منفذو مبادرة 100 مليون صحة لمتابعة مرضى العزل المنزلي يتحدثون لـ«الدستور»
حاولت الدولة منذ بدء جائحة كورونا في مصر مارس الماضي، توفير المساعدات اللازمة للمصابين في مستشفيات العزل، ومع زيادة الأعداد بما يفوق طاقة المستشفيات على الاستيعاب، قررت وزارة الصحة عزل بعض الحالات البسيطة والمتوسطة في منزلها مع توفير بروتوكول العلاج لها مجانًا وتوصيله حتى المنزل ومتابعة الحالات تليفونيًا حتى ظهور سلبية المسحة.
ومع بداية انتشار الموجة الثانية في نوفمبر الماضي، حاولت الدولة إيجاد طرق بديلة للوصول للمصابين وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة بسرعة تتيح توفير العلاج لهم، لتقليل معدلات الوفيات بينهم بما أنهم الفئة الأكثر تضررًا من الفيروس، فأطلق الرئيس مبادرة 100 مليون صحة لمتابعة حالات العزل المنزلي لمرضى كورونا.
ومع بداية الشهر الجاري تم إطلاق المبادرة في ثلاثة محافظات وتعميمها تدريجًا في باقي المحافظات من خلال مديريات الصحة، "الدستور" تواصلت مع المنفذين للمبادرة في أكثر من محافظة للوقوف على كيفية تطبيقها.
ـ محمد عاطف: 100 مليون صحة ساعدت في اكتشاف الحالات في بدايتها
قال محمد عاطف، مراقب صحي بإدارة قويسنا الصحية التابعة لمحافظة المنوفية، إن مبادرة 100 مليون صحة ساعدت في اكتشاف المصابين بفيروس كورونا منذ البداية وإتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير العلاج المناسب، موضحًا أن وجود السيارات المتنقلة التابعة لمبادرة 100 مليون صحة في القري للكشف عن الأمراض المستعصية، أصبحت توفر كشفًا أيضًا للمشتبه في إصابته بالفيروس.
وتابع: "أي مواطن يقوم بالتوجه للكشف سواء للضغط أو السكر أي الأمراض المعتادة، إذا ظهور عليه سخونية أو أي أعراض اشتباه بكورونا يتم إبلاغ الوحدة الصحية ويتم متابعته بصورة مستمرة حتى التأكد أنه غير مصاب أو أن إصابته تأكدت بالفعل بكورونا وعندها يتم توفير بروتوكول العلاج له في العزل المنزلي.
وعن دوره في متابعة المصابون بالفيروس، قال: "في الوقت الحالي من يتم عزله في مستشفى حكومي أو التابع للتأمين الصحي أو من يتم الإبلاغ أنه في عزل منزلي لأنه اشتباه في كورونا أقوم بالمتابعة معه حتى يتماثل الشفاء، موضحًا " يتم التبليغ في كل إدارة في كل مركز أو مدينة أن عدد أشخاص بأسمائهم محجوزين في محل سكنهم في العزل المنزلي تبع الادارة الخاصة، ثم يتم توزيع الأماكن حسب المراقبين الصحيين الموجودين مع الطبيب المكلف".
واستكمل: نحصل على أسماء المخالطين للشخص الذي تم وضعه في العزل المنزلي والمتابعة المستمرة بالتليفون للأعراض سواء للمريض أو المخالطين أو إذا ظهرت أعراض جديدة عليهم وتستمر هذه المتابعة حتى 28 يوم، مضيفًا أنه إذا تم الإبلاغ أن شخص ما تفاقمت أعراضه نقوم بإجراء الكشف عليه واذا كان في حاجة إلى جلسات اكسجين نقوم بتوفير اسطوانات اكسجين له مع الطب العلاجي، وكذلك توفير العلاج الذي يحتاجه وإيصاله إلى منزل الحالة التي تحتاجه.
وأضاف: دورنا يرتكز على الإشراف على الحالة منذ الإبلاغ عنها اشتباه كورونا أو مصابة بكورونا بالفعل وتم وضعها في العزل المنزلي وحتى تتماثل الشفاء.
ـ أحمد السيد: قاعدة بيانات 100 مليون صحة تفيد في الحد من انتشار الفيروس
قال أحمد السيد، مراقب صحي في إدارة غرب أسيوط، إنه تم إبلاغهم بالاعتماد على قاعدة البيانات الخاصة بمبادرة 100 مليون صحة لمتابعة كبار السن والحوامل الذين قاموا بإجراء الكشف الطبي، لأنهم الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد لذا متابعتهم من البداية يساهم في اكتشاف الحالات المصابة قبل أن تتدهور وتصيب غيرها من المخالطين لها، متابعًا أنه يتم إرسالهم إلى مستشفيات التقييم لمعرفة درجة حالتهم في حالة ظهور أي أعراض تشابه البرد أو المعروفة للتشخيص بكورونا، وفي حالة الاشتباه أو التأكيد أنه مصاب يتم إعطائه بروتوكول العلاج المتبع ومتابعته بصورة يومية.
وأضاف السيد أن أي مريض يذهب إلى المستشفى لتلقي العلاج أو الكشف ويتم الاشتباه بإصابته بفيروس كورونا سواء اشتباه أو تأكيد يتم تحويله إلى مستشفيات التقييم، بحيث يتم التأكد من أن لديه أعراض مشابهه لتعريف الحالة الخاصة بكورونا وعمل أشعة له وتحاليل وصورة دم كاملة وتحليل للجلطات، مضيفًا أنه في حالة تشابه الأعراض مع اعراض فيروس كورونا يتم تسجيله على أنه اشتباه، ولا تتأكد الحالة الا من خلال المسحة PCR، ومن لديه أعراض شديدة بحيث تكون نسبة الإصابة تصل إلى 70%، يتم نقله الى المستشفى وتسجيله على البرنامج الذي خصصته وزارة الصحة لتسجيل حالات فيروس كورونا.
وتابع: يتم متابعته من خلال العزل المنزلي بشكل يومي من فريق العزل المنزلي وتوفير بروتوكول العلاج الخاص للحالة ومتابعته لرصد تحسن الاعراض سواء بدأت في التعافي أو إذا أصبحت حالته أشد صعوبة، يتم تحويله الى مستشفى العزل في حالة شديدة الاصابة، ويتم حصر المخالطين لهذا المريض وتستمر هذه المتابعه حتى عشره ايام.
واستكمل أنه تم توفير جهاز قياس نسبة الاكسجين للاشخاص المشتبه بهم في الاصابة بفيروس كورونا وبالأخص لحالات كبار السن المسجلين وفق قاعدة بيانات الإدارة لأنهم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وفي حالة احتياجه إلى جلسات اوكسجين يتم التوجه إلى أقرب مشفى مجاور لمنزله للحصول على هذه الجلسات.
وقال السيد إنه تم تخصيص رقم خط ساخن خاص بكل ادارة للاستفسارات أو التبليغ عن تدهور حالة أحد المصابين بفيروس كورونا وهو في العزل المنزلي أو إصابة أو ظهور بعض الأعراض على المخالطين، بحيث يتم اتخاذ الاسعافات الاولية اللازمة سواء بالعزل وتوفير بروتوكول العلاج المناسب له أو في الجلسات التي يحتاجها.
ـ محمد: نتولى متابعة المصابين والمخالطين وتوفير الأدوية والمطهرات لهم
مع بداية انتشار فيروس كورونا أضيف لمحمد إبراهيم مراقب ترصد أمراض معدية، وظيفة جديدة وهي متابعة المخالطين للمرضى، ثم متابعة الحالات المعزولة منزليًا، ومع إنطلاق مبادرة الرئيس 100 مليون صحة لمتابعة المصابين في العزل المنزلي، كان محمد واحدًا من الفريق الذي يتولى المتابعة في محافظة الغربية.
وأوضح تبدأ متابعة المرضى بتواصل قسم ترصد الأمراض المعدية بالإدارة الصحية معي وتبلغني بوجود مصاب وعنوانه، بعد أن تعطيها مستشفى العزل خبرًا بوجود مصاب بالفيروس في نطاق الإدارة، ويذهب فريق طبي مكون من مراقب صحي وتمريض وطبيب للمريض، مشيرًا إلى أننا نقدم للمصاب والمخالطين له النصائح والإرشادات اللازمة خلال فترة مرضه وكيف يتجنب المخالطين له انتقال العدوى لهم بعزل المصاب في غرفة بمفرده واستخدام المطهرات في تنظيف الأسطح والحرص على نظافة اليدين وارتداء الكمامة للتواصل مع المعزول، ونعطي له بروتوكول العلاج المخصص لحالته، مع بعض المطهرات.
وتابع نتواصل مع المريض يوميًا حتى يتماثل الشفاء ونتابع أيضًا المخالطين له لمدة 14 يوم لنتأكد من عدم ظهور أي أعراض عليهم توحي بانتقال العدوى لهم.
وأوضح محمد"عملنا مرهق جدًا ونعمل أحيانًا لأكثر من 16 ساعة متواصلة خاصة مع زيادة الأعداد في الشهرين الأخيرين، مشيرًا منذ نهاية يونيه الماضي تناقصت الأعداد كثيرًا وكنت أتابع حالة أو حالتين على الأكثر في اليوم، أما الآن فتضاعفت الأعداد بصورة كبيرة.
وعن الاختلاف بين متابعة الحالة المنزلية قبل وبعد مبادرة 100 مليون صحة، قال قبل المبادرة كان يتم متابعة الحالة والمصابين تليفونيا في أغلب الأوقات مع توفير بروتكول العلاج والمطهرات فقط، أما الآن فالفريق المخصص للمتابعة يتولى قياس الأكسجين في الدم لمتابعة تطور الحالة لحظة بلحظة وتوفير الأكسجين لها عند الحاجة لتجنب تدهور الحالة.
ـ أحمد خضر: استطعنا عمل حصر يومي للمصابين بمساعدة قواعد بيانات ١٠٠ صحة
وقال أحمد خضر، مراقب صحي في إدارة غرب اسيوط، إن الهدف من استخدام قاعدة بيانات مبادرة 100 مليون صحة اكتشاف المصابين من البدايه قبل أن تظهر عليهم اعراض شديدة يمكن السيطره عليهم بحيث يمكن الحد من انتشار الفيروس.
وأوضح خضر أن الفرق بين الموجة الأولى أنه لم تك هناك قاعدة بيانات مسجلة للمصابين أو المخالطين، ولكن في الموجة الثانية يتم عمل حصر شامل يوميا للمصابين والمخالطين بحيث يتم توفير كافة العلاجات اللازمة لهم والمتابعة في العزل المنزلي، مضيفًا أنه في الموجة الثانية تم الاعتماد على قاعدة البيانات المسجلة في مبادرة 100 مليون صحة، بحيث يتم التبليغ عن التبليغ عن المصابين والمقاولين لفيروس كورونا.
وتابع: أي مريض في هذا الوقت يذهب إلى المستشفى أو الوحدة الصحية، يشتبه فيه بوجود أعراض تمثل الاصابة أو الاشتباه بفيروس كورونا المستجد يتم التبليغ به ويتم إدراجه في قاعدة البيانات وأنه مسجل في حالة العزل المنزلي ومتابعته بصورة يومية للاطمئنان عليه وعلى تطور حالته أو تعافيه، كذلك الاطمئنان على المخالطين له.
ـ على: كنا خط المواجهة الأولى منذ بداية الأزمة وحتى الآن
على مسعد مراقب صحي، رأي أن الهدف من تطبيق مبادرة 100 مليون صحة هي تقليل عدد الوفيات الناتجة عن الإصابة بالفيروس وعمل حصر دقيق للمصابين، لذا تختلف طريقة عملنا عن مبادرة العز ل المنزلي التي طبقتها وزارة الصحة في الموجة الأولى لفيروس كوررنا.
وأوضح: "مبادرة 100 مليون صحة توفر فريق طبي متكامل من طبيب وتمريض ومراقب صحي، يذهب الفريق للمرضى حتى منازلهم، ويتم الكشف على المريض ومتابعة الأعراض الإكلينيكية وإذا وجد الطبيب الحالة خطرة يقوم بتحويلها لمستشفى العزل أما إذا كانت متوسطة أو بسيطة يتم متابعتها بصورة دورية في المنزل، وقياس الحرارة والأكسجين لها يوميًا.
وتابع في مبادرة العزل المنزلي التي تم تطبيقها في الموجة الأولى للفيروس كانت مهمتنا توصيل بروتكول العلاج للمعزولين فقط، إنما متابعة الحالة والمخالطين لها كانت تتم عن طريق التليفون حتى تظهر نتيجة المسحة سلبية.
وعن طبيعة تعامل المرضى والمخالطين لهم مع الفرق الطبية التي تتابع العزل المنزلي، قال"المواطنون فهموا طبيعه المرض والاجراءات الاحترازية المتبعة وقل الخوف عندهم عند بداية انتشار الفيروس، مما جعل التعامل معهم أسهل، مشريًا قديمًا كان المصابون والمخالطين يشعرون بنوع من الخزي والعار بسبب إصابتهم وانعكس ذلك على دقة المعلومات التي كنا نحصل عليها منهم".
واستطرد: "المراقبون منذ بداية الأزمة وهم في خط الدفاع الأول وتحولت أدوارهم من التقصي عن الحالات المخالطة للمصابين، إلى توصيل بروتوكول العلاج للمصابين في العزل المنزلي، إلى الاعتماد عليهم كجزء من الفرق الطبية المنفذة لمبادرة الرئيس 100 مليون صحة لمتابعة العزل المنزلي"، موضحًا: "عملنا من أول يوم في الأزمة حتى اليوم ولساعات طويلة تصل إلى 24 ساعة في بعض الأحيان، وسنظل هكذا حتى تمر الغمة".