«196 عامًا من المجالس النيابية».. كيف تغير البرلمان فى مصر على مر العصور؟
كانت مصر أول دولة في الشرق الأوسط بها برلمان منتخب من الشعب، ورغم الحقب الزمنية المختلفة ظلت الحياة البرلمانية أقوى دليل على كفاح المصريين لإرساء قواعد الديمقراطية.
- "المجلس العالى" بداية الحياة البرلمانية
بعد سنوات من تولي محمد على باشا حكم مصر وبالتحديد في عام 1824 تم تكوين "المجلس العالى" الذى يعد البداية الحقيقية لأول مجلس نيابى يتم اختيار بعض أعضائه بالانتخاب ويراعى فيه تمثيل فئات الشعب المختلفة، حيث تكون من 24 عضوًا فى البداية، ثم صار عددهم 48 عضوًا بعد إضافة 24 شيخًا وعالمًا إليه.
- تطور الحياة النيابية في عهد إسماعيل
شهد عام 1866 الخطوة الأهم فى تطور الحياة النيابية فى مصر بإنشاء "مجلس شورى النواب" فى عهد الخديوى إسماعيل، وامتلك اختصاصات نيابية، وليس مجرد مجلس استشاري تغلب عليه الصفة الإدارية.
- دستور 1882 يرسي قواعد البرلمان
في 7 فبراير 1882 أرست مصر أول ملامح للديمقراطية النيابية، من خلال سن نصوص في الدستور الجديد الذي حل محل دستور 1879، في عهد الخديو توفيق.
ومن خلال دستور 1882 ظهرت فكرة وجود مجلس نواب يختص بالتشريع، ويراقب ومجلس النظّار "الحكومة"، وكان اللبنة الأولى لمجتمع قائم على دولة القانون، وتألف من 53 مادة، حددت كيفية انتخاب النواب وواجباتهم ومهامهم وكيفية انعقاد المجلس وانتخاب رئيسه والوكلاء إلى غير ذلك من الإجراءات.
- ثورة 1952 وبرلمان 1957
كان من بين المبادئ الأساسية لثورة 23 يوليو 1952 فى مصر، مبدأ "إقامة حياة ديمقراطية سليمة"، وذلك بعد أن قامت الثورة بإلغاء الدستور السابق وإعلان الجمهورية وحل الأحزاب، وفى عام 1956 صدر الدستور الجديد، وتم بمقتضاه تشكيل مجلس الأمة فى 22 من يوليو 1957 من 350 عضوًا منتخبًا، وقد فض هذا المجلس دور انعقاده العادى الأول فى 10 فبراير سنة 1958.
- 7 نظم نيابية لمصر
وتعاقبت على مصر سبعة نظم نيابية تفاوت نطاق سلطاتها التشريعية والرقابية من فترة لأخرى ليعكس في النهاية تاريخ نضال الشعب المصري وسعيه الدءوب من أجل إقامة الديمقراطية.
ويتألف مجلس النواب من أربعمائة وخمسين عضوًا على الأقل ينتخبون عن طريق الاقتراع العام السري المباشر على أن يتم الاقتراع تحت إشراف أعضاء من هيئة قضائية بالإضافة إلى عدد من الأعضاء يعينهم رئيس الجمهورية لا يزيد على 5%.
تقسم الجمهورية لعدد 4 دوائر للانتخاب بنظام القائمة المغلقة المطلقة و205 دائرة انتخابية للانتخاب بالنظام الفردي وبهذا يصبح عدد مقاعد المجلس المخصصة للنظام الفردي 448 مقعدًا و120 مقعدًا للقوائم بالإضافة إلى 28 مقعد على الأكثر يعيّنهم رئيس الجمهورية.
- ثورتا يناير ويونيو وتغير الحياة النيابية
وشهدت الحياة السياسية المصرية طفرة من الحراك الشعبي باندلاع ثورتي 25 يناير و30 يونيو أعقبتها عدة انتخابات تشريعية تمخضت عن إنشاء البرلمان الحالي بموجب دستور 2014، والذى استفتى عليه الشعب فى 18 يناير 2014، والذى أعاد نظام الغرفة الواحدة، ليصبح البرلمان المصري تحت مسمى مجلس النواب عام 2016 ويعد المجلس الحالي طفرة غير مسبوقة فى تاريخ الحياة النيابية فى مصر، سواء من حيث الاختصاصات التي أعيطت إليه بموجب دستور 2014 أو من حيث تشكيله الفريد، والذى يضم لأول مرة (90) سيدة بنسبة (15%) من إجمالي أعضائه، بالإضافة إلى تمثيل ذوى الإعاقة بـ (9) أعضاء والمصريين فى الخارج بـ(8) أعضاء فضلا عن نسبة الشباب، والتى تصل إلى ما يربو على ربع أعضاء البرلمان ليصبح برلمان 2016 علامة فارقة في تاريخ الحياة النيابية فى مصر تسطر بحروف من نور فصلا جديدا فى سجل تاريخها النيابي العريق الذى يعد ملحمة وطنية متفردة يشهد فيها التاريخ على عمق وعراقة التجربة البرلمانية المصرية بين برلمانات العالم.
