أردوغان يستبيح تركيا.. انهيار جديد لليرة وقرارات ضد إرادة الشعب
بعد الأزمة الإقتصادية الطاحنة التي تعيشها تركيا، بسبب انهيار الليرة التركية، فضلا عن إعلان الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية باهظة على واردات الحديد والصلب التركية، وهو ما يمثل ضربة للقطاعات الصناعية في البلاد، لا سيما بعد أن تسببت جائحة فيروس كورونا بتدهورها بشكل كبير على مدار العام الماضي، لا زال الرئيس التركي يستبيح فرض سلطاته ونفوذه بالرغم من المظاهرات الطلابية ضد قراراته، وأصبح الاتهام بالإرهاب والخيانة أسرع اتهام يصف به أردوغان المناوئين له.
◄ انهيار جديد لليرة التركية أمام الدولار
حيث سجل سعر صرف الليرة التركية انخفاضًا جديدًا أمام الدولار الأمريكي، في بداية العطلة الإسبوعية أمس السبت، وارتفع سعر صرف الدولار من 7.30 إلى 7.37 ليرة تركية، كما ارتفع سعر صرف اليورو من 9 إلى 9.02 ليرات، فيما انخفض سعر جرام الذهب من 462 ليرة إلى 438 ليرة.
ويأتي تراجع الليرة التركية اليوم في إطار تأثر الأسواق المصرفية في العالم باضطرابات تسليم السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تراجع صرف الدولار أمام الليرة التركية، خلال تداولات الخميس الماضي وبلغ سعر الدولار 7.26 ليرة مقابل 7.35 ليرة يوم الأربعاء.
◄ الاتحاد الأوروبي يفرض رسوما على واردات الحديد والصلب التركية
قالت صحيفة "آراب نيوز" أن إعلان الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية باهظة على واردات الحديد والصلب التركية، يمثل ضربة للقطاعات الصناعية في البلاد، لا سيما بعد أن تسببت جائحة فيروس كورونا بتدهورها بشكل كبير على مدار العام الماضي.
وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أمس الجمعة، أن الإجراءات الحمائية المتزايدة التي يسعى الاتحاد الأوروبي فرضها على سوق التصدير الرئيسية لتركيا أدت إلى تفاقم تدهور سوق الصلب المحلي، متوقعة أن تساهم الرسوم الجمركية المرتفعة على الحديد التركي في تقليل هوامش ربح الشركات التركية وتثنيها عن المنافسة في الأسواق الأوروبية.
وأوضحت أنه على مدار العام الماضي، ضربت أزمة فيروس كورونا العديد من القطاعات الصناعية في تركيا، بما في ذلك قطاع الصلب، الذي أوقف الإنتاج في أبريل، مما أدى إلى انخفاض حاد في إنتاج الصلب الخام في البلاد، ومن المتوقع أن يتقلص قطاع البناء التركي، وهو عادة أكبر صناعة تستخدم للصلب في البلاد.
وأشارت إلى أن قطاع الصلب في تركيا، المعرض لتقلبات أسعار الصرف والتغيرات في أنماط التجارة العالمية، يعتمد بشكل أساسي على صادرات منتجات الصلب ويصدر عادة 50% من إجمالي إنتاجه كل عام.
ونوهت في تقريرها إلى إنه في عام 2018، رفعت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية بنسبة تصل إلى 50% على واردات الصلب من تركيا، مستشهدة بأسباب تتعلق بالأمن القومي، مما تسبب في خسائر كبيرة لمصدري الصلب الأتراك ودفع أنقرة للرد من خلال تطبيق تعريفات جمركية متساوية على بعض المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة.
وأعلن الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية باهظة على الحديد التركي- الذي اتبع سلوك الإغراق للوصول إلى المستهلكين في القارة العجوز- اعتبارا من أمس الجمعة، وتتراوح الرسوم بين 4.8% و7.6%، وستؤثر في شركات تركية هي إردمير وإسدمير وتشولاكولو ميتالورجي وهاباش، وستطبق الرسوم لستة أشهر يفترض أن يكتمل التحقيق خلالها.
واستند القرار إلى تحقيق جار بشأن الإغراق، حيث أسفرت الشكوى الذي قدمها اتحاد مصنعي الصلب الأوروبي في 31 مارس من العام الماضي بشأن انخفاض أسعار واردات اللفائف الساخنة التركية إلى الاتحاد الأوروبي عن تحقيق تم إطلاقه في مايو.واحتوت الشكوى على أدلة كافية على الإغراق والضرر الاقتصادي الناتج، كما يجري تحقيق منفصل لمكافحة الدعم ضد منتجات الحديد والصلب التركية.
◄ العزلة والخوف من العقوبات دفع أردوغان لتخفيف حدة مواجهتها مع فرنسا
قالت صحيفة "آراب ويكلي" أن الازمة الاقتصادية التي تعيشها تركيا وخوفها من فرض العقوبات الأوروبية والأمريكية عليها، إلى جانب شعورها بالعزلة، دفع حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان لمهادنة فرنسا واعلان الاستعداد لتطبيع العلاقات بين البلدين.
ولفتت الصحيفة إلى أن تركيا تشعر بعزلة كبيرة إقليمية ودولية انعكست على الداخل التركي، لذلك تسعى لتخفيف من حدة هذه العزلة وتأثيرها عبر محاولة التقارب مع بعض الدول التي تقود جهودًا لفرض عقوبات أوروبية على أنقرة ردًا على سياساتها الخارجية الاستفزازية، وعلى رأس هذه الدول فرنسا.
وتابعت ان حكومة أردوغان تحتاج لتخفيف جبهات المواجهة وحدة التوترات القائمة مع مع شركائها الأوروبيين، وحلفائها في "الناتو" بينما تكابد لاستعادة توازناتها المالية في الوقت الذي شهد اقتصادها تدهورا حادا في ظل العزلة الدولية وتأثيراتها خاصة أنها ترافقت مع عقوبات أوروبية وأمريكية مؤثرة.
واشارت "آراب ويكلي" إلى إنه في الشهر الماضي، أعد الاتحاد الأوروبي إجراءات عقابية بشأن نزاع تركيا مع اليونان وقبرص حول حقوق الموارد البحرية في شرق البحر المتوسط، لكنه قرر تأجيل الإجراءات حتى مارس المقبل على الرغم من دفع فرنسا في وقت سابق لفرض عقوبات على أنقرة.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، أعلن أن بلاده مستعدّة "لإعادة العلاقات إلى طبيعتها" مع فرنسا رغم التوتّر الشديد بين البلدين على مستوى عدة ملفات، مشيرا إلى إنه اتفق مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان على "خارطة طريق" بهذا الشأن.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي في ختام لقاء مع نظيره البرتغالي أوغوستو سانتوس سيلفا، في لشبونة أول أمس الخميس، أن أنقرة مستعدة لتحسين العلاقات مع حليفتها في حلف شمال الأطلسي إذا أبدت باريس الرغبة نفسها، موضحا أن لمحادثات تسير بشكل جيد بين البلدين.
◄ خريجو جامعة بوغازيتشي يصدرون بيانا مشتركا يدينون قرار أردوغان
لا تزال أصدار أزمة تعيين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وصي من حزب العدالة والتنمية الحاكم، رئيسًا لجامعة بوغازيتشي مستمرة وتثير الاحتجاجات والتنديدات في الأوساط الأكاديمية وعلى مستوى الشارع، حيث أصدر مجموعة من خريجي الجامعة المرموقة، بمن فيهم الكتاب والفنانين، بيانًا مشتركًا يدينون فيه القرار.
وبحسب صحيفة "بيانت" التركية، أصدر 63 خريجا من خريجي جامعة بوغازيتشي، بيانًا مشتركًا ضد تعيين رئيس جامعي مؤيد للحكومة رئيسا للجامعة، واصفين القرار بأنه من شأنه أن يضر بالقيم التقليدية والمبادىء التي مثلتها الجامعة لمدة 150 عامًا، وأبرزها عدم تعرضها لأي تأثير أو ضغط يجعلها أداة سياسية في يد الحكومة يمكن أن تؤثر على استقلاليتها.
ونقلت الصحيفة عن خريجي الجامعة قولهم في البيان "من الضروري لاستقلالية الجامعة أن تتمتع اللجان المنتخبة ديمقراطيًا والإداريين الأكاديميين بسلطة اتخاذ القرار".
وأضافوا: "يجب أن يتم اختيار المسؤولين الأكاديميين ومديري المؤسسات التعليمية عن طريق الانتخابات وليس من خلال التعيينات، فمن شروط الحرية العلمية والإبداعية أن تحدد الجامعات، كمؤسسات دستورية مستقلة، برامجها الأكاديمية وبرامجها البحثية بقرار من أعضاء هيئة التدريس و أو اللجان الجامعية، وليس بقرارات من الحكومة".
كما جاء في البيان: "بالنظر إلى مساهمة حرية الفكر في الإبداع البشري، فإننا نضع توقيعنا تحت القيم الأساسية المذكورة أعلاه من أجل الحفاظ على البيئة الحرة والديمقراطية، والتي تعبر ضمن أبرز مبادىء جامعة بوغازيتشي".
يأتي هذا فيما تتواصل الاحتجاجات ضد تعيين أردوغان، عضو حزب العدالة والتنمية مليح بولو، وصيا على جامعة بوغازيتشي، حيث وصفتها المعارضة بأنها "انقلاب على الديمقراطية" من جانب إردوغان، ووجهت انتقادات حادة للتعامل العنيف من جانب الشرطة مع الطلاب المحتجين على قراره.
◄ والرئيس التركى يتهم طلاب الجامعة بالإرهابين
وانتقد أردوغان، احتجاجات طلاب جامعة البوسفور في إسطنبول باعتبارها من عمل "إرهابيين" مشيرا إلى أن تعيينه لرئيس جديد لجامعة مرموقة يتماشى مع القانون.
وقال أردوغان للصحفيين في إسطنبول: "الطلاب ليسوا جزءا من هذا، هناك إرهابيون يشاركون في هذا (الاحتجاج)".
واندلعت الاحتجاجات في جامعة بوجازيتشي التي تعرف أيضا باسم جامعة البوسفور يوم الإثنين بعد تعيين أردوغان لمليح بولو، الذي ترشح لعضوية البرلمان عن حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان في عام 2015، لمنصب رئيس الجامعة الجديد.
وتظاهر مئات من طلبة جامعة البوسفور المرموقة في إسطنبول طيلة الأسبوع للمطالبة باستقالة عميد عينه أردوغان، وردت السلطات بإجراء عمليات توقيف جديدة.
وكان أردوغان قد عين الجمعة مليح بولو (50 عاما) لإدارة جامعة البوسفور (بوجازيتشي بالتركية) العامة التي درس فيها جزء من نخبة البلاد، وأثار هذا التعيين ضجة لأن بولو لا ينتمي إلى الجامعة، وكان قد ترشح للبرلمان عام 2015 مع حزب العدالة والتنمية الحاكم.