة.