كيف يساهم أول مصنع لإنتاج مسحوق التمور في تقليل الفجوة السكرية؟
إنجاز جديد حققته وزارة الزراعة، حيث تم افتتاح أول خط إنتاج لمسحوق بودر التمور بمعهد تكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية، وهو الخط الأول في إنتاج مسحوق التمور في مصر ويتم تمويله من أكاديمية البحث العلمي، ويستخدم كبديل للسكر في المخبوزات والحلويات وأيضا في الصناعات الغذائية.
وتعد بودرة التمر من أكثر أنواع السكر الصحية، نظرًا لاحتوائها على المعادن والفيتامينات والألياف الموجودة في التمر، حيث لم يتم فصل التمر عن كافة خواصه بل تم تجفيفه وطحنه فقط.
ربط الإنتاج الزراعي والتصنيع الزراعي
وفي هذا الصدد، قال الدكتور يحيى متولي، أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث، إن أي تقدم يتحقق في المجال الزراعي وفي التصنيع الزراعي يعود بالفائدة على الميزان التجاري الزراعي المصري، والذي يعود بالفائدة في زيادة الصادرات الزراعية المصرية وزيادة في العملة الصعبة، مؤكدًا أن هذا المشروع الذي يحدث لأول مرة في مصر من المشاريع الناجحة التي تربط الانتاج الزراعي والتصنيع الزراعي وهو ما يحسن من الكفاءة التسويقية.
وأوضح أن مصر الدولة الأولى في إنتاج التمور على مستوى العالم، لذا استغلالها في التصنيع للاستفادة منها في تصنيع مسحوق السكر أمر في غاية الأهمية، بحيث يساعد في تقليل الفجوة السكرية بالاعتماد على بدائل السكر في الاستهلاك بحيث لا نحتاج إلى الاستيراد، بل ننتج ما نحتاجه للاستخدام وتوجه للتصدير كذلك.
وتابع: «من الناحية الاقتصادية الزراعية يمكن زراعة النخيل بالملايين الذي يتحمل الظروف المناخية الصعبة، حيث يمكن زراعته في الصحراء والطرق واي مكان ويتحمل ظروف نقص المياه، والاستفادة من التمور في عدة صناعات تحقق الاكتفاء الذاتي والتوجه للتصدير وبكثرة وزيادة القيمة المضافة له وزيادة الميزان التجاري الزراعي المصري».
وأضاف أن السكر يتم إنتاجه من بنجر السكر وقصب السكر والنوع الثالث الذي يعادل السكر، لكن لا يتم زراعته هنا في مصر وهو نبات الاستيفيا يستخدم في تحلية المشروبات والاستخدام البديل للسكر، ويصلح زراعته في الأراضي الحديثة، والجرام منه يساوي 10 جرام من بنجر السكر أو قصب السكر، لذا يمكن تقليل الاستهلاك من السكر من خلال هذا النبات الذي أكدت المنظمات العالمية ليس به مواد سامة ويصلح للاستخدام.
واستكمل: «هناك بدائل أخرى للسكر مثل البلح حيث يتواجد به محلول سكري، لذا عمل تصنيع أو تعصير للبلح بحيث تحصد المحلول السكري منها، وهو مثل السكر ولكن نسبه السكر ليست بنفس النسبة في زراعات السكر من البنجر والقصب، بل هو بديل له يستخدم».
وأشار إلى أن الفجوة السكرية في مصر حوالي 20% أو 30%، هي ليست نسبة كبيرة فيما يتعلق بالإنتاج والاستيراد، حيث نستورد من كوبا من نحتاجه من السكر، حيث تنتج مصر تقريبًا 4.5 مليون طن سكر في حين ما نسهتلكه هو 5 مليون طن لذا ما نستورده ليس بالكثير ولكن إيجاد بديل للسكر أمر مهم.
وأكد أنه يمكن الاعتماد على إيجاد بدائل السكر ومنها مسحوق التمور، فبدلا من بيع البلح كمحاصيل أو ثمرة يمكن استخدام المصانع في تصنيع مسحوق التمور بحيث تزيد القيمة المضافة المحاصيل الزراعية بالتصنيع، موضحًا أن الزراعة يجب أن يكون بها العديد من التصنيع الزراعي بجانب المنتج.