توترات متصاعدة بين فرنسا وتركيا بسبب «الذئاب الرمادية»
توعدت الحكومة الفرنسية بفرض حظر على جماعة الذئاب الرمادية التركية المتطرفة، في حين توعدت تركيا بالرد الحازم على الخطوة الفرنسية.
ويأتي قرار الحكومة بعد تشويه نصب تكريمي لضحايا الإبادة الأرمينية قرب ليون بكتابات شملت عبارة "الذئاب الرمادية" خلال نهاية الأسبوع.
وقال وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، في التغريدة التي حملت إعلان حل الجماعة، إن الأخيرة "تحرض على التمييز والكراهية ومتورطة في أعمال عنف".
من جهتها، توعدت تركيا بـ"رد حازم" على الخطوة الفرنسية، واصفة إياها بأنها استفزاز، وأعلنت وزارة الخارجية التركية، في بيان: "نشدد على ضرورة حماية حرية التعبير والتجمع للأتراك في فرنسا"، مضيفة: "سيكون ردنا على هذا القرار حازمًا إلى أقصى الحدود".
وتعد الجماعة المتطرفة جناحًا مواليًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي دخل في نزاع مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حول قضايا جيوسياسية تتعلق بمناطق ساخنة، وأيضا مؤخرا حول مواجهة فرنسا للإسلام المتطرف.
وتم تلطيخ النصب بأحرف ضخمة "RTE" باللون الأصفر في إشارة إلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وعبارة "الذئاب الرمادية"، وهي حركة تركية متطرفة مؤيدة لأردوغان، توعدت، أمس، باريس بحلها.
ترافق حادث تشويه النصب وحظر "الذئاب الرمادية" مع توترات حادة في فرنسا بين الجاليتين الأرمينية والتركية حول النزاع في ناجورنو كاراباخ.
وخاض الأرمن حملات طويلة مستمرة من أجل انتزاع اعتراف العالم باعتبار القتل الجماعي لأسلافهم تحت الحكم العثماني بين عامي 1915 و1917 "إبادة جماعية".
هذا وتشكلت منظمة قومية تركية تحمل اسم "الذئاب الرمادية" أو "أوجاكلاري" في ستينيات القرن الماضي، وتصنف على أنها من جماعات الفاشية الجديدة المتعصبة قوميا.
وترتبط جماعة "الذئاب الرمادية" بشكل وثيق مع حزب الحركة القومية التركي الذي يتزعمه دولت بهتشلي، المتحالف مع حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان.
وقد انخرطت الحركة في عمليات إرهابية كبيرة، وقد ركزت الحركة عملياتها على الأكراد في تسعينيات القرن الماضي، حيث شاركت في معارك ضد تنظيم PKK في غرب وشرق تركيا.
وتؤمن الحركة بالتفوق العرقي للأتراك، وتسعى لاستعادة أمجادهم وتاريخهم وتوحيد الشعوب التركية في دولة واحدة، بالإضافة إلى معاداة القوميات الأخرى كالكرد واليونان والأرمن.