قائد لواء إسرائيلى: لم نصدق السادات عندما قال إنه مُستعد للتضحية بمليون جندى
كشف "أمنون ريشيف" قائد وحدة اللواء الرابع عشر المدرعة لصحيفة إسرائيل اليوم، أسرارًا عن أيام النار على خط الجبهة وسرد للصحيفة "لحظات من جحيم المعركة" عن حرب 6 أكتوبر 1973، وهي الأسرار التي نشرها قبل سبع سنوات في كتاب عن دور اللواء في الحرب بعنوان "لن نتوقف!".
اللواء المدرع 14، هو اللواء المدرّع الوحيد الذي أقيم عند قناة السويس وانتشر على مدى مائتي كيلومتر، وكان هو القوة الرئيسية للدفاع من الجيش الإسرائيلي ضد الجيش المصري، الذي عبر كالتسونامي قناة السويس في اليوم الأول من الحرب، وفقًا لوصف "ريشيف"، وكان هو اللواء الذي واجه الجيش المصري في "عملية فرسان القلب"، حيث قتل 302 من مقاتليه وجرح المئات.
سأله محرر "إسرائيل اليوم"، حدثني عن تجربتك في الحروب مع مصر؟، فأجاب "ريشيف": "اسألوا من أرسلوني"، انضممت إلى الجيش عشية حملة سيناء في أغسطس 1956، في البداية ذهبت إلى اختبار الطيار، لكنني لم أجتز فحص العين في تل نوف، وجاءت دورة قادة الدبابات من الكيبوتسات ومن المدينة، لكنهم أرسلوني إلى قاعدة التدريب الأولى لدورة سلاح المدرعات، وكنت أريد أن أستكمل دراستي، وبعد حرب الأيام الستة طُلب مني قائدي تولي قيادة كتيبة مدرعة قلت للقادة :"إننا لسنا لدينا خطة للدفاع عن سيناء".
وعندما سئل ماذا حدث قبل أيام من الحرب، أجاب: قبل يونيو 1973، نفذ اللواء تمرينًا عدوانيًا، ومحاكاة لهجوم ليلي، قبل أيام قليلة من الحرب، وأبلغنا عن تحركات غير عادية من قبل الجيش المصري وتحرك لقوات متزايدة، وتم إرسال التقارير إلى المستويات العليا لكن القيادة لم تتحرك، كنا "ثملين" بالنصر في أعقاب حرب الأيام الستة. لقد أخطأنا جميعاً بالغطرسة والتقليل من شأن العدو.
وأضاف :"كانت الصعوبة، هي الانتقال من حالة إلى أخرى، للأسف لم يكن لدى الجيش الإسرائيلي خطة للدفاع عن سيناء. كانت هناك مدرستان فكريتان: واحدة من رئيس هيئة الأركان السابق حاييم بارليف - وتدعو إلى حماية الواجهة البحرية وإنشاء معاقل، في حين أن الثانية هي خطة آرييل شارون، والتي تدعو إلى عدم إنشاء خط حصون ولكن التكثيف في حماية قناة السويس.
وفي نهاية حرب الاستنزاف، في صيف عام 1970، فقدت قواتنا الجوية السيطرة على المجال الجوي في منطقة القناة، وعندما قال الرئيس المصري أنور السادات إنه مستعد للتضحية بمليون شخص، لم نفهمه. وقال لجنرالاته: "أريد عبور القناة والوصول إلى عشرة كيلومترات في الضفة الشرقية" لم يصدق أحد في إسرائيل أنه سيفعل.
وعن اليوم الأول للحرب، قال "ريشيف"، في الساعة 12:30 ظهرا ، قيل لنا على وجه اليقين إننا ذاهبون إلى الحرب، "في 13:47 سمعنا صافرات الإنذار بأن الطائرات المصرية عبرت القناة، وفي الوقت نفسه 2400 بندقية مصرية تطلق النار وأكثر من مائتي طائرة وقذيفة كانت تغطي السماء، وصحراء سيناء كما لو كان بها زلزال، ودباباتنا كانت في مرمى النيران المصرية.
يقول رشيف إنه بعد مرور ساعتين ونصف الساعة من بدء الحرب، عبر 23500 جندي مشاة والقوات الإسرائيلية، بالكاد كانت تصل إلى 500 مقاتل، في أول 18 ساعة من الحرب، عبر 90 ألف جندي مشاة مصري و850 دبابة القناة لا أعرف كيف حدث هذا.
وعن حياته بعد الحرب، قال "ريشيف": تركت فيّ الحرب أثرًا كبيرًا، بعد ستة أشهر من الحرب تمت ترقيتي إلى رتبة عميد، في بداية عام 1979، تم تعييني قائدا للفيلق المدرع ثم ترقيت إلى رتبة لواء، وفي عام 1984، خلعت الزي العسكري، وفي نهاية عام 2014 أسست حركة غير حزبية - "قادة لأمن إسرائيل" - فيها مئات من كبار أعضاء المؤسسة الدفاعية (الجيش، الموساد ، الشين بيت والشرطة).