كيف يحمي المتعافون أنفسهم من أعراض ما بعد كورونا؟
اشتكى بعض المتعافين من فيروس كورونا المستجد من ظهور بعض الأعراض التي كانوا يعانون منها عند الإصابة والتي تمثلت في ضيق تنفس وألم في العضلات وكذلك ارتفاع طفيف درجة الحرارة، والبعض يعاني من التعب بمجرد الصعود للسلم، الأمر الذي دعا الأطباء إلى ضرورة الالتزام بنفس الإجراءات الاحترازية الوقائية واتباع العلاجات الطبية التي كانوا يتناولونها مع ضرورة تعزيز الصحة العامة لتجنب هذه الأعراض.
قال الدكتور عبد اللطيف المُر استاذ الصحة العامة بجامعة الزقازيق، نائب رئيس الجمعية المصرية لإدارة وجودة وحوكمة الرعاية الصحية، إن الغالبية العظمى من مرضى كوفيد 19 (تصل نسبتهم إلى 80%) قد لا يشعرون بالأعراض التي كانت تصاحبهم أثناء إصابتهم بالفيروس إطلاقًا أو قد يعانون من أعراض خفيفة تشفى تلقائيًا، وهؤلاء المرضى لا يشعرون بأي أعراض بعد التعافي.
أضاف أن نسبة مَن يتوفون من المرض تبلغ نحو 5%، ويتبقى عدد من المرضى هم مَن يشعرون بأعراض متوسطة أو شديدة وتبلغ نسبتهم 15%، وهؤلاء قد يشعر البعض منهم باستمرار بعض الأعراض حتى بعد التعافي ولفترة ليست قصيرة، محذرًا من وجود احتمالات للإصابة مرة أخرى بالفيروس وإن كانت نادرة.
أوضح المُر، لـ"الدستور"، أن الحالات التي أصيبت بشكل شديد وقوي هى تلك التي قد تعانى بعد التعافي لفترة من بعض الأعراض لفترة قصيرة فقط، وتشفى في الغالب، ولمساعدتهم على الشفاء وعدم المعاناة ينصح بعدة إرشادات.
وتابع "أولًا الحرص على المتابعة الطبية مع الطبيب وثانيًا ضرورة تعزيز الصحة من خلال تناول الغذاء المتوازن الذي يحتوي على الفواكه والخضروات ويقلل من الدهون والمقليات، وتكون كمية السعرات بكمية تتوازن مع قدر السعرات المطلوبة لكل فرد وشرب المياه والسوائل لا تقل عن 10 أكواب في اليوم.
واستكمل أنه يجب ممارسة الرياضة البدنية يوميًا والابتعاد تمامًا عن التدخين، والتوقف عن القلق وتعلم طرق الاسترخاء لمحاربة القلق والتوتر، وأخذ قسط من النوم كافي يصل إلى 8 ساعات في اليوم.
وأكد ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية الوقائية والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة، بحيث لا يتعرض المتعافين للإصابة مرة ثانية؛ لأن هناك دومًا احتمال للإصابة.
وقال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، إن المتعافين من فيروس كورونا يجب أن يلتزموا البروتوكول العلاج المتبع حتى بعد التعافي، لاكتمال تعافيهم بشكل كامل حتى وإن ظهرت مسحة pcr بالسلب، مؤكدًا أهمية رفع الحالة المناعية للجسم، لتجنب الإصابة بفيروس كورونا لمرة ثانية وهو احتمال ممكن حدوثه، وكذلك التعافي من متلازمة مع بعد كورونا، خاصة وأن أعراضه تتشابه مع أعراض الانفلونزا والبرد.
وأوضح عز العرب، لـ"الدستور"، أنه يجب الالتزام باتباع الاجراءات الاحترازية الوقائية بارتداء الكمامة بالشكل الصحيح وغسل الأيدي بصورة مستمرة، والتهوية الجيدة للمكان الذي يمكث فيه المتعافي أو حتى الشخص الذي لم يصاب؛ لأن أمراض الجهاز التنفسي تزداد اصابتها في الأماكن شديدة البرودة، لذلك يأتي الدور الأساسي لتعزيز جهاز المناعة بتناول الغذاء المناسب، وعدم تعاطي الأدوية التي تقلل من المناعة، خاصة المضادات الحيوية.
وواصل أن تناول الغذاء المناسب الذي يحتوي في عناصر البروتين والحديد والفيتامينات وعناصر من شأنها رفع المناعة يساهم بصورة كبيرة في تقوية جهاز المناعة والتحصين ضد الاصابة بكوفيد، وكذلك شرب العصائر الطازجة هي العلاج الأمثل، وتجنب تناول الادوية الكيميائية التي لم يتم صرفها بروشتة طبيب، خاصة المضادات الحيوية التي تضعف من جهاز المناعة وتجعله فريسة سهلة للاصابة بفيروس كورونا.
وقال الدكتور وائل منسي، طبيب مكافحة عدوى، إن أعراض المصابين بفيروس كورونا أصبحت أشد صعوبة وضررًا مع الموجة الثانية للوباء، لا بدّ من الحذر الشديد والتزام المنزل وتجنب الخروج إلا للضرورة، مع ضرورة الالتزام بإرتداء الكمامات في حالة الخروج ويجب أن تكون ذات الاستخدام لمرة واحدة.
وأكد ضرورة الامتناع عن التدخين؛ لأنه يجعل صاحبها أكثر عرضه للإصابة بخطر فيروس كورونا للمرة الثانية مهما كانت فئته العمرية بسبب ما يسببه من ضعف لجهاز المناعة، مشددًا على ضرورة عدم أخذ أي مضادات حيوية دون الرجوع لطبيب، خاصة أنها لن تفيد حال الاصابة بكوفيد -19؛ لأنه فيروس والمضادات الحيوية للميكروبات فقط.