خبير: «طفل المرور» مريض يحتاج لتأهيل سلوكى وليس مدمنًا
علق الدكتور يحيى كوريا، خبير التعديل السلوكي والمعرفي، على حادث "طفل المرور" المتهم بالتنمر على رجال مرور القاهرة، بعد أن أظهرت التحاليل تعاطي الطفل وأصدقائه لمخدر الحشيش.
قال "كوريا"- فى حديثه لـ"الدستور" - إن هؤلاء الأطفال مرضى ويحتاجون لإعادة تأهيل سلوكى وعلاجهم أمر ضروري، لأنه في حال عدم معالجتهم سيظهر الوجه القبيح للإدمان، موضحًا أن متعاطى المخدرات مريض وليس الأمر سوء أخلاق منه.
وأشار إلى أن الإدمان يتم التعامل معه في كل دول العالم على أنه مرض، ولكن في مصر الأمر مختلف، وكل الأطباء النفسيين يدركون أن مدمن المخدرات مريض، لافتًا إلى أنه حتى يتعافى المدمن من إدمانه لا بد من تغيير سلوكه وطريقة تفكيره، موضحًا أن الإدمان يأتى نتيجة لانحراف في الفكر والسلوك يؤدي إلى تعاطي المخدرات.
وتابع أن أساس الانحراف الفكرى والسلوكى يأتي نتيجة صدمات مختلفة قد تحدث للطفل أو الشخص وتعتبر جذور الإدمان هي الصدمات، ربما عاطفية أو جسدية، ونتيجة هذه الصدمات يحدث تغيير في مشاعر وتفكير الطفل، فيحاول الهرب منها من خلال تعاطي المخدرات.
وعن مراحل علاج الحالات الشبيه لـ"طفل المرور" ورفاقه، أردف الدكتور يحيى كوريا أنها تستدعي التدخل السريع والتأهيل من خلال البرنامج السلوكي المعرفي، وهو عبارة عن 5 مراحل علاجية، ويتم من خلال هذه البرامج عمل توازن للفكر وتحويله من الفكر المنحرف إلى المعتدل.
وأكمل أن الأسرة والتكنولوجيا بريئة من سلوكيات الطفل، فليست لها علاقة بالنشأة تمامًا، مستندًا إلى أن هؤلاء الأطفال لديهم أشقاء ملتزمين وليس لديهم أي انحراف سلوكي، وهو نشأ في ذات الأسرة، ولكنه انحرف بالتالي فهو مريض ويحتاج للعلاج، موضحًا أن والده لم يحرضه على ارتكاب مثل هذه الأفعال مطلقًا، ولكن الولد مريض ويجب علاجه.
واختتم أن التكنولوجيا موجودة منذ سنوات، وهناك من يستخدمها لتنمية مهاراته وثقافته، وآخرون يستخدمونها لمشاهدة المواقع الإباحية وغيرها، مناشدًا الأسر المصرية بملاحظة سلوك أطفالهم ومتابعته وحال ظهور أي ملاحظات لا بد من التواصل مع الطفل بشكل دائم ومتابعته للحفاظ على الأولاد.