فايننشال تايمز: علاقة الاتحاد الأوروبى مع تركيا انهارت
أكد تقرير بريطاني أن تركيا أضحت بمثابة صداع رئيسي جديد لأوروبا، مشيرا إلى أن علاقة الاتحاد الأوروبي مع الرئيس رجب أردوغان انهارت تقريبًا رغم وجود طرق قد تؤدي لإنقاذ هذه العلاقة.
وأوضحت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، في تقرير لها، اليوم الخميس، أن المجلس الأوروبي يواجه مشاكل كبيرة للتعامل معها هذا الأسبوع، مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وميزانية الاتحاد، ومع ذلك من بين التحديات الأخرى لقمة بروكسل مراجعة علاقة الاتحاد مع تركيا، والتي تقترب من الانقسام مع عدم وجود أي مؤشر على أي شيء يحل محلها.
وأشار التقرير إلى أن هذا الارتباط الطويل والمضطرب يحتاج دائمًا إلى دبلوماسيين مبدعين من كلا الجانبين ومع ذلك، في السنوات الخمس الماضية كانت على شفا الانهيار مثل علاقة تركيا بالغرب ككل، لكن يميل القادة الأوروبيون إلى إلقاء اللوم على الرئيس رجب طيب أردوغان في ذلك.
ووأوضحت "فايننشال تايمز"، أن محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، التي بدأت بضجة كبيرة عام 2005، قد توقفت تدريجيًا بعد فترة وجيزة وأدى ذلك إلى إغلاق ما كان بالنسبة لتركيا محركًا تحويليًا للتجديد والإصلاح الديمقراطي، مما ساعد على كبح الجيش الذي كان لفترة طويلة الحكم الأخير في السياسة التركية.
وأضافت: "كان الانهيار المروع لخطة الأمم المتحدة لعام 2004 لإعادة توحيد قبرص، المقسمة منذ عام 1974 بين القبارصة اليونانيين والأتراك، جزءًا من المشكلة والأمر الأكثر ضررًا هو أن فرنسا وألمانيا ودول أخرى استمرت في رفع الحواجز أمام دخول الاتحاد الأوروبي ضد تركيا، لأنهم يشعرون أنها كبيرة جدًا، وفقيرة جدًا ونادرًا ما يتم ذكرها على أنها مسلمة".
ونوهت الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي ساعد في فصل تركيا عن ميولها الغربية، وذلك بسبب أزمة اللاجئين السوريين بعد 2011، ثم بعد ذلك عمليات التطهير الواسعة التي قام بها أردوغان في أعقاب محاولة الانقلاب عام 2016، ما أدي لتوتر علاقات الجانبين.
وأضافت: "بعد ثلاث فترات كرئيس للوزراء، صعد أردوغان إلى الرئاسة واندفع نحو حكم الرجل الواحد، مما قوض استقلال القضاء، واستبدل الحكم البرلماني بجمعية وطنية بلا أنياب، وألغى دور رئيس الوزراء"، مشيرة إلى أن هذا الأمر أدى إلى جعل تركيا غير مؤهلة لعضوية الاتحاد الأوروبي.
واعتبرت الصحيفة أن أردوغان يعتقد أن استخدام القوة الصلبة في الخارج يخدمه بشكل أفضل من التوافق مع القوة الناعمة للأوروبيين المخادعين، فمن سوريا إلى ليبيا، يبدو أنه عازم على اتباع سياسة العثمانية الجديدة كما أنه يطالب بحرية كبيرة ببحر إيجه وشرق البحر المتوسط وثرواتها الغازية.
وأكدت "فايننشال تايمز"، أن الاتحاد الأوروبي لا يزال لديه الكثير من الأوراق للضغط على تركيا، فهي تريد أن تكون وكيل الغرب وعليه أن يسعى لجعلها تسير في ركابه مجددا.