دورية أمريكية: ترامب يسعى لفصل البنتاجون عن مهام «الهجمات الرقمية»
نفى المتحدث باسم رئيس هيئة الأركان المشتركة في البنتاجون الجنرال مايك ميلي، القيام بالنظر أو مراجعة أية مقترحات لفصل عمل القيادة الإلكترونية في الجيش الأمريكي عن عمل ونشاط وكالة الأمن القومي الأمريكية فيما يتعلق بحماية الولايات المتحدة من الهجمات الرقمية.
وقالت دورية انتلجنس نيوز الأمريكية المتخصصة في الشأن الاستخباراتي، أن هذا النفي يؤكد ما يتردد حول نية البيت الأبيض اتخاذ خطوة جديدة على صعيد الأمن الرقمي للولايات المتحدة من خلال فصل مهام "الأمن الإلكتروني"، التي يقوم بها البنتاجون عن وظائف الاستخبارات الإشارية ومراقبة الاتصالات التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الأمريكية "أن أس أيه" وذلك خلال الأيام القليلة المتبقية في إدارة ترامب الذي يتهمه الديمقراطيون بالسعي إلى ارباك المشهد قبل انتقال السلطة إلى إدارة بايدن.
وبحسب الدورية الأمريكية سيكون هذا المسعى من البيت الأبيض – في حال تحققه عمليا – أحد أبرز التغيرات التي تطرأ على عمل وزارة الدفاع الأميركية خلال السنوات الأخيرة، فمن المعروف أنه حتى عام 2009 كانت وكالة الأمن القومي الأمريكية مسئولة عن حماية شبكات الإنترنت الأمريكية ومكافحة التهديدات عبر الإنترنت، ولكن في عام 2009 اعتبرت إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، أن بيئة الإنترنت أصبحت تمثل مسرحا جديدا للحرب، وعليه أنشأت قيادة إلكترونية جديدة "القيادة الإلكترونية الأمريكية" أو CYBERCOM.
ومنذ 2009 تعمل "وكالة الأمن القومي الأمريكية " و"القيادة الإلكترونية الأمريكية" بالتوازي تحت رئاسة نفس القيادة والتي يشغلها دائما جنرال أمريكي من فئة الأربعة نجوم، وإلى جانب ذلك ظلت "القيادة الإلكترونية" في البنتاجون معتمدة في المقام الأول على البنية التحتية التقنية الجيدة لوكالة الأمن القومي الأمريكية وترسانتها الإلكترونية.
واستطردت الدورية الأمريكية بالقول إنه منذ العام 2017 ارتأى عدد من قيادات الإدارة الأمريكية المعنيين بملف الأمن الرقمي للولايات المتحدة، خاصة أولئك الذي يدعمون موقف إلكتروني أمريكي أكثر هجوما، وجوب الفصل التام بين "القيادة الإلكترونية" عن "وكالة الأمن القومي" لكي تعمل القيادة الإلكترونية بشكل مستقل عن وكالة الأمن القومي الأمريكية، وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متحمسه لتلك الفكرة منذ 2017 ولكن المقاومة القوية من قبل وكالة الأمن القومي لمبدأ الفصل حالت دون تحقيقها.
وأكدت الدورية الأمريكية أن هناك مؤشرات على أن إدارة ترامب حاليا مصممة على تنفيذ هذا الفصل المقترح بالرغم من استمرار المقاومة القوية من جانب وكالة الأمن القومي لذلك، وكشفت نقلا عن مسئولين أميركيين لم تسمهم، أن البيت الأبيض أرسل إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي والقائم بأعمال زير الدفاع كريستوفر ميلر، وثائق تتضمن تفاصيل الانقسام المقترح، طالبا منهما الموافقة على الاقتراح قبل الموافقة على تنفيذه رسميا.
وقالت الدورية الأمريكية نقلا عن مصاردها الخاصة،أنه من المرجح أن يكون القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي من مؤيدى فصل القيادة الرقمية عن وكالة الأمن القومي، إلا أنه الجنرال ميلي قد لا يشارك القائم بعمل وزير الدفاع هذا الرأي، وهو الرجل الذي عبر من قبل عن تأييده للمنطق الكامن وراء العلاقة الوثيقة القائمة بين وكالة الأمن القومي الأمريكية و"القيادة الألكترونية" واستمرار قيامهما معا بدورهما في حماية الولايات المتحدة من التهديدات الرقمية.
ووفقا للتقارير، فإن هناك البعض في البنتاجون يشعرون أن قرار فصل "القيادة الإلكترونية" عن الإدارة العامة يجب أن يُترك للإدارة الأمريكية القادمة ومع ذلك يبدو أن إدارة ترامب مصممة على إثبات قدرتها على إجراء تغييرات سريعة في وزارة الدفاع كما يتضح من قرارها الأخير بتخفيض التمثيل العسكري الأمريكي بشكل كبير في أفغانستان والعراق والصومال.
ولهذا السبب يرجح المهتمون بها الملف لجوء الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة في البنتاجون الى المماطلة، وكسب الوقت في تأييد هذا الاقتراح وبالتالي انتظار انتقال إدارة ترامب الى خارج السلطة وترك المجال أمام الجالس الجديد فى البيت الأبيض لتقرير الأمر.