«أتلانتيكو» تتوقع كيف ستتصرف حكومة ماكرون مع الإخوان فى فرنسا فى 2021
رصدت مجلة أتلانتيكو الفرنسية مصير الإخوان وجماعات الإسلام السياسي في فرنسا خلال العام الجاري 2021، وهل ستكون السنة الجديدة حاسمة بالنسبة لتلك التنظيمات؟ وهل سيتخذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مزيدا من الإجراءات لوقف نفوذها في البلاد؟
وأكدت المجلة أنه يتعين على الحكومة الفرنسية التعجيل بالقرارات الخاصة بمشروع القانون الملهم الذي تم تقديمه إلى مجلس الوزراء في 9 ديسمبر الماضي، لمكافحة الانفصالية الاسلامية وجماعات الإسلام السياسي في فرنسا لأن لتلك الجماعات مشروع واعي بمنظور سياسي ديني وهم يرون أن أيديولوجيتهم لها قوانينها الخاصة التي هي أعلى من قوانين الجمهورية الفرنسية.
وشددت المجلة على مراجعة قانون 1905 الخاص بتمويل الجمعيات الدينية، لوقف التمويلات الأجنبية وتطبيق قواعد صارمة خاصة بالتمويل الخارجي لدور العبادة وغيرها من المؤسسات الدينية في البلاد.
وأوضحت المجلة أن جماعة الإخوان المسلمين تتوغل داخل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (CFCM)، ولديها مشروع سياسي، ولذلك لم يتم التوقيع حتى الآن على ميثاق الجمهورية الذي طلبه ماكرون من المجلس، إذ يجب أن يخضعوا لـ "مبدأين الأول: رفض أي إسلام سياسي والثاني وقف أي تدخل أو تمويل أجنبي، وهو ما رفضته العناصر الموالية للاخوان ولتركيا في فرنسا.
وأشارت المجلة إلى تنديد شمس الدين حافظ، رئيس الجامع الكبير في باريس ونائب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الفرنسي في أواخر ديسمبر الماضي، إذ كشف عن سيطرة الإخوان على المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية CFCM، ولا سيما العنصر المرتبط بالأنظمة الأجنبية المعادية لفرنسا، وعلى رأسها تركيا، وتلك العناصر أوقفت المفاوضات على الميثاق الذي طلبه ماكرون بشكل خادع من خلال التشكيك بشكل منهجي في بعض الفقرات المهمة من الميثاق.
وأضافت المجلة أن جماعة الإخوان متطرفة وكل تنظيمات الإسلام السياسي لها أيديولوجية متطرفة وعنيفة، ولكن هناك أيضا عوامل خارجية ساهمت في هذا التطرف، منها العنصرية، حيث تمركزت مجموعات سكانية في كثير من الأحيان وفقًا لأصولها وخلفياتها الاجتماعية في بعض الأحياء الفرنسية الفقيرة بعد استقبال ملايين المهاجرين، ولكن تم تهميشها ومورست سياسة ازدراء الطبقات الاجتماعية المتواضعة والمتوسطة عليها ما زاد من جنوحها وانفصالها عن المجتمع الفرنسي.