الوجه الآخر للسادات.. بماذا نصح الزعيم ابنته ليلة زفافها؟
أسرار كثيرة تمتلئ بها حياة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فقد كانت حياته ثرية بالقصص والحكايات والألم والأمل أيضًا، لعل من أبرز الحكايات التي من الممكن أن تلفت نظرك بعيدًا عن السياسة والحرب، هي علاقته بابنته رقية، فماذا عن وصيته إليها قبل الزواج؟.
تتحدث رقية السادات عن تفاصيل وصية أبيها لها قبل الزواج، وقالت: "تم الزواج الحمد لله، وانتقلت إلى حياتى الجديدة، وكان المفروض أن يبدأ اليوم الأول من حياتى بالوصايا العشر مع الأم مثل كل الأمهات، لكن بالنسبة لى كان الأمر معكوسا، فقد استدعانى بابا استدعاءً رسميا، واجتماع مغلق فى بيته بالهرم، وكان قد انتقل من المنيل إلى هناك، ودخلنا حجرة نومه وأغلق الباب علينا".
وتابعت: "قال لى إن حياتك الماضية لا علاقة لها بحياتك الجديدة، أنت الآن عمرك 16 سنة ولكنك ستكونين ربة بيت، وهذا البيت به زوج وأمامه ماجستير ودكتوراه ومستقبل يكافح من أجله، والست مسئولة عن نجاح أو فشل زوجها، لأنها إذا لم توفر له الحياة المريحة المستقرة فإنه حينئذ لن يستطيع أن يتفرغ لمستقبله، إذن ستكونين أنت السبب لو فشل زوجك، وبعد ذلك سيكون هناك أولاد، ومسئولية الأولاد عليك أنت لأنه متفرغ لمستقبله ولشغله، ورعاية البيت والإنفاق عليه فلا تشغليه بتوافه الأمور فى البيوت والشائعة بين أغلب الستات، والأولاد لو نجحوا تكونين أنت السبب، وكذلك لو فشلوا، وأهم شىء....".
وتروي رقية قائلة: "قلت له وهل هناك أهم من هذا؟، فقال نعم.. أنصتى لى جيدا.. لا بيت يخلو من المشاكل والمشاحنات بسبب اختلاف الطباع، وإلى أن يحدث التأقلم فهناك شد وجذب وأخذ ورد، وأى مشكلة أو خلاف لا تخرج خارج حجرة النوم، وصوتك لا يتجاوز حجرة النوم، تصفية خلافاتكما مسئوليتكما أنتما فقط، ولا يجوز أن يعرف أحد عنها شيئا، لا أهل أبيك ولا أهل أمك، وهذا نظام وقانون ودستور يجب أن تسيرى عليه، وانتبهى إلى أنه لو حدثت خلافات شديدة بينك وبين زوجك فحذار أن تفكرى أن تذهبى إلىّ غضبانة أو تذهبى إلى أمك كذلك، فبعد زواجك وتأسيس مملكتك الخاصة بك لا مكان لك فى بيت أبيك ولا مكان لك فى بيت أمك، وأهل أمك وأبوك لهم عندك مجاملات، ولكن تدخل فى الحياة ممنوع لا من هنا ولا من هناك، وهذا كلام يدخل فى أذنك اليمنى فلا يخرج أبدا من الأذن اليسرى.. مبروك يا ابنتى".
أما عن علاقة الرئيس الراحل محمد أنور السادات بوالدته، فتقول رقية السادات: "وفى عام 1958، أحداث كثيرة، فقد أحب بابا أن يستضيف عنده جدتي "أم طلعت" فى فيلا الهرم عدة أيام، ومكثت عنده شهرا وكان سعيدا بها سعادة بالغة، لكن بابا بدأ يقلق عليها، وقال لى: إننى أتمنى أن تقيم معى حتى يتوفاها الله، فأنا لا أتحمل أن يتصل بى أحد ويخبرنى بوفاتها، أنا أتمنى أن تموت بين يدى، وسبحان الله، لقد حقق الله له ذلك، ففى يوم قلق أبى فارتدى ملابسه وسألته طنط جيهان إلى أين هو ذاهب، فأخبرها بأنه ذاهب إلى عمى جمال عبدالناصر، وكان بابا ناويا أن يطمئن على جدتى قبل أن يزور عمي جمال، فوجدها نائمة فأخذ يوقظها ويمزح معها ويحادثها بالكلام المعتاد".
وتابعت ابنة الزعيم الراحل: "قال لها مالك يا أمى.. كيف حالك؟ مم تشكين؟، فقالت له: أنا متعبة بعض الشىء، فسألها: ماذا أكلت اليوم؟، فأجابت: خبيزة وبطة، فقال لها: هذا أكل دسم ومتعب هذا لا يصلح يا أمى، ثم طلبت إليه أن تدخل الحمام، فأسندها إليه وأدخلها الحمام، ثم وهى خارجة كادت أن تقع فحملها، ثم ماتت بين يديه، ورغم حزنه الشديد فقد استراح نفسيا تماما إلى أنها ماتت بين يديه كما كان يتمنى".