البرتغال: سنستخدم رئاسة الاتحاد الأوروبي لتعزيز حملات اللقاح داخل الكتلة
تعهد وزير الخارجية البرتغالي أوجستو سانتوس سيلفا بأن يكون إطلاق "برنامج التطعيم الشامل" ضد جائجة كورونا داخل دول الاتحاد الأوروبي إحدى أولويات بلاده القصوى لدى بدء توليها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، والتي ستبدأ اليوم الجمعة لمدة ستة أشهر، بالتزامن مع انتشار سلالة جديدة من الفيروس.
وأكد سيلفا- في مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية- أن حكومة لشبونة الاشتراكية ستعطي أولوية كاملة لتطوير استراتيجية الاتحاد الأوروبي للتطعيم المجاني الشامل"، مشيرًا إلى أن إقناع المواطنين الأوروبيين بأن المواظبة على ارتداء الأقنعة واتباع تدابير الوقاية التقييدية ستظل ضرورة لعدة أشهر أخرى بما يحولها إلى تحد جديد أمام رئاسة بلاده.
وقال: "إن البرتغال ستسعى أيضًا إلى ضمان أن يتحول صندوق الاتحاد الأوروبي للتعافي من كورونا الذي تبلغ قيمته 750 مليار يورو إلى استثمار منتج إلى جانب البرامج الأخرى المدرجة في خطة إنفاق الاتحاد البالغة 1.8 تريليون يورو لمدة سبع سنوات، وكلاهما تمت الموافقة عليهما في الشهرين الماضيين في ظل رئاسة ألمانيا".
وتابع: "إننا نعتقد أن الأشهر الستة الماضية كانت فترة وضع القرارات الاستراتيجية لدول الاتحاد الأوروبي، ومسئوليتنا حاليًا هي تنفيذ هذه القرارات وتحقيق النتائج".
وأوضح أن البرتغال، التي تضرر اقتصادها من جراء أزمة الديون الأوروبية والوباء، تخطط لتعزيز روح التضامن الأوروبي عبر عقد "قمة اجتماعية" لمناقشة الحقوق الاجتماعية وسبل الحماية من الجائحة في مايو المقبل.
وأضاف: "من المهم أن نظهر أن جزءًا من الهوية الديمقراطية لأوروبا لا يقتصر فقط على امتلاك اقتصاد السوق، ولكن أيضًا له بعد اجتماعي قوي، وعلينا أن نتبع نهج ديمقراطي ليبرالي واجتماعي أيضًا وهذا هو أفضل ترياق ضد الشعبوية".
وأشار وزير الخارجية البرتغالي إلى أن أحد أصعب التحديات التي تواجه رئاسة بلاده للاتحاد الأوروبي هو دفع المفاوضات المتوقفة حول إصلاح نظام الهجرة في الاتحاد الأوروبي، ووصف الاتفاقية الخاصة باللجوء والهجرة، والتي أبرمت في سبتمبر الماضي بأنها "ربما تكون أكثر الموضوعات إثارة للانقسام في الاتحاد الأوروبي".
وقال إن بعض الدول الأعضاء أرادت إغلاق أوروبا بالكامل أمام الهجرة أو قبول المهاجرين من جنسيات أو ديانات أو ثقافات معينة فقط، والدول الأعضاء الأخرى، مثل البرتغال، تقول إن أيًا من هذه المعايير غير مقبول".. وأضاف أن الرئاسة الألمانية لم تكن قادرة على تحريك القضية إلى الأمام، لكن "دعونا نرى ما إذا كنا نستطيع".. على حد قوله.
وأبرز أن بلاده "تريد أيضًا تعزيز زخم مشاريع التحول الرقمي للكتلة في أعقاب الوباء، وإتمام صياغة قانون المناخ لعام 2050، باعتباره حجر الزاوية في الصفقة الخضراء للاتحاد الأوروبي، التي وافق عليها البرلمان الأوروبي في السابق".
ورأى أنه من المرجح أن تكون "الجهود القانونية التي تبذلها الحكومتان المجرية والبولندية لإلغاء القواعد الجديدة للاتحاد الأوروبي التي تجعل الوصول إلى أموال الاتحاد الأوروبي مشروطة باحترام سيادة القانون، قضية شائكة أخرى".
وقال سانتوس سيلفا في هذا الشأن: "علينا أن نكون في حالة تأهب. ليست المجر وبولندا وحدهما من يخلقان الصعوبات، فالقوى التي تشكك في قيمنا يتزايد نفوذها في دول مثل البرتغال وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وهولندا وأماكن أخرى".
وتابع: "أن البرتغال ستركز أيضًا على دفع النقاش حول الاستقلال الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي، بهدف أن تكون أكثر استقلالية وحزمًا فيما يتعلق بقوى مثل الولايات المتحدة والصين.. وقال: "لا نريد أن نجد أنفسنا مرة أخرى، كما كنا في بداية الوباء بدون قدرة إنتاج كافية لأشياء أساسية مثل الأقنعة أو الأدوية".
وأكد المسؤول البرتغالي أن الأمر يعني إبرام صفقات تجارية أكثر من تقليلها بشرط أن تكون "متوازنة".. لافتًا إلى أن البرتغال ستستضيف قمة بين الاتحاد الأوروبي والهند خلال فترة رئاستها تهدف إلى حد كبير إلى دفع المحادثات بشأن اتفاقية التجارة الحرة المتوقفة منذ فترة طويلة.