«أوراسيا ريفيو»: أردوغان عزل تركيا جغرافيًا وسياسيًا

كشفت مجلة eurasia review عن أن تركيا في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان تعيش حالة تدهور جيوسياسي ملحوظ مدفوعًا بالأوهام الإمبراطورية العثمانية التي كلفت تركيا علاقتها الإقليمية والدولية وخلقت لها قدرًا كبيرًا من التوتر والعزلة.

وأوضحت مجلة "أوراسيا ريفيو"، في تقرير لها اليوم أن أنقرة لها أهمية جغرافية استراتيجية، لكن في البيئة الجيوسياسية المعاصرة فإن مدى قدرة الدولة على تغطية موقعها الجغرافي الاستراتيجي يعتمد على مصداقيتها السياسية في إدارة علاقاتها الدولية، إلا أن تركيا فشلت في عهد أردوغان في القيام بذلك لأن تركيا تحت قيادته على خلاف مع داعميها التقليديين من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كما أن تركيا على خلاف مع جيرانها في شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط وحتى داخل المجموعة الإسلامية لمنظمة التعاون الإسلامي.

وقالت المجلة إن تركيا في عهد أردوغان تراجعت أهميتها الجيواستراتيجية كدولة خط على المُواجهة الشرقية لحلف الناتو وحاولت عبر المداعبات الاستراتيجية مع روسيا والصين استعادة دورها، لكن لم تتحقق المكاسب المتوقعة جراء هذا التقرب بسبب سياسات أردوغان.

وأكدت أوراسيا ريفيو أن تركيا تحت حكم أردوغان تراجعت وتحولت إلى مجرد دولة تتبع قشور إسلامية للترويج لسياسات أردوغان، كذلك لا تزال أنقرة عضوًا في تحالف الناتو العسكري الأوروبي، لكن هناك غموضًا داخل الناتو بسبب مواقفها السياسية الحالية في عهد أردوغان وبات الآن، على تركيا إما التخلي طواعية عن عضويتها في الناتو أو مطالبة تركيا رسميًا بمغادرة الناتو بسبب أردوغان.

وأضافت المجلة أن العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا في عام 2020 فاترة وأصبحت واشنطن لا تثق في أنقرة، كذلك كانت تركيا موضع تقدير كبير من قبل الاتحاد الأوروبي وكادت تحصل على عضويته، لكن أدرك الاتحاد أن تركيا في عهد أردوغان لن تبقى دولة معتدلة يمكن أن تنضم للاتحاد.

أكد أن تركيا انغمست في عهد أردوغان في التدخلات العسكرية ليس فقط في جوارها في سوريا واليونان في شرق البحر المتوسط ولكن أيضًا في ليبيا في شمال إفريقيا، ويبدو أن تركيا، مثل الصين في وضع توسعي.

وكذلك في مجموعة الدول الإسلامية التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي سعت تركيا التي خرجت عن السياسات التقليدية إلى تحدي العالم الإسلامي، وتقسيمه من خلال محاولة تشكيل مجموعة إسلامية جديدة من تركيا وباكستان وماليزيا لتحدي القيادة التقليدية لمنظمة التعاون الإسلامي التي تقودها المملكة العربية السعودية.

وقالت المجلة إن هذا الأمر وضع تركيا في مسار تصادمي مع الأنظمة الملكية العربية الرائدة في منطقة الخليج، وهو أمر لا تستطيع تركيا تحمله من الناحية الجيوسياسية أو الجغرافية الاقتصادية، كذلك في جنوب آسيا بشكل أكثر وضوحًا، اتخذت تركيا في عهد أردوغان بالتأكيد موقفًا معاديًا تجاه الهند لإرضاء باكستان في كشمير، ما جعل تركيا مكشوفة جيوسياسيا في آسيا متناسيًا الواقع الجيوسياسي الحالي الذي تحتلّه الهند اليوم في الحسابات الجيوسياسية في عواصم العالم.

وأكد المجلة أن تركيا تعاني أيضًا من حوادث الإرهاب ومسألة مطالب الأكراد بتقرير المصير التي طال أمدها وأثر ذلك بشكل كبير على وصول السياحة الدولية إلى تركيا، ما أثر على الاقتصاد الذي يشهد الآن، تباطؤ كبير بسبب عدم ثقة المستثمرين الأجانب في الاتجاهات السياسية التركية والاضطرابات في عهد أردوغان.