شاهد عيان: حمادة الفقير مات دفاعًا عن مزرعته ضد عصابة «بكر»
«إحنا العرب الجداد».. واقعة مأساوية عنوانها الغدر والبلطجة عندما دفع مالك مزرعة وصاحب محل مشويات روحه مقابل الدفاع عن بيته ومزرعته ونفسه، بعد أن أطلق 4 خفراء النار عليه لرفضه بلطجتهم وإتاوتهم في مدينة 6 أكتوبر.
انتقلت "الدستور" إلى مكان الواقعة بمنطقة «الحزام الأخضر» بمدينة 6 أكتوبر، لكشف ملابسات الواقعة وتبين أن وراء الواقعة 4 خفراء حاولوا فرض السيطرة على أرضه ومزرعته فمات شهيدًا يدافع عنها.
- تأمين الحزام الأخضر
وبلقاء مع شهود العيان أوضحوا أن أحد المتهمين يدعى «بكر» كان يمر بظروف مالية صعبة، فأحضره الشيخ «مهدى»، المسئول عن تأمين المنطقة وصاحب شركة أمن، ليعمل معه لكن بشروط عدم التعدي على أحد أو طلب أي أموال من أي شخص، وعلى الفور وافق المتهم وبدأ العمل معه وكان دائمًا يقول للناس عنه «ابن عمى الكبير»، وبدأ المال يكثر في يده ويقف على قدميه لكن الشيخ لم يعلم أنه صنع المعروف في غير أهله.
وتبين أن «بكر» ذهب إلى مسقط رأسه بقرية أبو رجوان، بمنطقة البدرشين، وجمع مجموعة من الرجال الخارجين عن القانون وإعطاؤهم أسلحة، وبدأ يحاول فرض السيطرة وإخضاع الجميع له لإجبارهم على دفع "إتاوة" نظير حمايتهم من شره، وبدأ بالمقاولين فى المنطقة حيث وصل به الأمر إلى إيقاف أحد المشروعات.
-افتراء وبلطجة
وقال الشهود إن الشيخ مهدي ذهب بنفسه وحرر ضده عدة محاضر يتهمه بالبلطجة بسبب افترائه على أهالي المنطقة وكان آخرهم الحاج حمادة الفقير، الذي كان لديه مزرعة تبلغ 20 فدانًا والجميع يعرف عنه الكرم وطيب السمعة.
وتبين أن يوم الواقعة اتصل أحد الخفراء على «حمادة الفقير»، يخبره بأنه أمسك أحد اللصوص يسرقون ليمون، وعندما سألهم عن هويتهم قالوا: «إحنا العرب الجدد تبع الحاج بكر، ونعمل أي حاجه إحنا عاوزينها».
- سرقوا ليمون من المزرعة
ولأن الحاج حمادة كان بالقرب من المزرعة توجه لها، وبمناقشة اللصوص أخبروه أنهم سيتولوا حراسة الأرض بدلًا من الخفراء الخاصين به، ومطلوب منك مبلغ معين لدفعه كل شهر مقابل حماية الأرض، ولكنه لم يقتنع وطلب مهاتفة الحاج مهدي فهو قريب وصديق له منذ شراء المزرعة ولم يطلب منه مليمًا مقابل حماية المزرعة.
- رصاصة في الهواء
وأضاف الشهود أن «حمادة» تركهم وبدأ في اتصاله بعيدًا عنهم لكن تبعه أحد المتهمين وأخبره أنهم هاتفوا الشيخ مهدي، وعندما ذهب معه حتى وصلوا أمام فيلته وجد آخرين يحملون أسلحة نارية في أيديهم فشعر بالغدر منهم وأخرج سلاحًا ناريًا مرخصًا من جيبه وأطلق أعيرة في الهواء، ولكن المتهمين طلبوا منه إلقاء السلاح في الأرض وأطلقوا عليه طلقات في الرأس وحطموا سيارته وأشعلوا النيران في منزله فى تلك اللحظة، كان هناك صاحب مزرعة عندما سمع صوت الرصاص ذهب إلى فيلا الضحية بعدما هرب المتهمين حمله داخل السيارة بمساعده السائق وتم نقله إلى مستشفى لكنه كان فارق الحياة.
وكان قد تلقى قسم شرطة أكتوبر ثان، برئاسة المقدم إسلام سمير إخطارًا من إدارة شرطة النجدة بسماع دوي طلقات نارية ووجود قتيل بنطاق القم، ووجه اللواء عاصم أبوالخير، مدير المباحث الجنائية بالجيزة، بسرعة انتقال قوة أمنية إلى مكان البلاغ للوقوف على ملابسات الواقعة وظروفها ودوافعها.
وانتقلت قوة أمنية إلى مكان البلاغ برئاسة العقيد فوزي عامر، وبالفحص والمعاينة تبين مقتل حمادة الفقير صاحب مشويات "الفقير" متأثرًا بإصابته بطلق ناري.
وعقب تلقي البلاغ أجرت النيابة العامة معاينة تصويرية لمكان الواقعة، وقررت عرض الجثة على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وتحفظت على فوارغ الطلقات، وطلبت تحريات المباحث للقبض على المتهمين.