إرادة للنجاح.. كيف نهضت مصر بمشروعات الثروة السمكية؟
تحد جديد حققته مصر عندما حصدت المركز الأول إفريقيًا والثالث عالميًا في إنتاج سمكة البلطي، خاصةً وأن إنتاجية مصر من الأسماك بلغت مليون و925 ألف طن في العام الجاري، بزيادة 100 ألف طن زيادة عن العام الماضي.
وفي عام 2017 بلغت إنتاجية الأسماك 1.82 مليون طن، مقابل 1.71 مليون طن عام 2016 بنسبة زيادة قدرها 6.8٪، وهو ما يؤكد أنه عندما تقرر القيادة السياسية وضع هدفًا نصب عينيها فإنها تحققه.
وفي تصريح سابق للدكتور صلاح مصيلحي، رئيس هيئة الثروة السمكية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أوضح فيه أن سبب هذه الزيادة التوسع في إنشاء مزارع سمكية في الأراضي الجديدة والصحراوية وتدشين تحويل إلى النظام شبه المكثف الذي يضاعف الإنتاج؛ مما يزيد من الناتج المحلي وهو المستهدف، حيث تسعى الدولة إلى الوصول إلى 2 مليون ونصف مليون طن عام 2025، و3 ملايين طن عام 2030.
وأولت القيادة السياسية مشروعات الاستزراع السمكي أهمية قصوى لما لها من مردود إيجابي في توفير الغذاء الملائم للمصريين من ثروة سمكية، فشرعت في تدشينه وتشجيعه ليكون مصدرًا لمضاعفة الإنتاج السمكي ذات الجودة العالية في مصر، وفرصةً لتوفير فرص العمل ما يحد من البطالة، وإمكانية للتصدير للخارج بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي وهو ما حدث بالفعل.
في هذه السطور نرصد أبرز مشروعات الاستزراع السمكي التي ساهمت في سد الفجوة الغذائية وتحقيق مصر للمركز الأول إفريقيًا والثالث عالميًا في الإنتاج السمكي.
• مشروع بركة غليون
افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي في عام 2017 ليكون الأكبر على مستوى مصر والشرق الأوسط في الاستزراع السمكي، ويقام بمحافظة كفر الشيخ، ينتج المشروع ثلث إنتاج المحافظة من الاستزراع السمكي والذي ينتج ثلث إنتاج مصر، ويعتمد على أحدث الوسائل العلمية والتكنولوجية في الاستزراع السمكي والتصنيع والتي تتواكب مع المتطلبات العلمية الحديثة.
انتقل هذا المشروع بمصر في إنتاج الاستزراع السمكي حتى وصلت إلى هذه الأرقام العالمية والإفريقية، ويساهم في دعم الاقتصاد القومي من خلال منتجات السمك والجمبري، وإنشاء معمل التفريخ لإنتاج الزريعة السمكية، ومصنع لتجميد وتغليف الأسماك والجمبري للإنتاج المحلي والباقي للتصدير.
• المزارع السمكية بشرق بورسعيد
بتكلفة 650 مليون جنيه وعلى مساحة 19 ألف و350 فدان أُقيم المشروع، ليحتوي على 4 آلاف حوض استزراع سمك بحري، ويحتوي المشروع في المرحلة الثانية على مفرخ لإنتاج حتى 160 مليون زريعة دنيس وقاروص ولوت و500 مليون يرقة جمبري سنويًا، وكذلك وحدة بيطرية تشمل هذه معامل وتحاليل وأبحاث لضمان سلامة المياه والغذاء، وصحة الأسماك وخلوها من الأمراض، ومن المقرر إنشاء الوحدة خلال أعمال المرحلة الثانية.
يساهم المشروع في توفير 10 آلاف فرصة عمل، ويساعد في تنمية منطقة قناة السويس وسيناء وخلق مجتمعات عمرانية جديدة بها.
• بحيرة عرب العليقات بالخانكة
على مدار سنوات شهدت هذه البحيرة إهمالًا شديدًا إلى أن قررت الحكومة أن تستثمرها لصالح مشروعات الاستزراع السمكي خاصة وأن مساحتها تبلغ 85 فدانا بحيث يمكن الاستفادة منها في زيادة انتاجية الاستزراع السمكي، ليتم إنشاء أكبر مشروع قومي واستثماري لاستزراع الأسماك بها.
وبعدد 500 ألف إصبعية من أسماك البوري والبلطي بأنواعه تم استغلال البحيرة كمربى سمكي، يتم من خلالها توفير منتجات الأسماك البلطي العادي والأحمر وبعض أنواع أسماك عائلة البوريات، حيث يتم إطلاق نصف مليون ذريعة سمكية كل أسبوع بالبحيرة.
• الاستزراع السمكي بقناة السويس
يُعد هذا المشروع ضمن مشاريع هيئة قناة السويس لتنويع مصادر الدخل بالهيئة وعدم الاقتصار على رسوم عبور القناة فقط، ويقوم المشروع على استغلال جزء من أحواض الترسيب الخاص بالهيئة شرق القناة؛ لإنشاءه كمشروع استزراع سمكي نموذجي لإنتاج بروتين حيواني من خلال ثلاث مراحل.
يستهدف المشروع إنشاء 4000 حوض تقريبًا، بدأت المرحلة الأولى بإنشاء 1034 حوض كخطوة استرشادية نحو استكمال المشروع الكبير، أما المرحلة الثانية استمر العمل بها لمدة عام عقب الانتهاء من المرحلة الأولى، بمساحة إجمالية 2900 فدان والمستهدف منها 1600 حوض استزراع سمكي وخدماتها من ترع ومصارف.
أما المرحلة الثالثة كانت على مساحة 2700 فدان، وتتم في أحواض ترسيب شرق البحيرات، وتنتج كاملة نحو 160 مليون زريعة، و500 مليون يرقة جمبري.