أسرار الاتفاق .. كواليس الاتصالات السرية بين إسرائيل والمغرب
العلاقات شبه الرسمية بين إسرائيل والمغرب، والسرية تطورت في أيام الملك الحسن الثاني الذي أمر بإقامة ممثلية للمغرب في إسرائيل بعد توقيع اتفاقات أوسلو، هذه الممثلية أغلقت خلال ولاية ابنه الملك محمد السادس، بعد نشوب الانتفاضة الثانية. منذ ذلك الحين جرت لقاءات ومحادثات عديدة بين ممثلين إسرائيليين ومغاربة للدفع قدماً بعلاقات دبلوماسية، إلى أن نضج ذلك مع إعلان دونالد ترامب الخميس الماضي.
سبقت هذه الخطوة أشهر من الاتصالات السرية المكثفة، والتي يمكن استعراضها على النحو التالي:
في فبراير الماضي، كانت الاتصالات قد بدأت لتطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل حيث بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محاولة ترتيب اتفاق ثلاثي، تعترف الولايات المتحدة بموجبه بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، في مقابل اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
قام نتنياهو بعدة مبادرات لدى واشنطن خلال العام الماضي، في محاولة للدفع بمثل هذا الاتفاق، لكن مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، كان يعارض الفكرة بقوة، بحسب تقرير لأخبار القناة 13، في أعقاب ترك بولتون لمنصبه في شهر سبتمبر، طرح نتنياهو المسألة مرة أخرى على وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، لكن البيت الأبيض لم يوافق على العرض أيضاً.
وكان الاقتراح الإسرائيلي قد تم نقله إلى الولايات المتحدة من قبل مستشار الأمن القومي مئير بن شبات، الذي قال التقرير التلفزيوني إنه طور علاقات مع أحد مساعدي وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة. وورد أن علاقة تربط بن شبات وبوريطة بياريف الباز، وهو رجل أعمال يهودي مقرب من كبير مستشاري ترامب وصهره جاريد كوشنر.
بحسب تقرير في صحيفة نيويورك تايمز، فإن ياريف الباز، رجل الأعمال المغربي الذي يزور إسرائيل في كثير من الأحيان، شارك أيضًا في الاتصالات بين إسرائيل والمغرب. في عام 2017 ، قال مسؤولون مغاربة لصحيفة نيويورك تايمز، إن احتمال ظهور الولايات المتحدة وعد المغرب بالاعتراف بسيادته على الصحراء الغربية شريطة أن تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل، أبلغ "الباز" الحكومة المغربية في وقت لاحق أن إدارة ترامب تخطط لاستثمار حوالي 3 مليارات دولار في استثمارات في المغرب - في البنوك والفنادق وشركة للطاقة المتجددة يملكها الملك. وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب إن الأمر لا يزال قيد الدراسة ، لكن لا علاقة له بالاتفاق مع إسرائيل.
في مارس 2020 شاركت إسرائيل في مؤتمر حول مكافحة الإرهاب في المغرب القمة التي عقدت في مراكش في مارس الماضي، حيث ركزت القمة على الجهود الدولية لمحاربة تنظيم "القاعدة"؛ وتتبع مجموعات عمل أخرى في إطار "عملية وارسو" حيث انضم مسؤولون إسرائيليون وعرب إلى مناقشات حول القضايا الأمنية.
ولم تنشر الصحف العبرية اسم المسؤول الإسرائيلي الذي شارك في ما يُسمى بعملية وارسو لمكافحة الإرهاب ومجموعة عمل التمويل غير المشروع في مراكش .
كانت إسرائيل واحدة من خمسين بلدا شاركوا في "عملية وارسو"، التي بدأت بـ"الاجتماع الوزاري لتعزيز مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط"، والذي عُقد في العاصمة البولندية في فبراير 2019.
تقارير أجنبية، أشارت على أن الدفع النهائي للخطوة كان من قبل ولي العهد في الإمارات محمد بن زايد الذي بينه وبين الملك محمد السادس صداقة وطيدة ورثاها عن والديهما، فالإمارات ليست فقط دولة عربية تستثمر في المغرب، بل هي أيضاً تؤيد إلى جانب العديد من الدول العربية مطالبة المغرب بالاعتراف بالصحراء الغربية كجزء منه.
قبل نحو شهرين أعلن محمد بن زايد عن فتح قنصلية في مدينة العيون وهي من أكبر مدن الصحراء الغربية.، وبذلك اتخذ خطوة رسمية هي الأولى من نوعها اظهرت تأييد بلاده للضم.
بن زايد الذي يملك فيلا فاخرة في المغرب، التقى مؤخراً مع ملك المغرب، ويبدو أنه اتُفق على أن يعمل بن زايد على الحصول على اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء الغربية موضع الخلاف. لقاء ذلك تقيم المغرب علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل.
تقارير أخرى، أفادت أن السعودية كانت لها دوراً في تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” والمغرب، وأضافوا أنه "من المحتمل جدًا" أن تكون السعوديّة هي الدولة المقبلة التي تطبّع علاقاتها مع إسرائيل، بحسب تصريحات مسؤولين إسرائيليّين.
أفادت تقارير أجنبية أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي تملك عائلته قصوراً فاخرة في الرباط ومراكش، كان مشاركاً في المحادثات مع ملك المغرب وعلى ما يبدو أثّر على القرار المغربي باستئناف العلاقات مع إسرائيل