متظاهرون يحرّرون رئيس قرغيزستان السابق أتامباييف من سجنه
استولى متظاهرون مناهضون للحكومة القرغيزية على مقرّ السلطة في العاصمة بشكيك، وأطلقوا سراح الرئيس السابق ألماظ بك أتامباييف، في تصعيد لاحتجاجاتهم على نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت مطلع هذا الأسبوع.
وأظهرت مشاهد بثّتها الخدمة القرغيزية التابعة لإذاعة "أوروبا الحرّة" متظاهرين يتجوّلون في مقرّ السلطة الرئيسي في البلاد، في حين أكّدت وسائل إعلام محليّة عديدة أنّ المتظاهرين استولوا على المبنى.
وقال أحد المتظاهرين الذين شاركوا في اقتحام المبنى لوكالة "فرانس برس"، طالبًا عدم نشر اسمه، إنّه شارك مع حوالى ألفي متظاهر آخر في تحطيم بوابة البيت الأبيض، المبنى الضخم الذي يضمّ مقرّي البرلمان والرئاسة.
وأضاف: "ما من أحد حاول حماية المبنى عندما اقتحمه الحشد".
وتابع: "لقد وقفنا وأنشدنا النشيد الوطني، ودخلنا المبنى من دون أي مقاومة"، مشيرًا إلى أنّ المقرّ كان خاليًا إلا من "موظفين تقنيين" ما لبثوا أن غادروه.
وبعد استيلائهم على "البيت الأبيض" اقتحم المتظاهرون مقرّ لجنة الأمن القومي في بشكيك، حيث زنزانة الرئيس السابق ألماظ بك أتامباييف، الذي أطلق المتظاهرون سراحه، حسب ما أعلن أحدهم.
وقال عادل توردوكيوف، الناشط والحليف لأتامباييف، إنّ المتظاهرين أطلقوا سراح الرئيس السابق "من دون اللجوء إلى القوة أو استخدام أية أسلحة"، مشيرًا إلى أنّ العناصر المولجة حراسة مقرّ لجنة الأمن القومي لم يبدوا أي مقاومة أمام محاولة المتظاهرين الاستيلاء على المقرّ.
وأتى اقتحام المبنى في أعقاب إصابة 120 شخصًا على الأقل، نصفهم من قوات الأمن، بجروح في صدامات دارت في العاصمة بشكيك بين الشرطة ومتظاهرين كانوا يحتجون على نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد، حسب السلطات الصحية في البلاد.
واستخدمت الشرطة قنابل صوتية ثم الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمّعوا في وسط العاصمة، وحاول بعضهم تسلق سور مقرّ الرئاسة.
وكان الآلاف تظاهروا في وسط العاصمة تنديدًا بنتائج الانتخابات التشريعية التي فاز فيها تنظيمان سياسيان قريبان من الرئيس سورون جينبيكوف الموالي لروسيا.
ويطالب المتظاهرون باستقالة الرئيس سورونباي جينبيكوف، وإجراء انتخابات برلمانية جديدة.
وقرغيزستان التي شهدت ثورتين في 2005 و2010 هي الجمهورية السوفياتية السابقة الوحيدة في آسيا الوسطى التي تنعم ببعض من التعدّدية السياسية، لكنّ البلاد تهزّها باستمرار أزمات سياسية.