في ذكرى النصر.. وثائق مسربة تكشف موقف الدول الكبرى من حرب أكتوبر
مع كل ذكرى جديدة تحتفي بها مصر بنصر أكتوبر تظهر العديد من المعلومات والوثائق بشأن أسرار الحرب المجيدة، لاسيما الدول الأجنبية التي كانت شاهدة عليها ومنها من انحاز إلى صفوف الجيش المصري وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي (روسيا حاليًا).
تزامنًا مع اقتراب ذكرى حرب أكتوبر المجيدة، تستعرض «الدستور» أبرز الوثائق والتقارير السرية التي تم تسريبها من قبل الدول الكبرى بشأن رؤيتها وموقفها من الحرب حينئذ.
وثائق أمريكية تكشف الاتفاق على مد الجسر الجوي
كشفت إحدى الوثائق الأمريكية التي تم تسريبها في ذكرى حرب أكتوبر أنه في الوقت الذى هجم فيه الجيش المصري واجتاح خط بارليف، كان البيت الأبيض يعقد اجتماعات عالية المستوى لمحاولة إنقاذ إسرائيل وتقديم المساعدة لها.
وذكرت وثيقة البيت الأبيض أنه أثناء الحرب تم عقد اجتماع سري للغاية من الساعة 8:20 إلى 8:40 دقيقة صباحًا، يوم الثلاثاء 9 أكتوبر 1973، وخلص بمد جسر جوي، وحضر السفير الإسرائيلي في واشنطن سيماشا دينيتز والملحق العسكري الإسرائيلي مورد خاي جور، ووزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر، والجنرال برنت سكوكروفت، نائب مساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي، وبيتر دبليو ردومان، عضو مجلس الأمن القومي.
وذكرت الوثيقة أن بعد الخسائر التي تكبدتها إسرائيل مع أول أيام الحرب سعت جولدا مائير لمطالبة أمريكا بمدها بالمساعدات وبدأت المفاوضات مع واشنطن بشأن حجم هذه المساعدات وحصر الخسائر الأولية.
وثائق إسرائيلية
نشر موقع «walla» العبري أنه كان هناك تقرير استخباري إسرائيلي عن تحركات مصر، وذكر قبيل الحرب بأيام كانت هناك كثير من التحذيرات وأضواء الطوارئ الوامضة التي تشير إلى حركة استعدادات جيشي مصر وسوريا، لكن خلص التقرير إلى أن شن الحرب أمر مستحيل.
وحينئذ استنتجت المخابرات الإسرائيلية تحركات واستعدادات مصر وسوريا بأنها «تطورات غير طبيعية» لإخلاء أسر الخبراء السوفيت من دمشق، وذلك لن يحدث إلا بسبب مخاوف السوفيت من أن هناك عملية عسكرية مصرية سورية متوقعة ضد إسرائيل، ولكن احتمالية شن عمليات عسكرية الآن منخفضة.
وتم الإشارة في آخر تلك الوثيقة إلى أن التقرير الاستخباري الإسرائيلي أبلغ عن وجود استعدادات مختلفة مع بداية شهر أكتوبر على الجبهتين المصرية والسورية وتمثلت في فنون الحرب القتالية، فيما رجح التقرير أنه ربما تكون تلك الاستعدادات بسبب مخاوف مصر وسوريا من هجوم إسرائيل في شهر رمضان استغلالًا لصيام المسلمين.
خبراء روس روجوا لعدم استقرار العلاقات بين مصر وروسيا
كان للاتحاد السوفيتي دور هام في حرب أكتوبر الذي أشار إليه فينوجرادوف، السفير السوفيتي حينها، وتضمن زعم الخبراء السوفييت في أكثر من مناسبة ما روج لها أجهزة الإعلام المصري أن هناك تقصيرا واضحا في دعم مصر بأحدث الأسلحة من قبل موسكو نقلا عن قيادات سياسية وعسكرية.
في حين أن موسكو كانت إحدى الدول التي أقدمت على إمداد مصر بأحدث محطات المراقبة والرادار، واستولت إسرائيل على إحداها بالزعفرانة فى 9 سبتمبر 1969.
وذكر السفير الروسي أيضًا في إحدى الكتب والوثائق التي نُشرت أنه في الفترة التي استغرقها بناء حائط الصواريخ قام الطيارون السوفييت بحماية سماء القناة إلى جانب إمداد مصر بصواريخ وأسلحة رادعة من طراز روسي متطور وظلت موجودة في مصر حتى بعد حرب أكتوبر.