«الراهب الذي لا لحية له».. الكاثوليكية تحتفل بعيد القديسة بيلاجيا
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بمصر؛ اليوم؛ بعيد القديسة بيلاجيا التائبة؛ إذ روى الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني سيرتها، قائلًا: ولدت بيلاجيا فى القرن الثالث في أنطاكية لوالدين كانا وثنيين محافظين سرعان ما أصبحت راقصة شعبية، وممثلة متميزة، إلا أن سيرتها كانت على كثير من العهر والفساد، حتى إنها انزلقت إلى هاوية حياة غير أخلاقية.
مضيفًا: بينما كانت بيلاجيا تسير بجوار كنيسة الشهيد جوليان، حيث كان الأسقف نونوس يلقي عظة بليغة أخذت مجامع سامعيه؛ فراحت تسترق السمع لهذه الكلمات البليغة التي يقولها الأسقف، بغتة أحسّت (بيلاجيا) بومضة نور تضيء نفسها المتعبة، فقررت أن تعود لاحقًا كي تتعلم المزيد من الأسقف القديس نونوس.
وتابع: ولما زارته لاحقًا للتزود بالتوجيه، قام الأسقف القديس يصف لها تلك العذابات الأبدية، وبعد بضعة دقائق زالت الغشاوة عن عينيها فبدأت تفهم أن كل حياتها كانت تعاش في الخطيئة، وكانت هي في خطر أن تهدر الأبدية في أعماق الجحيم؛ لما بلغت ذروة احتقار سيرتها في الملذات والبذخ والرفاهية، سقطت هذه الغانية على ركبتيها أمام الأسقف.
وواصل: فاستجاب الأسقف الصالح بدون تردد، ووعد التائبة بمنحها المعمودية التي أصبحت تتوق إليها، ولم يخلف الوعد، فعندما حان الوقت لإقامة السر، تهللت بيلاجيا عندما رأت أن شماسة الكنيسة التقية رومانا ستكون عرابتها.
لقنتها رومانا لاحقًا مبادئ الحياة المسيحية، أما بيلاجيا التائبة، فراحت تتأمل طويلًا وبعمق في باقات خطاياها السالفة وسيرتها الفاسدة، ولم يمض وقت حتى أصبحت نموذجًا للتقوى والاستقامة، وعندما كان إبليس يجربها، كانت تطرده على الفور.
مضيفًا: لم ينته الأمر مع بيلاجيا عند هذا الحد، بل قامت وجمعت كل ثرواتها الثمينة التي عندها ووضعتها بين يدي الأسقف كي يوزعها هو على المساكين، الذين تحسنت أحوالهم بفضل هذه البركة.
وتابع: انطلقت إلى أورشليم مغطاة الرأس، لتبدأ سيرة مختلفة بالكلية، متنكرة بزي راهب تقي يدعى بيلاجيوس، فأقامت في مغارة على مقربة من جبل الزيتون مرتدية ثياب الرجال، وعاشت حياة بسيطة قوامها شظف العيش وتكريس القلب، عرفت بيلاجيا في تلك الأسقاع كلها بالراهب الذي لا لحية له، أما أمر أنوثتها فلم ينكشف إلا عند نهاية حياتها.
مضيفًا: لم ينس الأسقف نونوس بيلاجيا، وبعد ثلاث سنوات على رحيلها، أرسل يعقوب الشماس إلى أورشليم لزيارة صديقه الأخ بيلاجيوس، فعرف يعقوب بقلايتها، فخرجت إلى الباب، فحمّل المرأة أفضل التمنيات من الأسقف ظانًّا أنها راهب، أما هي فلم تعلن عن هويتها الحقيقية؛ بل قامت بكل بساطة وشكرته بلطف طالبة منه أن يزورها من جديد بعد حين.
وتابع: ولدى عودته إلى القلاية بعد أيام، وجد يعقوب أن الراهب بيلاجيوس قد رحل؛ وفقط عند مسح الجسد عرفوا أن الأخ بيلاجيوس كان امرأة.
متابعًا: رقدت بيلاجيا فى الرب سنة 284م، وكان قبرها على جبل الزيتون.