كيف تنقذ «شتي في مصر» السياحة في موجة كورونا الثانية؟

أطلقت وزارة السياحة مبادرة «شتي في مصر» بالتزامن مع إجازة نصف العام، بهدف الترويج للسياحة الداخلية، بحيث تشمل تخفيضات كبيرة على تذاكر الطيران والإقامة في مختلف الفنادق المشتركة تشجيعًا على قضاء عطلة نصف العام في المقاصد السياحية المنتشرة بربوع مصر.

وفي تصريح للدكتور عاطف عبداللطيف عضو جمعية مستثمرو السياحة بجنوب سيناء، أكد أن هذه المبادرة ستستمر حتى نهاية شهر فبراير المقبل، وتهدف إلى إتاحة الفرصة أمام المواطنين المصريين لزيارة المدن السياحية بأسعار معقولة، وإنعاش الحركة بالفنادق لتمكينها من دفع رواتب العاملين في ظل التراجع الكبير في الحركة السياحية الوافدة من الخارج.

شركات السياحة صاحبة الدور الأكبر في التسويق
قال علاء الغامري، الخبير السياحي، إن قيام مبادرة شتي في مصر على الفنادق فقط لن يجعل بها محور جذب، فكان يجب أن تضم داخلها شركات السياحة أيضا فهي المسوق الأصلي للسياحة في كل مكان في العالم بحيث تستطيع تقديم العروض للسياح داخليًا.

وأوضح الغامري في تصريح لـ«الدستور»، أن السائح الأجنبي تعامله مع الشركات الأجنبية، لكن العميل المصري هو من ينشط السياحة في الوقت الحالي ويتم ذلك من خلال شركات السياحة المصرية، لذا تجاهل هذه الشركات في الصورة وإعطائها بعض الميزات، خاصة أن هناك أسعارا تحصل عليها الشركات تكون أقل من الفنادق فكانت ستكون داعمة للمبادرة.

وتابع: أن الدعم الذي تم تقديمه من شركات الطيران للمبادرة سيسهم بشكل فيها وهو الدعم الحقيقي للمبادرة، وشركات السياحة كان سيكون لها تأثير إيجابي فيها، خاصة أن هناك أكثر من 1600 شركة على مستوى مصر غير الفروع الخاصة بكل شركة المنتشرين في أنحاء الجمهورية، وكل هذه المقرات إذا شاركت في التسويق للمبادرة كانت ستلقى صدى هائلا وضخما للاستجابة.

واستكمل: أن مشاركة الفنادق في المبادرة لضمان استمرار العمل خلال الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد، ولكن من سيسوق لها هي شركات السياحة فهي من تحفز الزبون على السفر التي تقدم الإعلانات بشكل مميز يتوافر فيه عناصر الجذب والبرامج المميزة التسويقية التي تحث العملاء على السفر.

وعندما يجد العميل برنامجا متكاملا سواء في الفندق أو في أماكن يذهب إليها للتجول ورؤية معالم أثرية وسياحية مميزة من خلال هذه الشركة، سيكون لها دور أكبر في دعم المبادرة ونجاحها بشكل أكبر.

المصري أولى ببلده لقضاء عطلة الشتاء
قال مجدي سليم، الخبير السياحي، إن هدف المبادرة هو مخاطبة السياحة الداخلية بحيث نشجع المصريين على قضاء الشتاء هنا في بلدهم وكان الأفضل أن تُسمى شتي في بلدك بحيث يقضي إجازته في الشتاء في بلده، وتحث المصري أنه في حالة رغب أن في السياحة فبلده أولى به بمقوماتها السياحية الضخمة التي تجذب السياح من الخارج.

وأوضح «سليم» أن التحفيز على السياحة الداخلية أمر طبيعي، لكن في ظل هذه الأزمة لفيروس كورونا المستجد تكون الإجراءات الاحترازية الوقائية خير دليل على إمكانية توفير الأمان المطلوب لهم، مضيفا: «سيكون أي شخص خائف غلى نفسه وعلى أسرته في ظل هذا الوباء، خاصة أن الحالة الاقتصادية عقب الوباء أصبحت صعبة تجعلهم يفكرون كثيرًا قبل أن يتوجهون للسياحة».

وتابع: أن هذه المبادرة لن يكون في الوقت الحالي بل سيكون بعد اطمئنان المواطنين أن هناك أمانا ولا يوجد أي عدوى من الوباء، وهو ما ستسهم في الترويج لهم الإجراءات الاحترازية التي تتبعها الفنادق خلال المبادرة.

ومنحت وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار تخفيضا بنسبة 50% على أسعار تذاكر المصريين الكاملة بالمناطق والمتاحف الأثرية المفتوحة للزيارة بمحافظات قنا والأقصر وأسوان، خلال شهري يناير وفبراير 2021.

وأعلنت شركة مصر للطيران مشاركتها في المبادرة من خلال طرح أسعار تنافسية على أسعار رحلاتها الداخلية إلى المدن السياحية المصرية، بأسعار تبدأ من 1500 جنيه مصري شاملة الضرائب والرسوم للذهاب والعودة.