نيويورك تايمز: بايدن يعيد ترتيب الأوراق الأمريكية.. واستياء في البيت الأبيض من أنقرة
أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" في بيان لها، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيعيد توجيه السياسة الأمريكية، وسيتخذ موقف أكثر صرامة تجاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لكبح سلوكه "الاستبدادي" وانتهاكه حقوق الإنسان، وصد طموحاته العسكرية وانتهاكه حقوق دول الجوار في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن المسؤولين الأمريكيين والكونجرس لم يعد يعتمدوا سياسة أردوغان
مشيرة أنهم يستغلون الأيام الأخيرة لترامب في سلطة للاستعداد لفرض العقوبات وبدء تبنى لهجة شديدة ضد الحليف الاستراتيجى غير الموثوق به.
ونوهت "نيويورك تايمز" إلى أن هناك استياء شديد من قبل إدارة بايدن منذ بداية تشكيلها، بسبب تصرفات حكومة أنقرة، لاسيما فيما يخص انتهاكاتها لحقوق الإنسان، وسجنها الأمريكيين والصحفيين، وتدخلها في الصراعات من سوريا إلى ليبيا، ومن القوقاز إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.
ونقلت الصحيفة عن السيناتور الأمريكي كريس فان هولين، العضو الديمقراطي بمجلس الشيوخ عن ولاية ميريلاند، قوله: " ترامب حمى أردوغان لسنوات"، مشيرًا إلى أن سياسة بايدن المقبلة ستكون بمثابة اختبار مهم لجهود أردوغان لتوسيع نفوذه.
وتابع فان هولين، في حوار صحفي أجري معه مؤخرًا: "هذا الأمر يعد مفترق طرق بالنسبة لأردوغان، وسيتعين عليه الاختيار واتخاذ قرار: هل سيكون الحليف المخلص لحلف شمال الأطلسي، أم أنه سيذهب بمفرده في المنطقة؟"
وذكرت "نيويورك تايمز"، نقلا عن مسئولين شاركا في المناقشات بخصوص هذا الأمر، إنه للمرة الأولي في تاريخ الرئاسة، يقوم مسئولو البيت الأبيض بإبلاغ الدبلوماسيين الأتراك أن إدارة ترامب لن تعارض عقوبات الكونجرس المقرر فرضها على أنقرة.
وتابعت أن الكونجرس يستعد هذا الأسبوع للموافقة على عقوبات اقتصادية ضد تركيا لشرائها أنظمة الدفاع الصاروخي الروسي الصنع S-400 في وقت مبكر من ولاية ترامب، مما قد يعرض الأنظمة الدفاعية في حلف شمال الأطلسي للخطر بعد كشفها لروسيا، وكانت تلك العقوبات معلقة من قبل ترامب على مدار العام الماضي.
وأوضحت الصحيفة، وفقًا لما أفاد به مسؤول مطلع على النقاشات بالبيت الأبيض، أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو انتقد تركيا على عدة جبهات، وذلك في اجتماع لوزراء خارجية دول الناتو عقد الأسبوع الماضى، كاشفة أن بومبيو كان قد عبر عن استيائه من محاولة تهدئة التوترات المتزايدة بين الحلفاء الأوروبيين والمشرعين الأمريكيين، فيما يخص سياسة أردوغان الخارجية وتصرفاته بشأن المياه المتنازع عليها في شرق المتوسط، ودعمه للجماعات المتطرفة في النزاعات في سوريا وليبيا.
وأضاف المسؤول أن سفيرة الولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي كاى بيلى هاتشيسون كانت صرحت قبل اجتماع وزراء الخارجية في بروكسل: "نشعر بالقلق إزاء بعض السلوك التركي، فكرة أنه يمكنك وضع نظام دفاع صاروخي روسي الصنع فى منتصف تحالفنا هى فكرة خارجة عن الحدود".
وأكدت الصحيفة وفقًا لدبلوماسي أوروبي في واشنطن، أن قرار الاتحاد الأوروبي بشأن فرض عقوباته الخاصة ضد تركيا كرد فعل انتقامي على نزاعاتها مع اليونان وقبرص وألمانيا قد يصدر في أقرب وقت اليوم الخميس، ونقلت عنه قوله "إذا أخذنا بعين الاعتبار، فإن تركيا تشعر بالعزلة المتزايدة"، مشيرًا إلى أن تركيا "لم تعد الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في شرق البحر المتوسط"، بحسب قوله.
واختتمت الصحيفة تقريرها "من المؤكد أن العقوبات المتوقعة ستضر باقتصاد تركيا المتدهور بالفعل بشكل كبير، وقد تجبر أردوغان على الانسحاب من معظم مهامه العسكرية في الخارج".