«مهران» يتحدى مرض التوحد ويطور التعليم فى الصعيد
في قريته الصغيرة بدأ أحمد مهران معاناته مع مشكلات صحية عدة رافقته عند مولده وحرمته من طفولته، عاش معها تحت وطأة عزلة إجبارية خشية التنمر عليه كلما خرج من منزله، حيث تلاحقه نظرات الآخرين التي تخترق جسده الصغير، لذلك قرر مصاحبة كل شيء باستثناء البشر.
يقول "مهران"، في تصريح خاص لـ"الدستور"، إنه وُلد بمشكلات صحية في العظام وصعوبة في السمع تركت أثرًا فى قدرته على التخاطب، مما أدى إلى جلوسه في منزله وحيدا بدون بشر لا مكان للعب والضحك مع أقرانه حتى تمضي به الأيام متشابهة ويكتشف ذاته، حيث شخصه الأطباء بنوع من التوحد وأطلق عليه الزملاء في الدراسه "مهران الغريب المتوحد"، لكن مع ذلك التوحد اكتشف "مهران" موهبته عن طريق الصدفة، حيث يقول: "كنت بفهم الدروس من أول مرة مش بحتاج إلى إعادة".
حصل "مهران" على الثانوية بمجموع عالٍ أهله للالتحاق بكلية الصيدلة، واستمر في علاجه خلال سنوات الدراسة، مما ساعده على خوض شوط كبير في رحلة علاجه في مشكلات التخاطب، وتحسنت حالته الصحية والنفسية حيث عرف في محافظته بأفكاره التي يسعى لترويجها لتطوير التعليم.
من شاب مصاب بمرض "التوحد" إلى شخص ناجح في مجال التعليم، حيث صمم أكثر من 4 برامج تعليمية تساعد الطلاب في دراستهم، وبدأ في تصميم البرامج منذ عام 2017، وبجانب ذلك اقترح طرقًا وأنظمة للتعليم تساعد طلاب الصعيد، وتمت تجربتها وتطبيقها في أكثر من 100 مشروع تعليمي، درب وعلّم نحو 6000 شخص بعدد ساعات تدريبية يتجاوز 1600 ساعة تدريبية في محافظات مختلفة في مصر.
كما أسس مبادرة "أنا البطل" لتطوير التعليم في جنوب الصعيد، وتم تكريمه من محافظة سوهاج في عام 2017، ويختم حديثه قائلا: "مهم جدا تؤمن بنفسك وبحلمك ولا تفرط فيه".